شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 50)
- المحتوى
-
ل الإتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
العدوان عليها ٠ ظللٌ الشقيري حائراً: بين الشك واليقين» لا يعرف ما يريد الاتحاد السوفياتي» وما
يستطيع» وما لا يستطيع. واحسٌ بأن الاتحاد السوفياتي يريد ان يتجنْب الحرب» ويسعى الى انهاء
الازمة بالضغط الدبلوماسي الدولي. وقد قال الشقيري لوفد العمّال العرب الذي التقاه في 51 أيار
( مايو) 1371. ان الاتحاد السوفياتي «لا يدخل أي حرب من أجلناء ومن اجل تحرير وطننا. يمدّنا
بالسلاح» ولا يمدّنا بارادة القتال. نحن نشكر الاتحاد السوفياتيء ومعاونته العسكرية؛ ومساندته
السياسية. ولكن هذه الحربء التي نواجهها مع اسرائيلء هي حرينا. اميركا هي العدى. وآمرها مع
اسرائيل يختلف عن أمر الاتحاد السوفياتي مع العرب»(**)
لا ريب في ان هذه النظرة تنطبقء الى حدّ بعيدء مع تحليل محمد حسنين هيكل للاختلاف بين
العلاقات السوفياتية العربية» والعلاقات الاميركية الاسرائيلية في العام /197101. كتب هيكل: «بينما
زوّدت موسكو القاهرة بأخبار مثيرة للقلق بشأن الازمة؛ انعكست الادوار, فيما يبد في حال واشنطن
وتل - أبيب». فقد كانت اسرائيل «هى التى زودت واشنطن بروايات مثيرة للقلقء كجزء من عملية
الاستمرار في اشراك الاميركيين في مصيرفا. وكانت علاقات واشنطن بتل أبيب» اذا صم التعبين
تدار من الداخلء في حين ان علاقات موسكو بالعرب كانت تدار من الخارج. وكان العرب يصرّون
دائماًء على استقلالهم تجاه الاتحاد السوفياتي» في حين فضّل الاسرائيليون تأكيد اعتمادهم المتبادل؛
الوثيقء على الولايات المتحدة الاميركية. وكان لهذا الاختلاف نتائج هامّة خلال حرب العام 219717
وما بعدهاء(0؟).
ومضى هيكل في كتابته الى ان القيادة السوفياتية الجديدة كانت متردّدة: وتفتقر الى استراتيجية
شاملة تجاه العالم العربي. وكانت «تحبّذ الحذر والتحفّظ تجاه الوضع القائم», في حين ان الرئيس
الاميركي» ليندون جونسونء «كان يعمل على احداث تغيير عنيف». وفي أيار ( مايىو) :١571/ كان
السوفيات يتصرّقون بطريقة غامضة. «ويتحدثون بلغتين في آن؛ واحدة للتحذير من الخطر. وأخرى
لضيط النقفس»("5).
وذكر هيكل انهء خلال الاسبوع الاخير الحاسم من أيار ( مايو ) 57037١ء نصح كوسيغن: من
ناحيتهء وزير الدفاع المصري, شمس بدرانء «يضبط النفس وعدم اعطاء اسرائيل» أى القوى
الامبريالية» أية ذريعة لاشعال نيران صراع مسلح»: في حين ان المارشال» غريشكوء من ناحية أخرى,
كان يحنّه على اتخاذ «موقف حازم»: مضيقاً انه «مهما واجهتم. ٠ فسوف تجدوننا الى جانبكم, ولا
تعرّضوا أنفسكم لابتزان الاميركيين, أو أي شخص آخر,(2). ولّح هيكل الى ان اهتمام السوفيات
بالوفاق قد أثر في أعمالهم. وفي الوقت عينه؛ كان لدى الاسرائيليين الوقت الكافي لآن يُعدّوا لضربة
وقائية مدمّرة, مدركينء تمام الادراك؛ ان الجميع يحنّون مصر على ضبط النفس, في حين ان اسرائيل
كانت تتلقّى الضوء الاخضر من الرئيس الاميركي بالانطلاق. وفضلاً عن ذلكء عندما بدأت الحرب,
كانت استجابة السوفيات للطليات العاجلة بالمساعدة: بما في ذلك اقامة جسر جوي» استجابة تميّزت,
في رأي هيكلء بالتلكق والتردّد(3؟).
وهكذا جهدت الديلوماسية السوفياتية في البحث عن الجوامع المشتركة التي تقرّبهاء ما أمكن,
من الدول العربية, من ن خلال الممساعدات العسكرية, والاقتصادية» على الرغم من الخلافات
الايديولوجية التي تفترض انها كانت تغذَّي شكوك الطرفين في بعضهما. وفي مقابل ذلك؛ وربما في
امتداده؛ كانت علاقات موسكى مع تل أبيب دخلت مرحلة من الجمود المشحون بمشاعر
العدد 7١7 - 4١15؛ كانون الأول ( ديسمين ) 1940 - كانون الثاني ( يناير ) 1591 لُوُون فلسطيزية ة. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)