شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 36)
- المحتوى
-
الانتفاضة في أدب الجليل الفلسطيني
الذي يتهيّب البعض ان يكسره تحطم بين ثنايا الزغرودة وخطوات العروس وركبها الى بيت العريس.
انها قصة اللمحات التصويرية لتفاصيل حياة معاشة يومياً. وتكاد تتكرّر في كل بيت» بمضامينها
وأبعادها النفسية والمادية. انها قصة الاختزال. قصة المشهد الذي يدعك تتأمل لتصل أنت الى
النتائج السياسية: والاجتماعية: والنفسية:» المرجوٌة. انها قصة الفعل المقاوم بعيداً من الانفعال؛
وباخل اطار الابداع الحقيقي.
«بحرة محدب أربعة»
تميّز أسلوب مصطفى مرار عن غيره من كتاب القصة القصيرة» في الجليل» بآنه اختزل التفاصيل
الحياتية للعربي في اسرائيل» بكل ما تحفل به هذه التفاصيل من معاناة وتناقض بين شخصيتين:
عربية واسرائيلية» عبر لغة موحية: معيّرة» مختزلة» تستطيع ادخالك في نصها القصصي من البداية.
شخوصه وابطاله هم شرائح مختلفة تتدفق في بحر الحياة العاصف بالهموم» ويحملون همّاً حلماً
كبيراً. يسعى الكاتب» من خلاله: الى الايحاءء تارة» والمباشرة الفنية» تارة أخرىء وذلك بتقديم الاسئلة
الكبيرة لمصائر اناس يعيشون في وطنهم» سواء داخل الجليل الفلسطيني أو في الاراضي المحتلة؛ على
السواء.
ثم لم ينس مرار «شخصية الاسرائيي» في نصوصه القصصية:؛ كحال معظم كتاب القصة في
فلسطين المحتلة العام :.١54/ فقدّمها الينا بكل ما تحمل من تناقضات وتطرّف في رؤيتها الى العربي»
وما تستخدمه من تسميات ضصد نه حتى ان الكاتب استخدم» قُ قصصه. حشداً من الأسماع
والتوصيفات وباللغة العبرية ذاتها.
لقد اختلط الهم السياسي بالوطني عبر لغة فنية» وحبكة قصصية رفيعة المستوى» تنم عن تجربة:
تسعى الى الالمام بالتفاصيل الصغيرة, لترسم كونها الخاصء أو كون اشخاصهاء عبر رؤية واسعة,
وشاملة الى الحياة والناس والقيم والوطن: اضافة الى الصراع اليومي الذي يعيشه الفلسطيني: سواء
داخل اسرائيل او في الاراضي المحتلة» وما ينتج عن هذه التفاصيل من صراع داخليء عبر تشكيله
وتشكّله؛ على نحو لا يرضي غرور الساسة: مثلما هو لا يشبع غرور العسكريين الاسرائيليين.
في القصة التي بين أيديناء «بكره بجيب أربعة»» صوّر مرار حالة التحدي القصوى بين أفراد
الجيش الاسرائيلي ومواطني الاراضي المحتلة, حينما أعلن الاخيرون عرس التمرّد على حفنة من
الضباط حاولوا اغلاق احد المنازل؛ فسارعت بالرد «خديجة»؛ ام الاربعة والعشرين ولداًء التي
جمعتهم في حالة تمرّد قصوى على عملية الغلق والشمع, ٠ وهي تصيح: «آيي» واشهدوا لنا وهدّونا يا
كبار الحمولة / آبيء اولادنا كبروا وزينتهم همّة ورجولة / آييء بالحجارة وبالقناني ويالفناني
وبالبطولة / آيي» والحمدلله ع المراجل والقنابل والبطولة»77*). الى ان انطلقت الزغاريد من عشرات
الافواه.
عمّال الغلق هم حفنة من الضباط المترفين الذين جاءهم أمر عاجل باعادة تفتيش المنزل. وفي
اثناء ذلك: قبض احد الضباط على طفلين يلعبان لعبة «عروس وعريس»» فدار حوار طريف بينهما وبين
الضابط الذي أصرّ على ان الحاكم مصرّ على معرفة ماذا يريد الطفلان من وراء اقامة الجدران من
الحجارة:
٠-وما الذي تفعلانه هنا؟ ومِدٌ يده يتفحّص الماصّة, والفرشة فوقها. لكن الطفل دفع اليد
العدد :5١7- 5١5 شباط ( فبراير ) آذان ( مارس ) ١951 لَتُوُون فلسطيزية 50 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7277 (4 views)