شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 95)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 95)
- المحتوى
-
مها بسطامي حت
الازواج الشباب: بالاضافة الى ربع مليون مهاجر سوفياتي (داقان /117//ا/ 1550).
تجاوزت تقديرات الكلفة الاجمالية لمقترحات شارون هذه ثلاثة مليارات شيكل؛ اضافة الى الموازنة الاصلية:
الامر الذي أشعل الضوء الاحمر في اروقة وزارة المالية» ودفع بوزيرهاء موداعيء الى اعلان معارضته التامّة لهذه
المقترحات. واستند موداعيء في موقفه؛ الى أرقام الموازنة الاصلية للعام 1931/145١ والتي رصدت مبلغ
أربعة مليارات شيكل لأغراض الهجرة والبناء. مورّعة على النحو التالي : مليار في الموازنة الاصلية؛ و0,؟ مليار في
الموازنة الاضافية التي بحث فيها الكنيست وأقرّها قبل اجازته الصيفية؛ و", ٠ مليار ضيفت الى موازنة وزارة
الاستيعاب؛ و؟, ٠ مليار أضيفت الى موازنة البنية التحتية والطرق. وقال موداعي ان هذه المبالغ الاضافية أدّت
الى رفع العجز في الميزانية الى نسبة 0,5 بالمكة من الناتج القومي» أي ما يعادل مئة مليار شيكلء وهو الرقم الاعلى
منذ السيطرة على معدّلات التضخم في العام .١11464 وحدّر موداعي من ان اضافة ثلاثة مليارات أخرى الى
الميزانية» كما يطالب بذلك شارون: سوف ترفع العجز الى نسبة 6,5 بالمئة (هآرتس, 7//917/ 11940). واعتير
مود اعي ان التركيز على مواجهة ضغوط الهجرة يجب ان يتوجّه نحو ايجاد فرص عمل مناسبة للمهاجرين الجدد:
لكي لا يتحوّلوا الى عبء دائم على الاقتصاد, في حين أن أزمة السكن يمكن حلّهاء كما في الخمسينات: من خلال
استخدام معسكرات الجيشء أو اقامة معسكرات اقامة مؤقتة, لفترة قصيرة.
هذا التناقض في مواقف الوزيرين» شارون وموداعي ؛ يعكس في الحقيقة ٠خلافات جوهرية عميقة في الخلفية
الفكرية لكل منهما منهما. الموقف الذي اتخذه شارون يمثل» عملياً ٠ خط «مبايءٍ التقليدي الذي غذّاه ودعمة أيضاً:
كل من حركة «حيروت» والصهيونيين العموميين, والقائل بضرورة ان تتولّى الدولة القيام بكل ما يلزم من اجل
المهماجرين الجدد, خاصة في مجال الاسكان والتوظيف. وكان هذا هو الخط الذي اتّبعته اسرائيل؛ في مطلع
الخمسينات: عندما استقبلت مئات الآلاف من يهود الدول العربية وبعض دول اوروبا الشرقية: وأقامت: من
أجلهم؛ مراكز استيعاب مؤّقتة, سرعان ما تحوّلت الى احياء فقر دائمة, ترمنء باستمرار, الى الفوارق العرقية
والاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الاسرائيلي. وفي المقابل: يتمسّك موداعي» ويؤيده في ذلك وزير
الصناعة والتجارة موشي انسيم» بمبدأ المبادرة الفردية وضرورة تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم حلول دائمة
للاعباء الاقتصادية المترتّبة على هجرة اليهود السوفيات الحالية. وأوضح موداعي» ان موجة الهجرة الحالية: في
حال استمرارهاء ستفرض على اسرائيل ضرورة ايجاد حوالى 2٠١ آلف فرصة عمل جديدة سنوياً. الامر الذي
يصعب تصوّره في ظل الاوضاع الاقتصادية السائدة. حيث تكاد تنعدم الاستثمارات الجديدة؛ أو فرص
الانعاش الاقتصاديء وبالتالي ستتفاقم حدّة الجمود ومعدّلات البطالة (يوئيل ماركوسء هآرتس. ؟/8/ .)155١
لتفادي هذه المواجهةء بين أعضاء الحكومة الاسرائيلية: تدخْل رئيسهاء شامير. ليفرض الحل - التسوية
الذي خفض حجم قائمة المشتريات التي قدّمها شارونء ولكنه ثبّتء في الوقت عينه, مبدأ تدخّل الدولة المستمر
في تأمين احتياجات الهجرة والاستيعاب. فقد نصّ قرار التسوية على .ان تتولّى الحكومة استيراد خمسة آلاف
«كرافان» و5١ ألف مسكن جاهن. بكلفة تبلغ حوالى نصف مليار شيكلء وذلك في مقابل ما كان طلبه شارون من
استيراد ٠١ آلف «كرافان» و١٠ آلف مسكن جاهن, كدفعة أولى من مجموع ٠١ ألف مسكن طالب شيارون
بضرورة استيرادها لحل أزمة السكن في اسرائيل. ولكن قرار التسوية حافظ على دور الحكومة في تنفيذ عملية
الاستيراد وتوزيع المساكنء تاركاً للقطاع الخاص مهمة استيراد ستة آلاف مسكن جاهز فقط من أصل ال ١١
ألف مسكن (دافار, 1990/4/5). واذا أضيف الى ذلك العجز المالي الاضافي الذي ستلحقه هذه العملية
بميزانية الدولة (حوالى نصف مليار شيكل)» فانه يصبح بالامكان فهم الامتعاض الشديد الذي صدر عن أوسباط
وزارة المالية وبنك اسرائيل نتيجة هذا القرار الحكومي. ولخص مدير عام وزارة المالية» يعقوب ليفشيتس.ء الازمة
المالية بقوله, ان اسرائيل تحتاج الى استثمار بقيمة 5٠ مليار دولار خلال الفترة ١595 - ١55١ بدون ان يشمل
ذلك الانفاق على مساكن للمهاجرين الجدد ؛ أمّا تمويل هذا الاستثمارء فلا يمكن تأمينه من خلال فرض المزيد من
الضرائب» بل بالحصول على مزيد من القروض الخارجية (معاريف. .)١1510/8/5”
الى جانب الاهتمام بتأمين المساكن وفرص العمل ومصادر تمويل عمليات الهجرة والاستيطان
545 نشؤون فلسطيزية العدد ؟١5, تشرين الثاني ( نوفمير) ١95٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)