شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 63)
- المحتوى
-
د. نييل حيدري +
العربية بما فيها الشعب العربي في فلسطين»!' ''), لم تستطع ان تمحوء بالاجمالء تصريحات
الشيوعيين العرب التي تصف الفدائيين ب «المغامرين»» و«اأصحاب الرؤّوس المحروقة»(51),
في هذا المجال» تبدو مقالة أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاردني؛ فهمي السلفيتيء التي
نشرت في تشرين الاول ( اكتوير ) /1551 ؛ أكثر الكتابات تحديداً للفهم الكلاسيكي الشيوعي العربي
لحركة المقاومة الفلسطينية. فهذه الحركة. حسب المقالة» ليست سوى «اتجاه مغامر» له اثر سلبي
«على الجهود الرامية الى تعيئة تعبكة الجماهير» . وهكذا تنجذب الجماهير (وهي «مضللة,) : نحو الحركات
التي تدعو الى العمل المسلّح بدي من «السعي من اجل حل سلمي», وتعلّق الجماهير أهمية رئيسة.
على منظمات المقاومة الفلسطيتية» لأنها تعتقد ب «ان أعمال العصايات يمكن ان تسترد شرفناء وتنتقم
لمهانتنا القومية», وبالتالي» فان حزبه يرفض «الاهداف السياسية الطوباوية» التي تسعى المنظمات
الفلسطينية اليها. أضف الى ذلكء ان دعم البلدان العربية التقدمية مثل مصر وبسورياء لهذه
المنظمات يخضع «لاعتبارات ت تكتيكية», أو لأنها تريد ان تكسب عطفاً جماهيرياً » أو ربما لتخفي ضعقاً
تتردد في الكشف عنه». وذكر السلفيتي «ان الفدائيين عاجزون عن العبور الى المناطق المحتلة وليس
لهم قواعد هناكء وحيثما استطاعوا التسلّل. ٠ فانهم يفشلون في الاندماج مع السكان المحليين؛ لأنهم,
ف الواقع, غرياء»( 059
لم تكن مقالة السلفيتي؛ على أية حال؛ «صوتاً نشازاً» وحيداً» في هذا المضمار. فقد أقامت الحركة
الشيوعية العربية. حملاتها الدعاويةء خلال المرحلة هذهء على دعامتين: الاولى: استنكار الدعوة الى
استمرار القتال بعد هزيمة :الخامس من حزيران ( يونيى) 1577 أو الى بدء القتال بأي شكل من
الأشكالء على اعتبار ان مثل هذه الدعوة تدل على «روح مغامرة». وكان هذا الاتجاه حريصاً على
«اختيار طرق وأساليب النضال الملائمة, وعدم الانجرار في طريق المغامرة التي يحاول الاعداء جرّنا
اليهاء الخ(""'). ثم أكدت جريدة الحزب الشيوعي السوداني «الاخبار» الاسبوعية «ان الاتجاهات
العاطفية التى كانت وليدة رب الفعل المباشر لمرارة النكسة. والداعية الى اللجوء الى العمل العسكرئ
الفوري: بوصفه الشكل الوحيد القادر على ازالة آثار العدوان, غير آخذة بعين الاعتبار الوضع
الواقعي والامكانات الفعلية, العسكرية والاقتصادية, والنتائج السلبية التي يمكن ان تتمخّص عنها
مثل هذه الخطوة» قد أحذ تأثيرها يضيق ثم م أضافت الجريدة, ان دلا مجال للاستعجال أو للياأس».
أمّا الدعامة الثانية, فهي قبول قرار مجلس الامن الدولي الرقم 7" واعتباره «نصراً» وتأكيد أهمية
العمل السياسي والدبلوماسيء, وامكانية ان يحقق ازالة آثار العدوان. في هذا السياق» طرح احد
الشيوعيين العرب على نفسه سؤال: «ولكن مع ذلك, يبقى سوال عن كيفية اجلاء قوات العدوان من
على الاراضي التي احتلتها اسرائيلء» وهل يمكن اجلاؤها من دون اللجوء الى السلاح؟». أجاب
مستذكراً تجارب التاريخ القريب بالقول: «ان تجرية الاجلاء عن منطقة السويس العام :١15057 تبين
ان الرأي العام العالمي لن يتسامح تجاه المعتدين» وان بامكانه ان يفرض عليهم التراجع». وعليه؛ فان
«القضية الموضوعة أمامناء اليوم» بقوة. هي العمل [على] كشف المعتدين الاسرائيليين وأسيادهم,
بقوة أكبر, والسعي» بجميع الطرق الديلوماسية:» الى كسب تأييد أكثرية دول العالم؛ وخاصة في آسيا
وافريقياء لقضيتنا العادلة»(0"9). ْ
على كل حال فققد تمّ صوغ هذه الطروحات في بيان الاحزاب الشيوعية والعمّالية في البلدان
العربية» في اطار «المهمّات الملحّة» لحركة التحرر الوطني العربية» حيث دان البيان «الاتجاه العاطفي
المغفامر» الذي يدعوق الى «الاقتصار على استخدام أسلوب واحد فقط, أي الكفاح المسلّح.
ا شُوُون فلسطيية العدد :5١5 - 5١ كانون الأول ( ديسمبر ) 1550 - كانون الثاني ( يناير) 1991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)