شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 22)
المحتوى
الانتفاضة في أدب الحليل الفلسطيني
الى ان: «يكتب قرآنه بالحجر / رسولا بلا حاشية / يبشّر في الغاشية / ويتلى رسالته الآتية»(١١).‏
وهذا الزخم الاسطوري الذي يسيطر على المعنى» يطرق أبواب الواقع مراراً» لا ينفصل عنه. ولا
يدخل فيه, كأنه يرفع الواقع الى مصافه؛ أو كأنه يحيل هذا الواقع الى منابعه الاسطورية الاولى: «له.
الآن ان يتقمّص جتته الباقية / ويخرج للشارع العام / حراً طليقاً. على صورته / أمام ارادته
الحافية»(١).‏
الآ ان نظرة القداسة الى الحجر رسّخها سميح القاسم في قصيدته معيّْراً عنها في غير مكان» مثل :
«بلا زهرة من جبال الجليل / ولا برتقالة / بلا عنب من كروم الخليل / بلا مرود للغزالة / أجيتك يا
مصر / لكن بمهر البكارة / وطهر الحجارة»!"').
وهذا الطهر تكثّف عن الشاعر ليصبح صلاة لندى صباحات الانتفاضة:؛ وسلاحها الحجر: «ولم
اغترب غير اني أجيء / تجيء معي صلوات الندى / لصباح الحجارة»(؟').
أمّا الشاعر الفلسطيني ميشيل حدّاد» الذي تميّن منذ الخمسينات: بكتابة قصيدة النثر وبذلك
يعتير من المجددين ا ف الشعر الفلسطيني الحديث: فانه لا يرى الانتفاضة كحدث آني:» بل
تذهب رؤياه الى أبعد من ذلكء. حيث يتجسّد «الحجر» عنده ك «حالة مباركة»: وكمسيب حتمي
للانتصار: «الحجر المثيت على قبر السيد / تحطمت اختامه / تباركت به حجارة أرضنا / انتفضت
في الأكف / تومّجت انتصاراً لرسالة البعث»(5).
وفي نشيد وطني سلس اعتمد البلاغة والبساطة في الصياغة: بجّل ميشيل حداد الشعب الذي
احتضنته فلسطين في يوم استقلالها: «هذي فلسطين التي ازمعت / ان تحضن الشعب الذي أعلنا
/ ان يستقل اليوم في أرضه / حراً فلا أغلى ولا أحسنا»(1١),‏
ويظل الأمل العذب في النصر والاستقلال يلح كفكرة أولى واخيرة في شعرهء ليصل الامر عنده الى
حالة انسانية راقية عندما ترى عيناهء أو تتجسّدء الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع,
فيعلن, آنذاكء حقيقة المساواة بيننا وبين اعدائناء فجاء في قصيدة حملت عنوان «ونساويهم بنا»:
«حين نصير دولة / سنلعب كرة قدم / حين نصيردولة / سنلعب كل الالعاب / ونتبارى مع دول العالم
/ نحتضن الجميع ونساويهم بنا»!"١).‏
على ان هذا الانتصار الفلسطيني المرتقب أخذ اشكالاً ومعاني عدّة برزت في شعر شعراء
فلسطين المحتلة العام ‎١5154‏ . فالشاعر طه محمد علي مثّل الانتصار عنده هاجساً أو لنقل حالة
تفرض الواقع على الحلم؛ صراخاً لا يتعب؛ كأنه يؤكد الانتصار بالانتصار ذاته كهاجس حياتي يستمر
حتى بعد نيل هذا الانتصار: «ويعد ان ننتصر / ستمر دهور / وانا استيقظ في الليل / أهبٌ كاعصار
/ أطوف الغابات والسجون / أرقى القمم / واصرخ / حتى تنفجر شرايين صوتي / اصرخ حتى
تخلخل أركان ' معلاقي ' : سننتصر! سننتصر!ء(4١‏
وأعلن الشاعر مفيد قويفسء الذي تغنى بقرار الاستقلال الفلسطيني عبر خطابه الى شباب
الانتفاضة: حقيقة الترابط والتمازج بين هذا القرار وغضب هؤلاء الشباب:
لا غير وجهك والفازون قد كثروا نكون أو لا نكون اليوم فاصطخب
هذا القرار ومن أمسى بلا وطن تجيء دولته في قمة الغضب8؟١)‏
العدد 516 ‎25١7‏ شباطظ ( قبراير ‎ )‏ آذان ( مارس ) ‎١991‏ لشُوُون فلسطيزية 55
تاريخ
فبراير ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5121 (6 views)