شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 92)
- المحتوى
-
سح هجرة اليهود السوفيات والسياسة الاسرائيلية الرسمية
بأبناء الطوائف الشرقية الى المستوطنات المقامة في المناطق المحتلة» ويزيد في خطورة التهديد بتجريد هذه المناطق
من أبنائها العرب بأية وسيلة ممكنة.
السياسة الرسمية وأزمة الاستيعاب -
كشف هذا الاقبال الكثيف للمهاجرين السوفيات على اسرائيل» خلال الشهور الاخيرة» تخبّطاً وصراعاً داخل
المؤسسات الرسمية؛ وشبه الرسمية, المسؤولة عن استقبال المهاجرين واستيعايهم؛ وذلك نظراً الى الاعداد
الكبيرة, من جهة؛ وضآلة الامكانات المتوفّرة حالياًء من جهة ثانية, وضخامة المخصصات امالية المرصودة لمشاريع
الاستيعاب والاستيطان» من جهة أخيرة. وتركّزت المنافسة بين الوكالة اليهودية ويتقاسم السيطرة عليها كل من
حزب «العمل» والليكود ووزارات المالية والاسكان والاستيعاب. ويمكن العودة بحالة التخبّط الرسمي هذه ذال
آخر أيام حكومة «الوحدة الوطنية», حيث كانت النزاعات الحزبية والضغوط الائتلافية بين شركاء الحكم |
والعمل تنعكس سلباً على التدابير المطلوية استعداداً لاستقبال المهاجرين الجدد. وكانت حكومة ا
الوطنية» في اسرائيل أقامتء في حزيران ( يونيو) 1145 لجنة وزارية» برئاسة وزير المالية؛ آنذاك» شمعون
بييس» وسكرتارية نائبه. يوسي بايلين» من أجل ايجاد أربعة آلاف وحدة سكنية للمهاجرين السوفيات؛ ولكنها
سرعان ما واجهت فيضاً من الاعباء. بسيب الزيادة الكبيرة في اعداد المهاجرين. وشملت مسؤوليات اللجنة
السعي الى ايجاد مصادر لتمويل عمليات الاستيعاب واقامة البنية التحتية (شبكات المياه والطرق والكهرياء
وغيرها). بالاضافة الى المشاكل الاجتماعية الناجمة عن دمج الجماعات الاثنية المختلفة وتوزيع السكان والبنية
الاقتصادية التي واجهت ضرورة استيعاب طاقة عمل جديدة تقدّر يمئات الآلاف من الاكاديميين والتقنيين
والعمّال المهرة. وعلى الرغم من تشكّب مهمات اللجنة وخطورة الاعباء التي واجهتهاء الا ان الحصيلة النهائية لما
أنجزته. خلال فترة عملهاء كانت ضئيلة للغاية: وذلك يسيب النزاعات الحزبية, أساساًء بين وزير الاستيعاب»
الحاخام بيرتس من حركة «شاس»ء المتديّنة ( اختلف مع «شاس» لاحقاًء وشكّل كتلة من عضو وإحد في الكنيست
الحالي)؛ وبين وزير المالية زعيم حزب العملء بيريس» ومسؤولي الوكالة اليهودية من الليكود والعمل.
وسع تشكيل حكومة الليكود الحالية في اسرائيل: بتاريخ /5/1١١ 1550. تم استبدال تلك اللجنة بهيئة
وزارية» يرأسها وزير الاسكان اريئيل شارون؛ الذي سرعان ما استخدم نفوذه وثقله الشخصي لكي يلحق «ادارة
أراضي اسراكيله بوزارته, بعد ان كانت» تقليدياً منذ اقامة الدولة؛ تتبع وزارة الزراعة. ولم يكتف شارون بهذه
الخطوة؛ التي تضع تحت يديه سلطات تنفيذية ومالية هائلة في ما يتعلق بتوزيع الاراضي لبناء المجمّعات السكنية
الجديدة, بل سعى, أيضاًء الى استصدار موافقة الحكومة على منحه صلاحيات استثنائية (طوارىء) تمكّنه من
تخطي الحواجز البيروقراطية والادارية؛ من أجل تنفيذ مشاريعه الاسكانية. الا ان محاولته هذه فشلت» بعد ان
رفضت محكمة العدل العليا الاسرائيلية الموافقة على منحه هذه الصلاحيات (هآرتس, 1510/7/14). والى
جانب ذلك فان المناخ الاقتصادي العام؛ أيضاً لم يكن» على ما يبدو مهيا للمباشرة في مشاريع اسكانية ضخمة
بالحجم الذي يأمل فيه شارون. فمن أصل 55 آلف وحدة سكنية خططت وزارة الاسكان لبنائها هذه السنة؛ لم
يبدأ العمل الا بخمسة آلاف وحدة فقطء وذلك على الرغم من الوعود الرسمية بأن تتعهد الحكومة شراء جميع
المساكن التي لايتمٌ بيعها للمهاجرين الجددء وتقديم حوافز اتتمانية كبيرة للمتعهدين الذين ينجزون أعمال البناء
قبل الموعد المحدّد (ملحق دافا /8/5١ مالا ان متعهّدي البناء الاسرائيليين» الذين اعتادوا على وتيرة
بناء بمعدّل 7١ ألف وحدة سكنية سنوياًء ما زالوا يتردّدون ازاء هذه الاغراءات الرسمية: خاصة وان تسهيلات
القروض المصرفية للمهاجرين الجدد لم يتم اقرارها بعد. ولكن هذا كله لم يقف حائلاً في وجه تعدّد المشاريع
والبرامج التي تولّت اعدادها الوزارات والوكالة اليهودية لاستيعاب المهاجرين الجدد واستيطانهم, والتي أظهرت
تفاصيلها مدى اتساع الخلاف حول أهداف مراكز صنع .القرار الاسرائيلي وأساليب عملها.
مشروع الوكالة اليهودية
بادرت الوكالة اليهودية الى تقديم مشروعها لاستيعاب 15١ ألف مهاجس جديد خلال السنوات
العدد *١؟: تشرين الثاني ( نوقمبر ) كلشؤين فلسطيزية رحن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)