شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 88)
- المحتوى
-
سلب أعباء الهجرة في اسرائيل
أرقام الهجرة المتوقعة خلال السنوات المقبلة, وما تعنيه من تزايد اعداد طالبي العمل وارتفاع معدلات
البطالة بالاضافة الى النمى البطيء في الناتج القومي الاجمالي والاجراءات الطارئة التي اتخذتها الحكومة
الاسرائيلية لمواجهة العجن في ميزانية الاستيعابء يقودنا الى محاولة النظر الى الخطوات المتاحة للاقتصاد
الاسرائيلي» لتوفير الاموال اللازمة لتأمين احتياجات المهاجرين الجدد» وما قد تفرض تلك الخطوات من انعكاسات
على الصعيدين:؛ السياسي والاجتماعي.
يميل عدد من الخبراء الاقتصاديين الى اتباع سياسة تقليص الاستهلاك الفرديء من طريق تجميد الاجور
وخفض المساعدات الحكومية للفئات المعوزة. الا ان المحاولات السابقة في هذا المجال تشير, كلهاء الى صعوبة
سلوك هذا السبيلء ان لم يكن استحالته. وذلك نظراً الى النفوذ الماديء والتنظيميء والسياسيء الذي تتمتّع به
الهستدروت في اسرائيل. وبالتالي» فان أية محاولة للانتقاص من الحقوق المكتسبة لجمهور العمال» أو المساس
بمستوى معيشتهم: ستؤدي الى حالات توتر اجتماعي حاد؛ ونزاعات في سوق العمل. كما ان الضغوط من جانب
جماعات العوز الاجتماعي واللوبي الاجتماعي في الكنيست وبين الجمهور تشير الى ان اسرائيل ستكون مضطرة
الى زيادة المساعدات لهذه الجماعات, وبالتالي فان مستوى الاستهلاك الفردي سيرتفع.
هذه التحقظات من امكانية نجاح أية حلول تعتمد على خفض الاستهلاك الفردي تكشف, في الواقع:
تحوّلات عميقة في وعي الجمهور الاسرائيلي» واحساسه بأن اسرائيل تواجه حالة طوارىء لاستيعاب الهجرة
المكثفة ؛ وبالتالي ضرورة تقديم «تضحيات» وتنازلات مادية لتسهيل تلك ك العملية. فالقطاع الزراعي بَأكئلة :تمن
اصحاب المزارع الى أصحاب البسطات فق أسواق الخضان يَعَارض فَرَضن ضربية يبة قيمة مضافة على الخضروات
والفواكه؛ والقطاع السياحي يعارضء أيضاً فرض أية ضرائب جديدة على الخدمآاك"السيّاحية؛ والهستدروت
تعارض المساس بأي من مكتسبات العمّال؛ على صعيد الأجور وتاي التَقاعد وَاَلَضَمان الصحي وغييها؛
ويعارض. الصتاعيون إِلْقَاء سنيّاسة الْحْمآايّة لمنتجاتهم في وجه منافسة البضائع المستوردة من الشرق الاقصى
وأخيراً يعارض المقاولون فرض أية ضرائب جديدة على الشقق والابنية الفاخرة (ابراهام طلء هارتس,
27 ومقارنة بما أظهره الجمهون” الْأسَرَائيلٍ من اندفاع وَالْتْرّام:”في بداية الخمسينات: تجاه
احتياجات استيعاب الهجرة آنذاك: يبدو واضحاً مدى الانحسار في الوعي السياسيء والعقائديء وفي أهمية
أهداف الصهيونية لدى غالبية الجمهور الاسرائيلي حالياً. 1
فريق آخر من الاقتصاديين يرى الحل في خفض الاستهلاك العام بصورة جذرية. وفي هذا المجالء قان البند
الواقعى الوحيد الجدير بالخفض هو الميزانية الامنية, بكافة تفرعاتها. وهناء ايضاء تجرى المقارنة بين ظروف
الهجرة الحالية وتلك التي كانت سائدة في أوائل الخنسينات عندما أتاح التخفيض الكبير في ميزانية الدفاعء في
سنتي 1907 و1107/ تخقيق تحسّن كبير في وضع النقد الاجنبي» الامر الذي انعكس على الوضع الاقتصادي
بشكل عام 9 ان قيادة من نمطد افيد بن غوريون في الخمسينات» والقادرة على فرض تغيير في تركيبة الاولويات
«القومية» باتجاه تقليص موازنة الدفاع, لا تتوفر, حالياً. في اسرائيل. وتشكل الخطة الاقتصادية الاخيرة التي
قدّمها وزير المالء اسحق موداعيء في أيلول ( سبتمبز ) الماضيء الى الكنيست الدليل الاوضح على غياب قيادة
مبادرة وقادرة على اتخاذ قرارات مصيرية حاسمة. وتعليقاً على مقترحات وزير المالية؛ اعتبر عضو الكنيست رئيس
اللجنة المالية فيه ابراهام شوحاط (معراخ), ان الخطة الاقتصادية لا تقدّم ردّاً على المشاكل الحقيقية للاقتصاد
تجاه استيعاب الهجرة؛ كما انها لااتجيب عن مشكلة العجز في الميزانية .وف تلك المناسبة» أيضاًء وجّه زعيم حزب
العمل عضو الكنيست, شمعون بيرس, هجوماً شديداً وانتقاداً حاداً الى سياسة الحكومة في مجال الهجرة» وذلك
في خضور اللجنة الاقتصادية الاجتماعية لحزب العمل. ومما قاله بيرس» ان تعامل الحكومة مع مشكلة
استيعاب الهجرة «يشكل أحد أكبر التقصيرات في مجال الهجرة في القرن العشرين». وأكّد ضرورة الربط فيما
بين الممسار السياسي في المنطقة والانتعاش الاقتصادي في اسرائيل (دافار. /1/51/ .)١1910 أمّا تقليص
الاستثمارات: فهو لا يبدو خياراً ممكناً. نظراً الى الحاجة الى زيادة الاستثمارات للمحافظة على معدل مناسب
العدد »1١5 - 5١ كانون الأول ( ديسمير ) 194١ - كانون الثاني ( ينا اير) ١1551١ شُون فلسطلزية /ا/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)