شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 213-214 (ص 90)
- المحتوى
-
ب اأعباء الهجرة في اسراكيل
السكن. ولم تكن هناك حاجة الى كثير من البحث والدرس لملاحظة العلاقة المباشرة فيما بين الهجرة الكثيفة ليهود
الاتحاد السوفياتي وحركة الاحتجاج هذه التي سرعان ما اتسعت؛ وتعددت مراكزها في مختلف المدن
والمستعمرات الكبيرة. وعلى الرغم من ان الاسباب الحقيقية لهذا التوتر الاجتماعي كانت قائمة قبل بداية موجة
الهجرة الاخية هذه (ضائقة السكن, والبطالة» وضالة الاجور, والفجوة ! الاجتماعية بين الطوائف الشرقية
والامتيازات المادية والاعفاءات الضريبية وتسهيلات السكن والتوظيف التي اثهالت على هؤلاء المهاجرين, ' أدت»
مياشرة, الى تعميق الاحساس لدى الجماعات المعوزة بحدّة التمييز والفصل الاجتماعي داخل أسرائيل . كما ان 1
سياسة «الاستيعاب المباشر» التي اتبعتها اسرائيل لتسريع عملية الاستيعاب, ساهمت؛ أيضاًء في توفير سنيولة
مالية بين أيدي المهاجرين الجددء وبالتالي عرّزت قدرتهم على الانفاق الاستهلاكي. فالعائلة الواحدة: المكوّنة من
أب وأم ؤولدين دون سن الثامنة عشرة: تنال مبلغ "ك5 شيكل عن السنة الاولى من وصولها اسرائيل» ويحق
. لها الحصول على قرض لشراء مسكن بقيمة +٠ ألف شيكل (هأرتس. .)١910/48/1 ويتم توزيع مبلغ 51705٠٠١ /
شيكل لتغطية نفقات التعليم في معهد اللغة العبرية للمهاجرين (اولبان) وأجرة منزل وغير ذلك من النفقات العامة, '
بالاضافة الى مبلغ خمسة آلاف شيكل تصرف للمهاجر وعائلته فور وصوله اسرائيل, لتغطية نفقاته الفورية. على
ان الامر الذي آثار حفيظة الفئات المعدمة في اسرائيل: الى جانب هذه التسهيلات المالية: هو ان نسبة ملجوظة.
من المهاجرين الجدد لا تنطبق عليهم مواصفات «اليهودي» حسب الشريعة التوراتية: كما أكد ذلك وزير
الداخلية, الحاخام اسدق بيرتس, الذي صرّح بأن حوالى 55 بالمئة من عائلات المهاجرين القادمين من الاتحاد
السوفياتي ليست يهودية تماماً (يديعوت احرونوت. .)1110/1/٠١ وقد عبّرت الشعارات التي رفعها معدمو
السكن في مخيمات الاحتجاج عن البعد الاجتماعي لهذا التحرك» ومدى عمق الاحساس بالتفرقة الطائفية. فعلى
سبيل المثالء رفع يهود. اثيوبيا (الفلاشا) شعارات تتهم اسرائيل ب «الابارتهيد الاجتماعي»؛ وتظاهروا ضد
مهاجري الاتحاد“السوفياتي» قائلين: «مهاجر واحد يأتيء اسرائيلي واحد ينزح»؛ كما رفعت شعارات ضسد «الدولة
العنصرية» وسياسة التمييز لصالح اليهود الأَشَكتان ضد السفارادَيم (مارقس, 1540/1/95). أمّا مراكز
مخيمات الاحتجاج هذهء فقد توزعت ما بين ل - ابيب ورحوقوت وَحَولّون والقدس وحيفا والرملة ويثر السبع
وعسقلان وريشون لتسيون» وغيرها من المدن والبلدات» وضمت.ء في مجموعهاء حوالى ١7 ألفاً من معدمي السكن,
في حين أشارت التقديرات الأولية الى ان عدد المتضررين من الفوائد المرتفعة لقروض الاسكان وبالتائي عاجزين
عن تسديد هذه القروض ومهددين بالانضمام الى ساكني مخيمات الاحتجاج يتجاوز نصف المليون (هآرتس.
ا 1
وفي حين واجهت حركات الاحتجاج. في بداية السبعينات؛ التي انطلقت بزعامة الفهون السود آنذاك أيضاًء
على خلفية هجرة اليهود السوفيات والامتيازات الممنوحة لهم تجاهلاً شبه تام لدى المسؤولين الاسرائيليين: لقيت
حركة 1140 تنافساً بين الوزراء وأعضاء الكنيست على مظاهر التأييد لها ودعم مطالبها. فقد رفضت رئيسة
الحكومة آنذاك: غولده مثيرء مقابلة ممثلي القهوب السوب بقولها: «انهم ليسؤا لطفاء»؛ في حين توافد على مخيمات
الاحتجاجء في صيف :115١ كل من شارون ويئير تسبان وران كوهين وشارلي بيطون وشمعون شطريت
وميخائيل ايتان وغيرهم (ملحق هارتس. /7//١7 1940). على ان ذلك ليس الفارق الوحيد الذي يميز حركة
معدمي السكن الحالية. ففي حين انطلقت حركة الاحتجاج: في العام »© على يد مجموعة صغيرة من الشبان»
ا لتذكر المؤسسة الحاكمة بأن أبناء الطوائف الشرقية همء أيضاًء مهاجرون,ء وبالتالي تحق لهم الامتيازات ذاتها
( فيلا - فولفى ) الممنوحة للمهاجرين الاشكناز فان حركة الاحتجاج ١11١ يقودها مئات من النشيطين الذين
تمرسبوا في العمل الجماهيري والتنظيمي»؛ يدعمهم عدد كبيرمن السياسيين العارفين بأهمية الالتفاف على حركات
الاحتجاج الاجتماعية والاستفادة منها دون تقديم شيء ذي أهمية تذكر في المقابل. وخلال السنوات العشرين
التي انقضت ما بين ١91٠١ و1510١ء شهد المجتمع الاسرائيلي تطورات في اتجاه أضفاء شيء من الشرعية على
الصراعات الاجتماعية والنزاعات الطائفية بين اليهود الشرقيين والغربيينء ساهم فيهاء وأققدها في الوقت
العدد ١5؟ - ,5١5 كانون الأول ( ديسمير ) 1150 - كانون الثاني ( يناير) 1191 لُوُونُ فلسطرزية 45 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 213-214
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2915 (6 views)