شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 56)
- المحتوى
-
حح تعامل اليابان مع الصراع العربي الاسرائيي
يستفز الولايات المتحدة الاميركية ولا القوئ الاوروبية بما فيها الاتحاد السوفياتى خاصة - , ولا
الصينء الجار العملاق واللدوب لليابان» ويما يبتعد من الظهور بمثابة استكمال ردّ اعتبار لليابان -
تماماً مثلما هى الامر بالنسبة الى المانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية('). وقد خلق تسارع
العملية المعقدة لتبلور نظام دولي جديدء يحل محل نظام القطبية الثنائية. مبررات إضافية لتكثيف
الجهد الياباني لانتزاع موقع متقدّم, قياديء فاعل في النظام الدولي الجديد.
نه هذه التغيرات تستدعي اهتماماً أكبر بدراسة مستمرة للحالة اليابانية: وحقيقتها السياسية,
بما لا يقتصر على الجانب الاقتصاديء بل يشملء وبعمقء الابعاد المجتمعية» والثقافية, والحضارية,
لهذه الحالة . ان تصاعد وزنء وفاعلية, اليابان في عالم الغدء يجعلهاء بالضرورة؛ ذات دور أكبر, وأكثر
نشاطاًء في التعامل مع منطقتناء ومع الصراع العربي - الاسرائيلي تحديداً لما لهذا الصراع من دور
حاسم في تحديد مسارء ومستقبلء منطقتنا.
لقد بدأت اتصالات اليابان الجادّة بمنطقتنا في العام :١1574 أي مع بداية عصر مايجي الذي
دفع اليابان لكي تطل علىء وتتفاعل مع» العالم الخارجي؛ من اجل بناء نهضتها. وتأرجح امتعا'
اليابان بهذه المنطقةء وتقلّبء منذ ذلك الحين. لكن الحرص على تجِدذْب التورّط السياسي في شق
المنطقة العربية قد ظل طابع التوحجّه الياياني("). ومع ذلكء لم يمنع هذا الحرص اليابان عن تويط كان
يمكن اعتباره خطراً جداً لولا كثرة ما مر على منطقتنا وأمتنا على امتداد هذا القرنء ذلك ان الحكومة
اليابانية كانت أيّدت وعد بلفور لدى اصداره في العام /1117. وكأنما أدركت اليابان سريعاً مدى
خطورة ذلك التورّطء فلم تلبث ان أدارت ظهرها للصراع العربي - الاسرائيلي(؟) »الى ان أقيمت اسرائيل
على أرض فلسطين . عندئذء ويعدما وقعت اليايان معاهدة «السلام» مع الولايات المتحدة الاميركية.
أقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل في العام ١1507 ثم وازنتها بفتح سفارة في القاهرة قبل ان
تمضي في اقامة سفارات لها في بقية عواصم المنطقة.
لقد لمست الحكومات اليابانية المتعاقبة حساسية المعادلة الصعبة في ارضاء الولايات المتحدة
الاميركية وباقي دول التحالف الغربيء عبر توثيق العلاقات مع اسرائيل؛ وفي الوقت عينهء كسب
الاسواق العربية» بينما كان الصراع العربي الاسرائيلي في أوج حدّته خلال الخمسينات والستينات.
لذلك احتمت الحكومات اليابانية بسياسة تقوم على تحاشي التورّط المباشر. وقصر العلاقات مع اسرائيل
في حدود ضيّقة وهامشية: وأوجدت سبلا أخرى لارضاء المؤسسات ودوائر الاعمال والمال اليهودية
التي تدير معظم صادرات اليابان الى الولايات المتحدة الاميركية» مع مراعاة دقيقة لحذر وقلق
الشركات اليابانية الكبرى التي أخذت أحكام المقاطعة العربية لاسرائيل في حسابها بشكل جاد.
وظلّت المواقف اليابانية تجاه فلسطين: والمنطقة العربية عموماًء شديدة التأثر بالضغط الاميركي»
لكنهاء في الوقت عينهء شديدة التأثر بالحاجة اليابانية الى النفطء الذي صار في السبعينات من هذا
القرن عاملاً رئيساً في رسم السياسة اليابانية تجاه فلسطين وقضية الصراع عليها. وهكذا صار
الهدف الرئيس لليابان الحفاظ على مصالحها الاقتصادية؛ عبر ضمان استمرار الامدادات النفطية,
من ناحيةء وعدم التفريط بالاسواق العربية التي تضاعفت قدراتها الشرائية. وتصاعدت قيمتها
الاستهلاكية. بما قفز بأرقام الصادرات اليابانية اليها قفزات واسعة؛ وليس تحقيق أهداف ذات
جوهر سياسيء أى أخلاقيء أو مبدئي» من ناحية أخرى . كما استمر عاملان هامّان يحكمان المواقف
التوفيقية اليابانية: الاول» تحاشي خطوط حمر تستفز الولايات المتحدة الاميركية؛ والثاني ادراك
العدد 17117 -118. تيسان ( ابريل ) - آيار ( مايى) 155١ ون فلصطفية شك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)