شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 65)
- المحتوى
-
د. ييل حيدري
ان يعرّض هذا الوضع السلام والامن العالميين للخطر. وأكد البلاغ ان غاية ممثي الدول الكبرى هي
«البحث في الصورة التي يستطيعون بها المساعدة على بلوغ تسوية سياسية سلمية في الشرق
الاوسط» استناداً الى قرار مجلس الامن الدولي الرقم ؟5؟, الذي قبلته, وأيّدته. الدول المذكورة,
تأييداً تاماً(:؟١).
أليس هناك من تناقض في التأكيد ان موسكو كانت تسعى الى «المساعدة على بلوغ تسوية
سياسية سلمية في المنطقة», في حين كنا قد أظهرنا للتقٌ مدى الأهمية البالغة التي كان السوفيات
يعلّقونها على دعم الطاقة العسكرية العربية؟ كي تنتهج موسكو مثل هذه الاستراتيجية؛ كان لا بدٌ من
توافر شرطين ضروريين: ان تبدأ موسكو, جدياًء بمشروع اعادة ضخ السلاح الى الجيشينء السوري .
والمصري.ء والتقرّب من «فتح»؛ ولكن من دون ان تفقدء في الوقت عينهء القدرة على السيطرة عليهم.
ولكي يتحقق لها ذلك؛ حذَّرت صحيفة «برافدا», في السادس من حزيران ( يونيى ) 13”5: قبل وصول
غروميكوى القاهرة: من ازدياد الروح العسكرية في أوساط «المغامرين» العربء وندّدت «بالاوساط
الدعاتية» التي تلفق النداءات لبعض المملين العرب زاعمة انهم يدعون الى «اعادة النظر في خارطة
الشرق الاوسطء؛ وبالتالي. تساعد المحتلين الاسرائيليين على «نسف التسوية السياسية: وادامة
احتلال الاراضي العربية»: ومحاولة جر القضية «الى اسقاط الانظمة التقدّمية العربية»(١١١).
هكذاء آخذ الاتحاد السوفياتي يظهر معارضته القاطعة والعلنية لدعاة الحل «الثوري» للنزاع
العربي - الاسرائيلي. وأوضح موقفه في مقالة نشرتها صحيفة «سوفيتسكايا روسيا»: أعربت فيها عن
المشاعر المتضاربة من العطف على حركة المقاومة الفلسطينية؛ ومن الشكوك حول أساليب نضالها.
وأبرزت الصحيفة أهمية التسوية السياسية لأزمة المنطقة, «الامر الذي يرغب فيه بعض الدول
العربية». لكنها وجّهت لوماً قاسياً الى «فتح» التي تتمسّكء حسب زعم الصحيفة, بسياسة «لا سلام
ولا حرب»؛ وهذا شعار «صاغه تروتسكيء ولم يأت بفائدة». وأضافت «ان رجال ' فتح' يستخدمون
شعارات ثورية يسارية» برهن التاريخ على عدم واقعيتها». وأكدت «ان شعار تدمير اسرائيل» غير
واقعي» ومن غير الممكن اعادة عجلة التاريخ الى وراء؛ واقامة حكوما. .واحدة لليهود والعرب». وأعريت
الصحيفة عن أسفها ل «ان بعض القادة من رجال ' فتح' يتبنُون اهدافاً سياسية؛ متجاهلين
الاوضاع العينية في المشرق العربيء وتوازن القوى على الصعيد الدولي,(077).
<< ولا يفوتناء هناء ملاحظة ان تركيز موسكو على «تجاهل موازين القوى» على الصعيد الدولي,
نتجت, في جانب منهاء من علاقة «فتح» ببكين. ذلك التركيز عبّر عنه تعليق نشرء في نيسان (ابريل)
45 في دورية سوفياتية تصدر باللغة الانكليزية, جاء فيه: «ان ادارة السياسة الماوية في العالم
الثالث: الرامية الى تصعيد النزاعاتء وتشجيع التطرّفء قد ظهرت: بأجلى صورهاء في المنطقة العربية,
حيث مجموعة ماوتسي تونغ تحاول فرض هيمنتها على المنظمات الفدائية الفلسطينية الاخرىء لمقارعة
أية تسوية لنزاع الشرق الاوسط0557).
والحقيقة, ان السياسة السوفياتية تجاه النزاع العربي الاسرائيلي ربما كانت» في السنوات
التي تلت حرب حزيران ( يونيى ) 15717 قد تحدّدت بموجب المقاييس التي وضعتهاء ببلاغة, غاليا
غولان» حين كتبت: «ان كلفة هذا النزاع الدائم الانفجارء خاضة بالنسبة الى المصالح السوفياتية
الشمولية» تفوق كثيراً منافعه؛ ولا سيما ازاء الدور الفرعي أو الداعم الذي يلعبه الشرق الاوسط في
مجمل السياسة السوفياتية على الصعيد الكوني»(!؟).
53 اهْيُون فلسطزية العدد ,1١5 - 5١ كانون الأول ( ديسمبر ) 1514١ - كانون الثاني ( يناير) ١991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)