شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 31)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري ل
ضمنياً. استهدفء من بين أمور أخرىء تطويق الاستقلالية الفلسطينية: ما أمكنه الى ذلك. ويتضح
للمراقب» اليومء ان دينامية جديدة برزتء بعد الاحداث في الاردن: حتى داخل جسم «فتح» نفسها.
ووصف هائى الحسن هذه الدينامية. بصورة واضحة:؛ بالقول: «بعد الاحداث في الإردن» نما اليسار
داخل حركة ' فتح' . وللمرة الاولى في تاريخ حركتناء كان هنالك بيننا الراغب في التوسّع» بحيث يغدو
السوفيات قادرين على استخد امنا». لماذا حصل هذا التحوّل؟ «من دون اساءة للفهم», أضاف هاني
الحسن: «ان احداً في يسار ' فتح ' لم يكن شيوعياً أومؤيد أ للسوفيات في أي طريقة . لقد غدوا يساريين
وراديكاليين كي ينالوا اعجاب السوفيات. وعليّ ان أضيف ان تفكيرهم كان منطقياً بعض الشيء؛ ذلك
ان لسان حالهم كان يقولء بما ان الاميركيين» في الواقع؛ يقفون خلف المحاولة التي تحاول تصفية
حركتنا وقضيتناء فاننا اذا ما كتب لنا البقاءء, لا يمكننا الا الاعتماد على القوة العظمى الاخرى التي
تدعمناء بصورة عملية». لا عجب بعد ذلك «ان نرى يساريي ' فتح ' يقيمون تحالفاً تكتيكياً مع باقي
الفصائل اليسارية » مثل الجبهتين» الشعبية والديمقراطية » وغيرهما» . عند كل ف فقطء رأى عرفات في ذلك
ان ثمّة خطراً كبيراً يتهدّد المنظمة: فسعى من جهته الى اقامة تحالفات تكتيكية مع اليسان. «وأنا
نفسي»؛ قال هاني الحسن:ء «وخالد الحسن وباقي اليمينيين في ' فتح' كنا ضد تكتيك عرفات؛ وكانت
حمّتنا في ذلك ان من الهامٌ ان نحصل على دعم السوفيات: ولكن ليس بالضرورة ان يتم على حساب
استقلاليتنا». لكن المسألة بالنسبة الى عرفات لم تكن بمثل هذه الحدّة, ذلك ان وجهة نظره كانت» ان
الحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني لا تعفي حاجتها «الى اللعب التكتيكي». أمّا استراتيجيته
التي أفاض في شرحها لناء فكانت واضحة بما فيه الكفاية. وما قاله, في حينه: : «سوف يأتي يوم عندما
يكون علينا الحصول على دعم السوفيات.ء اذا ما أردنا لقضيتنا ان تنشد الحل السياسي»( *"). ويمكن
القولء ان المشكلة كانت» الى حدّ بعيد» في هذا المجال» مرآة لهامش الاستقلالية التي تتمتّع تّع بها «فتح»
باتجاه السوفيات:» وبالتاليء معطى اساسياً من معطيات القوة. ولا يفاجا المرء؛ فعلاًء بآن موسكو كانت
تحجب عن «فتح» الدعم المطلوب؛ اذ لم تكن تشعر بأن لها «رجالها هناك». ويبدى أن هذا هى السبب
الذي جعل عرفات يرغب بتحقيق تسوية وتحالف مع اليسار الفلسطيني.
متغيرات سوفياتية
لا عجبء بعد ذلك؛ ان نرى السوفيات وقد بد أوا أولى خطواتهم الجادة باتجاه المنظمة. ففي مطلع
العام »151/١ قال هاني الحسن: «اتصل بنا احد موظفي السفارة السوفياتية في عمّان: وطلب لقاء مع
عرفات .ولا كنا قد فشلناء في السابقء في اقامة علاقة جيدة مع السوفياتء قلت له:
' لا باس' ؛ وأخذته الى الوهضاب للقاء ايو عمار» . وهنا قالها الحسن صراحة : «انني نفسي استغريت
ما قاله المسؤول السوفياتي حين التقى عرفات. لقد قال: الآن» اظن انك سوف تدرك الدرس الذي
مفاده انه من دون قيام تعاون مع قوة عظمى لا يمكنك ان تفعل شيئاً» . وكان يغمز في ذلكء بالطبع,
من قناة ما فعله الاميركيون بنا في أيلول ( سبتمبر). » ويهذا فائنا كنا بحاجة الى السوفيات اذا كنا
السوفيات: دان موسكو يمكنها تقديم المساعدة لتاء ولكن عل طريقتها الخاصة, . وأضاف الحسن:
«نتيجة ذلك اللقاءء. دُعي عرفات الى تهيئة نفسه للقيام بأول زيارة رسمية الى موسكو. ولكن حتى في
ذلك الوقت فان السوفيات أحلوا الزيارة الى حين خروج المنظمة؛ بصورة نهائية؛ من الاردنء وكانوا
يطمحون» على ما يبد الى ان عرفات قد تعلّم الدرس بشكل كاف كي يصبحء بصورة أو بأخرى,
' عميلاً سوفياتياً“.. ولكن السوفيات أنفسهم فوجئوا بأن عرفات لم يكن يرغب في التضحية
7“ شُوُونُ فلسطفية العدد ,5١8- 7١1/ نيسان ( أبريل ) - أيار ( مايى) 19901١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)