شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 61)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
أبلغ عبد الناصر الى مضيفيه السوفيات هذه المفاجأة 5. وبالطبع» لم يكن لعرفات. أي اعتراض على هذا
الامر بل سر في قرارة نفسه من ان هناك فرصة حقيقية لاربساء علاقة مع القيادة السوفياتية(؟١).
وكتب محمد حسنين هيكل بهذا الخصوص: «لقد اقترحت على عبدالناصر انه طالما ان احتياجات
الفدائيين الفلسطينيين من الاسلحة يمكن ان تتوفرء بسهولة» من طريق مصرء فان أفضل خطة:. في
هذا النطاقء» ان نقدّمهم الى الروس؛ وبهذا يمكن ان يديروا مباحثاتهم معهم»('١'). وفي موسكوى,
«استطاع الرئيس المصري تقديم عرفات الى كل من الكسي كوسيغنء وليونيد بريجنيفء والرئيس
نيكولاي بودغورني. وبعد مضي اسبوعينء أو ثلاثة؛ من تلك المباحثات, أبلغ السفير السوفياتي في
القاهرة الى عبد الناصر ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتيء بناء على توصيته؛ قرّرت تزويد
المقاومة الفلسطينية بأسلحة تقدّر قيمتها الاجمالية بذنحو 5٠١ آلف دول ,)0١1
وعلى الرغم من ان جولة مباحثات الزعيم الفلسطيني مع القادة السوفيات لم تكن بالمستوى الذي
بنى عرفات عليها آماله, الا انها تجاوزت حتى توقعات عبد الناصرء الذي اطلع, بالتفصيل؛ على مجرى
الحوار بين الطرفين. في هذه الجولة من المباحثات: قال السوفيات انهم ملتزمون ضمان وجود دولة
اسرائيل ضمن حدودها التي كانت عليها قبل حرب الخامس من حزيران ( يونيى) 15717. وقبل ان
يبادر عرفات الى طلب السلاحء, أجاب السوفيات بأن ليس لديهم الرغبة في دعمء أى تشجيعء
الميليشيات الفلسطينية. على نطاق واأسع. وحسب عرفات: فان القادة السوفيات لم يكونوا «مهتمّين
لفتح حوار جدي معي. وكانوا يتعاطفون في اطار الوضع السائدء من خلال عبد الناصي, على أساس
القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي الرقم 257. وعندما أشار الى ان هذا القرار لا يمنح
الفلسطينيين شيئاًء «فانهم لم يعطوا آذاناً صاغية؛ لأنهم كانواء في ذلك الوقت» يؤكدون على مفاوضات
لتسوية سلمية تعتمد على القرار ذاته». وهو ما أسيرّ به اليه: أيضاً » عضو في لجنة التضامن الافرى 4
آسيوى 0١77
ومع ان التحوّل بدا جليّاً في الموقف السوفياتي (وعلى ما يبدى في السياسة السوفياتية نحو منظمة
التحرير الفلسطينية) فقد كان من النادر جداً ان نادى السوفيات بأكثر من حل مشكلة اللاجئين:
واحياناً كانوا يصرّحون بأن هناك طرفين للنزاع في الشرق الاوسطء هما «اسرائيل والدول العربية»,
صارفين النش كلياً عن أي ذكر للفلسطينيين. وهكذا نرى انه بينما كان الاتحاد السوفياتي مستعداً
للتحدثء مراراً وتكراراً, عن الحقوق والمصالح المشروعة للفلسطينيين» وتقديم المساعدة الفعلية اليهم,
ممثلين بي «فتح »,ء وكيل المديح لهم, الا انه لم يشمل» في محادثاته. الخيارات ت التي بلتزم يها يصدد
تلك العلاقة0١0).
بيد ان هذه التحفظات السوفياتية لم تكن تمنع قادة «فتح». في تلك الفترة: عن البحث في جوامع
كة مع الاتحاد السوفياتي. فبعد مضي ثلاثة أسابيع من زيارة عرفات للاتحاد السوفياتي: سافز
خالد الحسن وخليل الوزير (أبو جهاد) الى موسكوء تلبية لدعوة من لجنة التضامن الافرو- آسيوي
السوفياتية. واستناداً الى ما رواه ابى جهادء «فقد كان لدى السوفيات شكوكاً مضمرة عديدة حول
خياراتنا. وفي هذا الصددء ارادوا معرفة كل ما يتعلق بمعلومات عن حركتناء وبالتحديد كانوا طامحين
الى معرفة تفاصيل علاقتنا مع الصينء ولماذاء وكيف, يزوّدنا الصينيون بالاسلحة؟». واستطرد ابو
جهادء انه في هذه اللحظة بالذات: «تماسكت اعصابيء» وقلت لهم, انني غاضب جداًء ولكني سوف
أكون واضحاً جداً كذلك... اننا [أي ' فتح ' ] طرقنا بابكم آكثرمن مرةء وفي الحقيقة قمنا بطرق الباب
أكثر من عشر مرات خلال السنوات الاخيرة لكننا لم نجد منكم أي استجابة على الاطلاق: فكيف
5 اشؤُون فلسطيزية العدد .5١5- 5١7 كانون الأول ( ديسمبر ) ١91١ - كانون الثاني ( يثاير) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)