شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 35)
- المحتوى
-
فيصل قرقطي حل
أربعون حرامي. فالجند يتضاءلون أمام الحجر المقدس (سورة الحجر, والسحب تمطر حجارة) . وجاء
هذا التقديس لحالة الحجرء عند نقاع: انعكاساً لحالة القداسة التي يتمنّع بها كرم الزيتون المقدّآس
عند الفلسطينيين؛ منذ ان كان اجدادهم الكنعانيون: في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. يستخدمون
زيته في الطقوس الدينية » ويمسحون به شعر الرأس في المناسبات (ومن هنا جاءت كلمة المسيح):
وظلت النظرة القدسية مرتيطة بشجرة ة الزيتون حتى الآن.
ولعل نفاع ارتاح الى الاسلوب السردي الايحائي, الذي اعتمد على احداث حالة التزاوج بين
الماضي والحاضر والمستقبل؛ في بناء نضّه القصصيء الذي أخذت فيه الاشياء؛ والامكنة, والدلالات,
أبعادها الحسّية والنفسية, تصوغ ملحمتها في الواقع على نحو يجاري الواقع المعاش نفسه في
الانتفاضة. فهو ابتعد من ,١ ستخدام الشخصيات المؤطرة الجاهزة في الواقع؛ بل انه أخذها ككل
متكامل (نساء ورجال وكهول وشبان وأطفال وفتيات) دون الدخول في رسم تفاصيلهاء ليترك للاحداث
وللسرد القصصي مهمة رسم الملامح النفسية والحسّية لهذه الشخصيات . من هنا أخذ نصّه القصصي
بعداً ابداعياً غنياً بالتفسيرات, بعيداً من مباشرة السردء الامر الذي جعل من هذا النص القصصي
حالة ابداعية أكثر منه تسجيلاً أو تعبيراً عن حدث آني؛ فأكثر من اسقاطات الطبيعة التي تتواءم
مع معاناة الذاتء التي تنطق بها الافعال اليومية.
«ليلة الغاف»
عندها بقصة القصيدة, عير لغة 5 مقتضنه مقتضبة؛ محدّدة: ف اطار الشخصيات التي لات تتحدث كثيراً, وكأننا
تجاه كاميرا حسّاسة جداً صورت لنا الحدث (موضوع القصة) في مجموعة من الصور المتلاحقة,
والتي ظهر من خلالها الطقس النفسي للشخصيات,؛ ومعاناتهاء طموحاتها وآلامها وآمالهاء في سياق
مجتمع الانتفاضة الذي أطرله خصوصية كبية غييت كني في الفاميم التي كانت سائدة 3
و«ليلة الزفاف»(5* ) هي واحدة من قصصها القصيرة. عالجت موضوعاً اجتماعياً (الذما ج) في
ظل الاوضاع التي يعيشها شبان وفتيات الانتفاضة. فحدث ان استشهد أحدهم في ليلة زفافه, أو
اعتقلء: وما الى ذلك من عسف الاحتلال الذي لم يترك بيتاً الا وترك آثاره في وجوه ساكنيه.
وفي «ليلة الزفاف» سارت الحياة بشكلها الاعتياديء على الرغم من منع التجوّل المفروض على
المنطقة. الآ ان الزغرودة لم تستطع ان تظل حبيسة:؛ فانطلقت بخفوت: ليس خوفاً من كسر قرار منع
التجوّلء وانما مجاراة لحقيقة التقاليد الاجتماعية المعمول بها في مجتمعنا الفلسطيني: «لا عرس ما
دام دم الشهداء طريّا. كانت العروس متّشحة بالبياضء والانتظار لف بيت العريس الذي لم يأت:
«لا بأسء فهو يحتاج الى أكثرمن استحمام». لكن خبر اعتقال محمود كان أسرع من قدومهء والانتظار
ظل انتظاراً الى ان جاء أهل العروس بها الى بيت عريسها.
قصة «ليلة الزفاف» لم تتعدّ الثلاثة عشر سطراً ؛ لكن الكاتية عايدة نصرالله استطاعت: من خلال
هذه السطور القليلة, ان تنسج عالماً حيّا ” تحرّك ضمنه أناس يحسون: ويحيّون: ويبكونء ويتألمون,
ويفرحون وسط خراب الطقس الاجتماعي» جرّاء الاحتلال وعسفه . وهي قصة تعاملت مع احدى نتائج
الفعل الانتفاضيء وتأثيره في سيرورة الحياة اليومية بكل تفاصيلها. فدم الشهداء ما زال طريّاً,
والزغرودة لا هي حبيسة الحناجر ولا هي منطلقة ترن في المدى الرحب. وحالة الانتظار امتدت» أكثر
فأكشر. الآ ان حالة الفرح (الزواج) اكتملت بوصول العروس الى بيت زوجها. قرار منع التجول
5 اشْيُونُ فلسطيزية العدد 5١7-55١ شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١9551١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10639 (4 views)