شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216 (ص 71)
- المحتوى
-
هجرة يهود الاتحاد السوفياتي
وديمغرافية الاستيطان يي فلسطين
علاء سالم
تمثل الهجرة اليهودية الى فلسطين المحتلة احدى الركائز الاساسية في المشروع الصهيوني: كما
تمثل المبرّر الرئيس لاقامة اسرائيل كدولة يهودية تهدف الى لمّ شمل يهود العالم كافة بين جنياتها.
وتتأكد مكانة الهجرة في الفكر الصهيونيء بصورة عامّة. من خلال الاهتمام الذي أبداه دافيد بن -
غوريون بهاء حيث احتلت الهجرة المرتبة الثانية في ثلاثيته: بعد الامن وقبل الاستقلال الاقتصادى.
فاذا استثنينا استرالياء فان اسرائيلء حالياً هي الدولة الوحيدة التي تقوم على الهجرة: نحو 53,175
بالمئة من سكانها ولدوا خارجها (حسب احصاء العام .)١()11417/ وما زالت الهجرة الهاجس الاساس
للقائمين على المشروع الاستيطاني لتحقيقه وتدعيمه. ولكن المعطيات الدولية تغيرت» بالاخص في العالم
الغربي: حيث صار التعاطف مع اسرائيل» لدى يهوب الشتاتء والهجرة اليهاء شيء آخر. كما لم تحد
ظروف اسرائيل الاقتصادية والامنية من موجات الهجرة اليها فقطء بل دفعت بالنزوح (الهجرة
المضادة) من اسرائيل الى خارجهاء مما دفع مناحيم بيغن الى القول: «اصبحنا في حاجة الى كارثة,
كالكارثة النازية» لدفع يهود الشتات الى الهجرة الى اسرائيل». فلا يزال اليهود المقيمون في اسرائيل
يشكلون ١١1,55 بالمئة من يهود العالم البالغ عددهم نحو ١8١57737٠١ (احصاء العام 001945).
ولظروف موضوعية عديدة تحيط بمسألة هجرة اليهود الغربيين» احتل «خلاص» اليهود السوفيات قمة
أولويات العمل لرجال السياسة الاسرائيليين.
3< على الرغم من الهجرات اليهودية السابقة:» فلا يزال التورّع الديمغرافي بين الفلسطينيين واليهود
في فلسطين المحتلة غير مختلط من حيث المبدا. فهناك أغلبية يهودية واضحة في الغرب وامتدادات
الشريط الساحلي نحو السهول الوسطىء وأغلبية فلسطينية مطلقة في الشرق» خصوصاً على سلاسل
الجبال والتلال وانحد اراتها نحى الوسط؛ كما ان هناك تجمّعات فلسطينية بارزة في الجنوب والشمال
داخل «الخط الاخضر». وبينامية وضع كهذا لا بدّ ان تؤّدي الى اتجاهات انفصالية لمجموعة عن
الاخرى تنتهي بقيام كيان مستقل كما في حالة الضفة الفلسطينية وقطاع غزة» أو قيام استقلال
ذاتي للاقلية؛ كما في حالة فلسطين المحتلة لعام ١1944 على غرار ما يحدث في مناطق عديدة من
را العالم, مثل ايرلندا الشمالية والباسك وغيرهما.
والوضع في حالة اسرائيل لا يختلف, بل ربما اكثر خطورة. فهناك شعبان: احدهما يهودي يحتل
أرضاً يطالب بها الشعب الفلسطيني. والفوارق التي تفصل بين الشعبين كبيرة لا يمكن ردمها. انها
فوارق دينية؛ وثقافية؛ ولغوية , وفي ا لاساس قومية . فالفلسطينيون هم جزء من اكثرية عربية في المنطقة.
ولهذه الحقيقة دينامية وقوة خاصة بالصراع المصيري بين الجانبين. فالسكان الفلسطينيون
00 لتُوُون فلسطيزية العدد ,5١7- 5١5 شباط ( فبراير ) آذار ( مارس ) ١155١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 215-216
- تاريخ
- فبراير ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)