شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 86)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 86)
المحتوى
ل الجماعة اليهودية في جنوب افريقيا...
ويلاحظ تركز أعداد كبيرة من اليهود في الاحزاب التي تتنافس مع الحزب الوطني الحاكم
وتعارضه؛ ولكن معارضتها تتصرّق على الطريقة التي يتمٌ بواسطتها الحفاظ على السيطرة البيضاء.
ولا تشمل ميدا السيطرة نفسه. ولكن يمكن تفسير هذاء أيضاًء بالعودة الى وضع اليهود في جنوب
افريقيا. فموقفهم الليبرالي هى انعكاس للتركيية الاجتماعية ‏ الاقتصادية لسكان جنوب افريقيا من
اليهود . فدعمهم للمعارضة البرلمانية هى تعبير عن انتمائهم الى القطاع الذي يتحدث بالانكليزية: وعن
تركزهم في المناطق الحضرية» وعن انهم يقعون ضمن مجموعات الدخل الأعلىء وقد استمدّت احزاب
المعارضة البرلمانية الدعم من هذه القطاعات البيضاءء التي ينتمي اليهود اليها.
وعلى الرغم من الجفاء الواضح بين الحزب الوطني والجماعة اليهودية» في أواخر الاربعينات,
فالحزب الوطني كان حزباً نازياً له صلات نازية واضحة:؛ وكان عدارّه لليهود واضحاً, اذ تبنّى سياسة
معادية لهجرتهم الى جنوب افريقيا في الثلاثينات. كما كان يرفض عضويتهم في بعض المناطق. وعلى
الرغم من كل هذاء فقد حدث تقارب يستند الى تعمهّد اليهود الضمني عدم استنكار سياسة التفرقة
اللونية: في مقايل ان يضمن الحزب مصالحهم واندماجهم وتمتّعهم بمزايا التفرقة اللونية مع بقية
السكان البيض.
ويمكن القول» بشكل عامء ان الجماعة اليهودية في جنوب افريقيا هي جماعة صغيرة ليس لها
أهمية «يهودية» مستقلة؛ وانها مندمجة في المجتمع الابيضء معتمدة عليه» وان هذا المجتمع ليس
معتمداً عليها في شيءء وانه لا يحتاج اليها بمقدار احتياجها اليه والى مؤسساته, لتضمن لنفسها
البقاء.
وقد انعكس هذا على موقف الجماعة اليهودية من قضايا التفرقة اللونية والنضال ضدها.
فالجماعة اليهودية هناك توثر الصمت والتزام جانب الحياد بخصوص قضايا الكفاح ضد التفرقة
اللونية. وتعرّف المؤسسات اليهودية هناك دورها بأنه يهدف الى الدفاع عن حقوق اليهود وحسبء ولا
علاقة لها بالقضايا الاخرى (وهذا موقف صهيوني قٌّ), فتلتزم الحياد تجاهها وتترك لكل يهودي حرية
اختيار الموقف الذي يراه. وفي الثلاثينات: أخذ كثير من أعضاء الجماعة موقفاً عنصرياً ضد الهنود.
ولا يزال موقفهم من السود لا يختلف, في أساسياته؛ عن موقف البيض. ولذاء التزمت الجماعة
الصمت في العام ‎,١1551/‏ عندما أصدر قانون يحظر كل تجمّع مختلط بين البيض والسود» حتى ولو
كان التجمّع لهدف دينيء في كنيسة مثلاً. وقد احتج معظم رجال الدين من انغليكان وكاثوليك
وبروتستانت؛ وحتى رؤساء الكنيسة الهولندية الاصلاحية: ولكن لم يعترض رجال الدين اليهودي»
لأن الامر لا يعنيهم؛ بحجة انه لا يوجد يهوب سوبء أو ملونون» أو آسيويون:» في جنوب افريقيا. وكذلك
لم تتفوّه المؤسسة اليهودية بكلمة عندما وقعت مجزرة شاربفيل؛ وقد تذرّعوا بالمنطق عينه . ولكنه منطق
فيه خلل: فممثلى الجماعة يعارضون الشيوعية؛ ويصفون العنف الاسود بأنه عمل تخريبي» ويعلنون
اخلاضهم للنظام القاءئم في جنوب افريقيا وللصهيونية واسرائيل. وهم يفعلون ذلك كجماعة: أي ان لهم
مواقف سياسية واضحة أكيدة. وهذا الموقف تدعمه المنظمة الصهيونية ويعمّقه تزايد صهينة الجماعة
اليهودية. ومن المعروف ان الصهيونية لاقت معارضة في بداية الامر, في العشرينات» من الشيوعيين
ودعاة اليديشية وغيرهم: ولكنها اكتسحت الجماعة اليهودية تماماًء بسبب طبيعة تكوين المجتمع,
باعتبار ان الصهيونية هي عقيدة استيطانية تشبه تجربة التفرقة اللونية. بل ويلاحظ ان أهمّ
المؤسسات اليهودية في جنوب افريقيا هي المنظمة الصهيونية؛ التي اصبحت بمثابة المظلّة
العدد ؟١5:‏ تشرين الثاني ( نوفمير ) 1590 شُيُون فلسطيزية اام
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58841 (1 views)