شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 29)
- المحتوى
-
د. نيبيل حيدري
على الجبهة المضرية الاسرائيلية الى وضع العلاقات الاردنية الفلسطينية؛ التي تأَرْمتء بشدة» بعد
توجيه الملك الاردنى حسين انذاراً الى المنظمات الفدائية الفلسطينية طالباً منها القاء اسلحتها.
وبوسعنا الاعتقاد, هناء بأن وجهة النظر الاستراتيجية السوفياتية في المنطقة كانت تقوم على اساس
ان اي نزاع علني بين العربء في تلك الظروف على الاقل» » يقلّص من فرص تسوية شرق اوسطية ملائمة
للمصالح السوفياتية. والحال» ان ابعد ما كانت تتمناه موسكوء هو العودة الى «الحرب العربية
الباردة» التي قد تدفع بعض الدول العربية الى هذا المعسكر الدوليء اى ذاك. وكي نسوق دليلاً على
ذلك؛ باستطاعتنا ان نشير الى ما نقلته وكالة «تاس»؛ في ١8 ايلول ( سبتمبر ) :141/١ عن الاوساط
الرسمية السوفياتية التي حدِّرت الدول الخارجية من اي تدخل في شؤون الاردن. هذا التدخل الذي
«بامكانه فقط توسيع نطاق النزاع» . وذكرت «تاس»: في تعليق لها,ء «ان اقتتال الاخوة ف الاردن يشكل
خطراً على المصالح الجذرية للاردن وحركة المقاومة الفلسطينية؛ ومصالح حركة التحرر الوطني
للشعوب العربية: ولا يمكنه الآ ان يكون في مصلحة اعداء الشعوب العربية. خصوصاً وانه يجري في
ظروف استمرار العدوان الاسرائيلي». واضافت الوكالة» ان الاوساط الرسمية في الاتحاد السوفياتي
تعرب عن الامل في ان تبذل شعوب البلدان العربية» وقادتهاء وحكوماتهاء والمنظمات العربية: ما
بامكانها للتهصلء باسرع ما يمكنء الى وقف اقتتال الاخوة في الاردن» والحيلولة دون تطور الاحداث
في الشرق الاوسط في اتجاه خطر». واعربت» بصفة خاصة: عن القلق تجاه تحركات الاسطول
السادس الاميركيء فذكّرت بأنه «لا يمكن الا ان تدعو الى القلق الانباء الواردة حول التحركات التي
يقوم بها الاسطول السادس الاميركي في القسم الشرقي من البحر الابيض المتوسط(*2)
ما هو ممكنء بالفعلء هو الاستنتاج ان بقاء الاتحاد السوفياتي ملتزماً جانب الحياد بالنسبة الى
مصير الفلسطينيين خلال احداث الاردن: يوضح حدوب السياسة السوفياتية في هذا المضمار؛ ذلك ان
اعتبارات العلاقة السوفياتية السورية» والسوفياتية - الاميركية: كان لهاء عند موسكوء وزن اثقل
من «ورطة» الفلسطينيين(؟"). ويشار» هناء على وجه الخصوصء الى مطالبة السفير السوفياتى في
دمشقء نورالدين محيي الدينوف. الحكومة السورية بسحب قواتها كي تتجنب موسكو مخاطر
التدخّل العسكري الاميركي("). في هذا الشأنء قال خالد الحسن: «لم يكن بيننا وبين السوفيات:
حينذاك, اي اتصالء وان ا الوحيد الذي عمله السوفيات, خلال هذه الازمة, هو بعث رزمة من
الزسائل العاجلة؛ يصورة ة اساسية عبن عبد الناصرء يطالبوننا فيها بتبريد وتجِنّْب المواجهة مع الجيش
الاردني, في جميع الاحوال»7١). ويبدى ان الهاجس السوفياتي المعلن كان عدم التدخل الاميركي,
وهو ما امكن استشقافه, أيضاً: من نص حديث عبد الناصر الى عرفات جول الموقف في الاردن: قبل
وفاته بقليل» حيث اكد لعرفات: «انت تعرف اننى بعثت الى بريجنيف لكى يضغط الاتحاد السوفياتي,
بكل قوته, على الولايات المتحدة الاميركية حتى لا تتدخلء ولقد بعثت انت الي تطلب مني ان افعل ذلك
وقد فعلته»("), ١
والظاهر ان الامر كان كذلك. فقد كشف جانب من تقرير المكتب السياسي المقدّم الى اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي اللبناني» نشر في تشرين الاول ( اكتوبر )» ان الهم الاساس للاتحاد
السوفياتى كان «كما اعلن ذلك الرفيق بريجنيف في خطابه» في كازاخستان ان يمنع التدخل الاميركي,
بمختلف الوسائل: وان ينقذ المقاومة من الضربة التى كانت توجّه اليها». واكد التقرير «ان موقف
الاتحاد السوفياتى كان من العناصر الاساسية التي ساهمت بايقاف المجزرة ضد المقاومة؛ ومنعت»
بشكل رئيسء الملك حسين من استدعاء القوات الاميركية» ومنعت اية مبادرة اميركية للتدخل تحت
58 اشْيُون فلسطيزية العدد 7١1 -86١75ء نيسان ( ابريل ) آيار ( مايى) 1991١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)