شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 42)
المحتوى
ل الإاتحاد السوفياتي ومنظمة التحرير الفلسطينية...
وتحويلهم الى قوة قتالية كفو(؛”). وما كان يميّز المزاج السوفياتي تجاه الجيش المصري هو التعليق
الذي نسب الى مصدر سوفياتي رفيع المستوىء والقائل ان السوفيات «كانوا يدركون انه اذا ما نشبت
جولة جديدة من القتال: فان حلفاءهم المصريين سوف. يقدّمون اداع عسكرياً يبلغ من السوء مبلغا
يجعل من موسكو أضحوكة, (*8).
وليس من شك في ان الازمات التى نجمت عن العلاقة المصرية ‏ السوفياتية» في جوانيها .
السياسية والاقتصادية والعسكريةء اسهمت: هي الاخرىء في التسريع بالقطيعة. فعلى الصعيد
الدبلوماسي: اسهمت القمة الاميركية ‏ السوفياتية في خلق الانطباع لدى القيادة المصرية بأن للولايات
المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي» كليهماء ولأسباب مختلفة. مضلحة كبرى في ضمان الامر
الواقع في الشرق الاوسط. غير ان سخط المصريين اندلع لأنهم رأوا أنفسهم بمثابة ضحية للرغبة
' السوفياتية في ابقاء حالة «اللاحرب واللاسلم» في المنطقة. وعلى الصعيد الاقتصاديء كان الاستياء
قائماً. لأن مصر كانت تعتمدء بشكل كبير. على بيع القطن للاسواق الغربية» بغية الحصول على
العملات الصعية »ويات عليها ان ترهن الجزء الاعظم من محصولها للاتحاد السوفياتي» بغية تسديد
بعض أثمان شحنات الاسلحة السوفياتية. واذا لم يكن ذلك كله كافياً. فقد أضيف اليه الاحتكاك
الناشىء عن الاتفاقيات التجارية الثنائية التى كانت تسمح للسوفيات بمنافسة المصريين في أسواق
القطن الاوروبية. وكان الوضع يعنيء بالطبع؛ ان المصريين كانوا يحصلون على اسعار متددّية لقاء
قطنهم. وكان هذا الاتفاق» غير المرضيء: يضع المصريين في موضع المدين الدائم للسوفيات؛ ويقيّدء
بدرجة عالية:؛ قدرتهم على الحصول على السلعء أو الاموالء اللازمة لتسيير عجلة اقتصادهم
الد الي( *). آمّا من الناحية العسكرية؛ فقد كان ثمة قدر كبير من الاستياء؛ وبخاصة لدى المستويات
القيادية العلياء نظراً الى ان السوفيات كانوا مترددين, بادىء الامر, في تقديم الكميات الكافية من
الاسلحة الهجومية للتعويض عن خسائر حرب العام /1977. لقد أمضى عبد الناصر شهوره الاخيرة»
مثلما أمضى السادات شهوره الاولى» في مفاوضات مضنية للحصول غلى الاسلحة السوفياتية. وبينما
كانت هذه المفاوضات تستهلك الكثير من الجهودب المصرية للحصول على قدرة دفاعية مكينة» غدت
المفاوضات أقرب الى مماحكات «باعة في البازار» منها الى نقاشات بين حليفين(!*). بل حتى بعد
الحصول على تلك الاسلحة؛ بدا الاتحاد السوفياتي يشعر بأنه يتمتع بموقع امتياز في مصرء «الى حدّ
ان السفير السوفياتي في القاهرة بات يحتل موقعاً شابه, الى حد بعيدء موقع المندوب السامي
البريطاني في أيام الاحتلال البريطاني لمصر,(28).
ثْمّة اعتبار آخر يمكن استشفافه من طبيعة العلاقة المصرية ‏ السوفياتية في ذاتها. فبعد حرب
حزيران ( يونيو) 14717+ اتجهت السياسة السوفياتية الى اعادة بناء القوات المسلّحة المصرية؛ بحيث
تستطيع حماية نفسها من أي هجوم اسرائيي مفاجىء. ولم يكن ضمن نوايا موسكو تزويدها بسلاح
كافٍ يسمح للمصريين استعادة اراضيهم المحتلة» حيث جرت, مثلاً. اعادة بناء القوات الجوية: بادىء
الامر. اضافة طائرات مستهلكة من طراز «ميغ ‎»١5‏ و«ميغ - 237 القاذفة المقاتلة. من مخزونات .
فائض المعدّات المستهلكة السوفياتية. ولم تتمّ زيادة صواريخ ارض - جو زيادة ملحوظة؛ واكتفت
موسكو بتلبية مطالب القاهرة المتكررة بالحصول على صواريخ ارض - ارض: تلبية رمزية؛ ولكن ليس
قيل ان تدخل مضر حرب الاستنزاف على جبهة السويس . كما أعيد بناء وحدات المدفعية الضرورية,
ولكن بمستوى يناهز ثلث ما كانت عليه قبل الحربء ولم يتم تحديث الاسلحة المضادة للدروع بصورة
معقولة(**). ولِعلُ محدودية قنوات التجهيز هذه أقلقت الضباط المصريين؛ وهم رأوا ان احتياجاتهم
العدد /717 518 نيسان ( ابريل ) - آيار ( مايى) ‎1141١‏ هون فلسطيزية .
تاريخ
أبريل ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)