شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 56)
- المحتوى
-
لل اسرائيل وعسكرة المنطقة
معاً. بظهور تيدّلات حاسمة في البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. حيث تظهر
الصفة العسكرية؛ والتي قد تفرض وجودها ومظاهرها على اللباسء وريما على اللهجات والكلمات
والتعابير المتد اولة بين السكان وكلّما تعمّقت هذه المظاهر, وصارت أكثر تأثيراً وتجلياً في حياة السكان»
يمكن القول ان عسكرة 8 الجتمع صارت أكثر وضوحاً: وانْ شكل المجتمع المدني ومؤسساته وآليات
عمله آلت الى غروب» متّجهة الى الغياب التام.
ان التحوّل الى نظام عسكرة المجتمع - أي مجتمع كان أمر مرهون ببروز مظاهر وتجليات يمكن
ان تقر من خلالها عملية التحوّل. ولعلٌ أهمّ المظاهر العامة لنظام العسكرة في المنطقة تتمثّل في:
التجييش: وذلك بخلق كتلة هائلة من العسكريين» اى المنضوين في اطر منظمات شبه عسكرية,
أو ميليشيات مسا ؛ وهى أمر واسع الانتشار في غالبية دول المنطقة. وخصوصاً تلك المفتوحة حدودها
على جبهات حربء أو مرشحة للدخول في حروب محدودة: أو شاملة: مع جيرانها.
ان أبرز تعبيرات عملية التجييش الواسعة تتمثّل في تنامي القوة البشرية العسكرية في المنطقة
بنسبة 6 بالمئة في السنوات ما بين العام 141/1 والعام 25 حيث ارتفع عدد العسكريين من ”,١
مليون فرد الى 5,؟ ملايين فرد('). ولا تشمل الارقام بطبيعة الحال اعداد القوة اليشرية للاحتياط
العسكريء الذي قد يضاعف عدد القوات المسلحة مرات عدّة. فيصيح لدينا نحى عشرة ملايين من
الجنود في المنطقة.
ولا تقتصر عملية التجييش على حشد اعداد هائلة من القوات النظامية والاحتياطية:» بل انها تمتد
الى حشد أوسع لقوات أخرى شبه 0 وميليشيات لا يجرىء عادة؛. وضعها في اطار القوات
المسلّحة, وانما تكون بمثابة قوى اسناد تتخذ اسماء مثل «الجيش الشعبي» في العراق و«حرّاس
الثورة» في ايران والميليشيات اللبنانية المختلفة, وقوات «الحرس المدني» الاسرائيلية» والتي وان كانت
تحتسب في عداد القوات المسلّحة:, فانها لا تقل أهمية عن الاخيرة. واذا كانت لا تتوفّر لدينا
احصاءات وأرقام حول هذه «القوات»؛ فان أرقامها لا تبدى قليلة, ولا يمكن الاستهانة بحجمهاء
وتسلّحهاء وبالمهام التي يمكن ان تنفذها في حالات تتطلب وجوداً عسكرياً.
درور : الذخب العسكرية: وهو أمر ظهر ملازماً لاتجاه عسكرة المنطقة. سواء من خلال تنامي
دورقاء سلمياًء في مجتمعات المنطقة, أو من خلال العمليات الانقلابية التي عمّت المنطقة, وبخاصة
في العقوب الاريعة الماضية. وفي الحالتين» أفرزت القوات المسلّحة نخبها من الضباط الذين شكّلوا كتلً
حاكمة؛ أو ضاغطة: في مختلف الدولء ومدّوا تأثيراتهم المباشرة: أى غير المباشرة: الى التنظيمات
السياسية: والاجتماعية: والاقتصادية» وفي بعض الاحيان الى المؤٌؤسسات الثقافية» فاحتل العديد
منهم مناصب قيادية في رئاسات الدول والحكومات: وأصبحوا وزراءء ومدراءء وقادة أحزاب:
وجمعيات» وغيرها.
وفي حالات عدة حرص زعماء وقادة من دول المنطقة؛ لم يكونوا قط من ضباط القوات المسلّحة,
على الحصول على ألقاب عسكرية واكتساب رتب قيادية: وذلك كشكل من أشكال الانتماء الى النخب
العسكرية التي ظهرت في المنطقة: في اطار نظام العسكرة الآخذ في التكريس في المنطقة.
سباق التسلّح: ويشمل ذلك سباق التسلّح التقليدي وما فوق التقليدي. وأبرز مظاهر سباق
التسلّح في المنطقة يمكن ملاحظته في القيام باستيراد احدث الاسلحة والعتاد الحربي
العدد 515 ,5١ شنياط ( فيراير ) آذان ( مارس ) 1591١: لتُوُون فلسطزية كك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)