شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 44)
- المحتوى
-
لل استخدام أسلحة الدمار الشامل...
مفهوم الضرية الاولى» والثانية
سيقت الاشارة الى انه قد ترشخت تعريفات للضربات من خلال الحوار الذي دار بين الاتحاد
في فترة الحرب الباردة, بعد انتهاء الحرب العلمية الثانية في العام 4 ١54 ؛ وان هذه التعريفات ترسّخت
مع الزمن في هذ ١ الصراع فعلى الرغم مما سبق, آفمن الواضح ان هذه التعريفات قد لا تنطيق بالدرجة
التعريقات . دون 5 خاصة وان ه هذة التعريفات ما زالت 0 بعض الاختلاف» أو المرونة.
المفهوم البسيط المجرّد لتوجيه ضرية مسبقة هو انها ضربة يفاجىء بها احد الاطراف الطرف
الآخر. بحيث تكون الضرية قادرة على اصابة أهداف العدو قبل ان يقوم هويتوجيه الضرية. والمقصود
بهذا الشكل ان تكون الضربة على غير توقع الطرف الآخر في هذا الوقت» وليس لها مقدّمات قوية ؛ وان
تكون للضربة آثار مدمّرة تؤدي الى اضعاف الطرف الآخرء وريما استسلامه. الا انها انْ لم تؤد الى
ذلك فهيء على الاقل؛ تضعفه الى درجة تسهّل هزيمته. لكن يظل المهم: في المفهوم البسيط المجرّد
للضربة الاولى» انها ضربة مسبقة تسبق الطرف الآخر في توجيهها.
ليس المفهوم الدارج في أدبيات الصراع هو المفهوم البسيط المجرد عينه لتعبير الضرية الاولى؛ اذ
ينصرف هذا المفهوم» هذه المرة» بالاساسء الى الجزء الخاص بأنها تؤّدي الى استسلام العدو. فهذا
المفهوم يعني توجيه ضرية مسيقة الى أسلحة العدى النووية تؤّدي الى اجهاض قدرة العدى وتحرمه
القدرة على توجيه ضربة مضادة انتقامية. ولذا ؛عادة ما تسمّى بالضربة الاولى المانعة. لكن كثيراً ما
تغفل كلمة المانعة. بحيث اذا ما ذكرت عبارة الضرية الاولىء فانها تعنى انها مانعة. أمّا في غير ذلك,
فان الامر يتطلب ايضاح المقصود بأنها الضربة الاولى التي تسبق الضربة الثانية؛ اذ ان المعنى
الدارج للضربة الاولى يعني ان ليست هناك فرصة لتوجيه ضربة ثانية.
تتطلب الضرية الاولى» بمفهومها الدارج في أدبيات الصراع العالمي؛ شروطاً عدّة يمكن تحقيق قيق كل
شرط منها بوسائل عدّة متوازية: أو تبادلية؛ أي ان تكمل بعضهاء اوتحل محلهاء وفقاً للخلروف. وأهمٌ
هذه الشروط هي المفاجأة, والدقة؛ والوقاية. ومن الواضح ان تحقيق هذه الشروط لا يتوقف فقط على
الجانب القائم بتوجيه الضرية الاولى» وانما على الجانب الآخر الذي تستهدفه الضربة أيضاً. فتحقيق
المفاجأة مرتبط بيقظة واجراءات الجانب الآخر لتفادي المفاجأة. والدقة مرتيطة بالعمل على حرمان
الطرف القائم بتوجيه الضربة من الحصول على معلومات دقيقة الى آخر لحظة؛ والوقاية مرتبطة بقدرة
الطرف المضاد على اختراقها.
تعتبر «المفاجأة» أهم شروط توجيه الضرية الاولى» سواء بمفهومها البسيط المجرد أو بمفهومها
الدارج في الادبيات المتداولة؛ ان ان الطرف الآخر يمكنه توجيه ضربته مسبقاً, لى انه عرف بنيّة
وتوقيت الضربة التي يقوم خصمه بتوجيهها . وهكذاء فان توجيه الضربة الاولى يرتبط باخفاء نيّة توجيه
الضربة وتوقيتها؛ ان انه قد يكون مفهوماً ان الخصم يعد لتوجيه ضربة أولى» ولكن التوقيت قد يكون
مؤْجَلاٌ حتى تتوفر له ظروف مناسبة. ولا يتوقف تحقيق المفاجأة على مجرد توجيه الضرية بمعنى
اطلاق الاسلحة؛ ان ان الزمن اللازم لوصول القذائف الى أهدافها قد يسمح للطرف الآخر باطلاق
قذائفه قبل وصول قذائف الخصم الى اهدافها. ويتوقف ذلكء بالدرجة الاولىء على الزمن اللازم
لوصول المقذوفات الى أهدافهاء وعلى قدرة الخصم على اكتشاف المقذوفات عندء أى بعدء اطلاقهاء
العدد 516 -555, شياط ( قبراين ) آذار ( فارسس ) 11951١ لَشُوُون فلسحيزية 2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10640 (4 views)