شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 38)
- المحتوى
-
الاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
عرية التسوية
بيد ان الاحداث تسارعت: بصورة مفاجئة: منذ مطلع العام 19375ء ونادراً ما كانت تغيب
المفاجآت والحسابات المغلوطة في السياق الاقليمي» وازدادء الى حنّ بعيدء ادراك منظمة التحرير
الفلسطينية لدورها في هذا السياق. في المقابلء اتّسمت تلك السنة من العلاقات بين الاتحاد
السوفياتي والعالم العربي بغياب الشريك الاقليمي الثابت والقويء فيما أساءت التطوّرات المستجدة
في المنطقة الى رصيد موسكو الى حد بعيد (الانقلاب العسكري في السودان في العام :١91/١ وخروج
الخيراء السوفيات من مصر في العام ١15377 والغاء معاهدة الصداقة مع مصرء ورفض سوريا عقد
اتفاقية مماثلة» الخ). واستطاعت واشنطنء على وجه التخصيصء ان تصلء بسهولة:؛ الى المواقع التي
كان يحتلها السوفيات. وهكذا استطاعت واشنطن ان تضمن محوراً مركزياً يربط الرياض بالقاهرة,
تدور حوله مواقف الدول الاخرى الأقل نفون(1١). والحالء ان هذه الدولء مثل سورياء أو السوبان»
أى الكويتء الخ: هي أبعد ما تكون عن مواجهة هذا المحور» حتى ولوسعت. بتينيها لخياراته الرئيسة
(خاصة الانفتاح الاوسع نحو الغرب). الى تحسين موقعها على طرف النظام الاقليمي» مثل سورياء أى
في داخله, مثل السودان. وأقاد محور القاهرة الرياضء منذ قيامه. من عجز الدول المناهضة له عن
تشكيل محور موازء يكون أكثر موالاة للطروحات السوفياتية» باستطاعته, مثلاً. ان يجمع ما بين
الجزائر وطرايلس لغرب ويغداد وعدنء, وحتى دمشق ومنظمة التحرير الفلسطينية . ولهذا السبب
وجدت الدول التي دعت الى تعاون وثيق مع موسكء كالعراق» انها أصبحت معزولة عن الساحة
الاقليمية. ولا يعني تبثي موسكو لنظام الحكم في عدن انها وجدت الشريك الاقليمي الاكثر ثياتاًء
والاكثر نفوذاً ؛ في موالاته للاتحاد السوفياتي.
كانت سلسلة الانتكاسات التي تلقتها موسكى في منطقة الشرق الاوسط في العام ؟1117: أدّت
بها الى متابعة سياسة كان شعارها «عدم التفريط بأي فرصة تستطيع ان تحاول فيها القيام بهجمة
سياسية اى اقتصادية أو حتى عسكرية». واستبدل» تدريجياً: الاصرار على صداقة «أنظمة الحكم
التقدمية» مقرونة «بالعداوة للانظمة شبه الاقطاعية». برؤية ة على قدر لا يأس به من التجانس للمنطقة,
حيث تغلب المصالح الدولية على الاعتبارات الايديولوجية. هكذاء وبقصد ادخال عناصر اخلال في
المعادلات السياسية السائدة في المنطقة, عملت موسكو. بشكل واضح, على التقرّب من منظمة التحرير
الفلسطينية. في هذا السياق» لم يكن مستغرياً قول اذاعة موسكو ان الاتحاد السوفياتي يعتقد بأن
أهمّ شروط التسوية في منطقة الشرق الاوسط هو اقرار الحقوق الكاملة للشعب العربي الفلسطيني.
وباختصار. فان الاتحاد السوفياتي كان مناصراً لهذه الحقوق منذ البداية» وان توجهه لم يكن, بحال»
مينيّاً يا على اعتبارات أآنية» وانما هى تعبير عن مبادىء عميقة في السياسة الخارمي السوفياتية,. سياسة
العداء للامبريالية» ودعم قضية التحرر والاستقلال لجميع الشعوب(''). وسئل يفغيني بريماكوف»
عبر الاثيره عن امكانية القول ان الحركة الوطنية الفلسطينية قد تختفي من الوجود, ولم تعد عاملاً
حاسماً في ميزان القوى في الشرق الاوسطء فأجاب بأن المقاومة الفلسطينية»ء في العام 2١91/١ قد
«انهكت» في صراعاتها مع عدد من الاطرافء وعلى الرغم من ذلك فانه استنتاج صحيح القول ان
الحركة الوطنية الفلسطينية موجودةء وسوف تستمر في الوجود حتى تحلٍ القضية الفلسطينية. وعلّل
الامرء ايديولوجياً » بقوله ان أي حركة تحرر وطني يمكن ان تنتكس ؛ وتتعضد,ء من خلال دعم الشعوب
العربية والاتحاد السوفياتيء كما باقي القوئ التقدمية في العالم/'").
عبر هذه الثغرة, حاول الاتحاد السوقياتي فرض دخوله في مجمل النظام الاقليمي» فتكاثرت
العدد 5١18-5117 نيسان ( ابريل ) - آيار ( مايى ) 1141١ لَهُونُ فلسطيزية ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)