شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 59)
- المحتوى
-
د. خيرالدين عبدالرحمن ا
بداية التعاطي الياباني مع الصراع
لقد تصادف ان كانت اليابان عضواً في مجلس الامن الدولي في العام 11717: عندما عالج
المجلس الحرب التي قامت في منتصف ذلك العام بين اسرائيل وكل من مصر وسوريا والاردن. واذ
انتهى المجلس الى صياغة: واقرارء قراره الشهير ذي الرقم 557 لذلك العامء فقد شاركت اليابان في
تلك الصياغة وصوّتت لصالح ذلك القرار. ومنذ ذلك الوقتء جعلت اليابان من تلك المشاركة بالصدفة
رمزاً لدورها الدولي؛ وخاضة ازاء ما تسمّيه «غرب آسيا»ء وبرهاناً على عدم صحّة اتهام اليابان بانكفاء
اهتمامها بما يجري في العالم, وحصره بمصالحها الاقتصادية والتجارية. من جهة أخرىء جعلت
اليابان من ذلك القرار سقفاً لمواقفها تجاه الصراع العربي - الاسرائيلي. ومع الغلى في استخدام
اليابان لدورها في صياغة ذلك القرار. واقراره» فانها لم تقم, عملياًء بالمشاركة في أي جهد دبلوماسي
يذكر لتنفيذه.
عندما تزايد التعامل الياباني التجاري مع الدول العربية» ومع توالي قرارات تأميم النفط في دول
عربية عدّةء تسارع عمل الدبلوماسية اليابانية الى تطوير مواقفها من القضية الفلسطينية على صعيد
الامم المتحدة؛ ولكن بحذر شديد» ودون صخبء أو استفزاز للولايات المتحدة الاميركية . كانت البداية
عندما صوّتت اليابان بالموافقة على قرار الجمعية العامة للامم المتحدة ذي الرقم 515/8 للعام 1١91٠١
الذي أكد ان احترام حقوق الفلسطينيين عنصر لا غنى عنه لاقرار سلام عادل ودائم في الشرق
الاهسط. وبهذا اشتركت اليابان مع كل من فرنسا واسبانيا في التصويت لصالح ذلك القرا دون باقي
دول التحالف الغربي.
ويعد أقل من سنة على ذلك التصويتء أشارت الحكومة اليابانية الى «الحقوق المشروعة لشعب
فلسطين». في اثناء زيارة ملك السعودية الأسبق» فيصل بن عبد العزيزء لطوكيوء في أيار ( مايى )
0 تم توالت مواقف يابانية, متقدّمة على مواقف باقي الدول الصناعية الكبرى: لصالح حق
تقرير المصير للشعب الفلسطينيء على الرغم من استمرار الحرص الياباني على تطابق السياسة
الخارجية لليابان مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الاميركية. لكن هذا التوالي قطعه, فجأة,
اسراع الحكومة اليابانية الى تقديم اعتذار حار لاسرائيل» إثر الهجوم الذي قام به كوتو موتو ورفيقاه
من أعضاء الجيش الاحمر الياباني بالتنسيق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, على مطار اللد»
في أيار ( مايى) 13377؛ وكذلك أسراع اليابان الى تقديم تعويضات مالية الى الحكومة الاسرائيلية عن
الأضرار التي أحدثها الهجوم.
ولم يطل الامر. فما ان شكّل الحظر النفطي العربي صدمة كبيرة لصانعي القرار الياباني في
الربع الاخير من العام 219177 حتى تجاوزتهم آثار الصدمة لتهز المجتمع الياباني بأسرهء مبيّنة
الحاح الحاجة الى صوغ سياسة يابانية متكاملة تجاه «غرب آسياء؛ وتحديداً تجاه الصراع العربي
- الاسرائيلي. فكانت تلك واحدة من السوابق القليلة لتحرّك القوى السياسية الداخلية في اليابان» من
أجل التأثير في سياستها الخارجية: حيث اعتبرت تلك القوى ان دخول عامل النفط العربي بهذا الزخم
جعل الامر يمس الأمن الاقتصاديء والاجتماعي» اليابانيين. وسرعان ما ظهرت النتائج بوضوح عند
اصدار بيان قصير عن وزارة الخارجية اليابانية» بتاريخ ؟5/١١191717/1, حاملاً موقفاً يابانياً
متقدّماًء كان أول» وأبرنء موقف ياباني يستقل عن الموقف الاميركي في السياسة الخارجية» منذ
مه شْيُون فلسطزية العدد 5١17 -18١5؟, نيسان ( ابريل ) أيار ( مايى) ١991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10637 (4 views)