شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 43)
- المحتوى
-
د. ثييل حيدري
من الاسلحة الهجومية لم تلبٌّء مما أدّى الى هبوط عام في المعنويات. وسرعان ما أدرك المصريون ان
السوقيات ليسوا على استعد اد لتلبية احتياجاتهم من الاسلحة الهجومية: مما أدّى الى مماحكات ازاء
محاولات المصريين زيادة شحنات الاسلحة. ان مثل هذا الخلاف حول مقدار, اى نمطء المعونة
العسكرية السوفياتية, اسهم في دفع القاهرة الى الاعتقاد بأن «موسكى تكسب من مصر أكثر مما
تعطيهاء!”*). بل ان شعور المصريين بأنهم موضع استغلال احدى القوتين العظميين أوصلهم الى
تقدير واقعي للامور. وقد عبر عبد الناصي في مباحثاته مع الرئيس اليوغسلافي» جوزيب بروز تيتىوه عن
شعور بالاحباط لديه» حيث قال: «ارجو ان تفقل إلى السوفيات انني أفخل القبول بالهزيمة: بل بأي
ثيع» ف الواقع, » على أن أعامل بهذا الاسلوب»(11
بيد ان-المعارك الجوية والمدفعية. من طرف واحدء خلال حرب الاستنزافء اقنعت القادة
السوفيات بزيادة شحنات اسلحتهم لمذع هيمنة الاسرائيليين في هذه المواجهة. ولم يقتصر السوفيات
. على تحسين الدفاع الجوي المصري, “على نحو دراماتيكي, فحسب» وانما زودوا المصريينٍ بقدرات
هجومية كافية لعبور قناة السويسء الا ان هذه البادرة كانت هزيلة تماماًء ومتأخْرة أيضاًء لانقاذ
صورة السوفيات. ان الاستياء والاحباط لدى المصريين» وشعورهم بأن موسكو قد استغلّتهم لآرب
خاصة. في لعبة الاستقطاب مع الولايات المتحدة الاميركية؛ دمّر صورة الاتحاد السوفياتي الى الحدّ
الذي بات من الصعب اصلاحه.
من هناء ليس من قبيل المصادفة في شيء ان يصل عرفات على رأس وفد فلسطيني ممثلاً لعدد من
الفصائل (عدا الجبهة الشعبية القيادة العامة) في الموعد الاخير الذي حدّده السادات لرحيل
المستشارين السوفيات ( ١1 تموز - يوليو )»؛ بناء على دعوة من اللجنة السوفياتية للتضامن الآفرو
آسيوي. وقد ضمٌ الوفدء الى جانب عرفات؛ كلا من رئيس المجلس الوطني الفلسطينيء خالد الفاهوم,
وزهير محسن. » وكاروق القدومي» واحمد الرعضيء ؛ وتيسير قبعة» وياسر عبدربه (اعضاء في اللجنة
التنفيذية), اضافة الى احمد الازهري(15 ). كان المؤشر واضحاً: لا بنّ لموسكو من الاعتماد على
الفلسطينيين نتيجة انحسار نفوذها في مصرال”'). ويبدى ان هذه الحقيقة الجديدة من حقائق النظام
الاقليمي تمثل مزايا لقوة حليف للاتحاد السوفياتي» مثل منظمة التحرير الفلسطينية: لكن هذه
الحقيقة كانت تنطوي على مشكلات لايستهان بها بالنسبة الى الاخيرة, الامر الذي دفعها الى البحث
عن موقف «مرن» يجذيها ان «تحشى بين ارتباطاتها الجديدة بالحليف السوفياتي» » وبين مشاركتها في
الصراع الدائر في المنطقة .ولا شك ف ان هذه «المرونة» في السياسة كانت تتلاعم مع تطالعاتها الخاصة.
ولكنها تخدمء في الوقت عينهء السياسات السوفياتية في المنطقة(؟).
في هذا الاطار. عقد الوفد الفلسطيني مباحثات مع العضى لمرشّح للمكتب السياسي للحزب
الشيوعي السوفياتي» بوريس بوناماريوف. وفي البيان المشترك الذي أصدر عقب المباحثات, ركز
الجانبان: الفلسطيني والسوفياتي, على انهما تبادلا الآراء حول الوضع الراهن في منطقة الشرق
الاوسطء وفي حركة المقاومة الفلسطينية» وحول التوطيد اللاحق للتعاون والتضامن في النضال ضد
الامبريالية» وفي سبيل تحرير.الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل. وتحدّث الوفد الفلسطيني عن
كفاح حركة المقاومة الفلسطينية ضد الامبريالية والعدوان الاسرائيلي» وفي سبيل احقاق الحقوق
الوطنية المشروعة للشعب العريى الفلسطينى. كما أعرب عن الامتنان للشعب السوفياتى لدعمه حركة
التحرر الوطنى العربية» ولقاء المساعدة التى يقدّمها الى منظمة التحرير الفلسطينية:» الممثلة للشعب
العربي الفلسطيني. وأكد الوفد ان مساعدة الاتحاد السوفياتي للشعوب العربية» ومنها
5 نشُوُون فلسطيزية العدد 1١؟ .,5١8- نيسان ( ابريل ) أيار ( مايو) 1١95905 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)