شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 76)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 76)
- المحتوى
-
ل التتيّارات الدينية في اسرائيل
وبذلك شرع في بناء العديد من المستوطنات في الاراضي المحتلة.
وتعتمد غوش ايمونيم على قاعدة ممثلة في العديد من الشبان المتديّنين من ذوي القبعات
المنسوجة, من خريجي مدارس «مركازهراب» التي كان يرآستها الحاخام تسفي يهودا كوك. ويعتبر
الحاخام كوك أحد الرموز الاساسية في هذه الحركة, وله تأثير واضح في توجيه؛ ورسمء سياسة
«غوش...» وكان قيل وفاته استقطب العديد من طلاب المدارس الثانوية الدينية التابعة لبنى عكيفاء
حيث انتظم هؤّلاء لمواصلة دراستهم العليا في مدارس «مركازهراب». ونلحظ ان زعامة هذه الحركة هي
من خريجي مدرسة واحدة, مما أوجد التجانس والانسجام بين افرادها.
وتعتبر فتاوى وكتابات الحاخام كوك المنطلقات الاساسية لحركة غوش ايمونيم. كتب: «ان جميع
هذه البلاد لنا جميعاًء ولا يمكن تسليم اجزاء منها للآخرين؛ وهي ورثناها عن آبائنا؛ لهذا يجب ان
يكون واضحاً انه لا توجد هنا مناطق.عربية؛ فهذا هو تراث الآباء الخالد ؛ وأرض - اسرائيل اقام فيها
الآخرون وشيّدوا مباني عليها بدون اذنناء وفي غيابنا. ونحن لن نتخلى ابداً عن تراث آبائنا؛ وكنا على
علاقة دائمة بها في افكارنا وادراكنا؛ وقد أطلقنا صيحات الامتهاج على الكيان المصطنع الذي كان
قائماً في أراضينا؛ وكان واجباً علينا تحريرها وعدم التخلي عنهاء(؟")
وجاءت صياغة مبادىء وأهداف غوش ايمونيم لتركز على تلك المفاهيم التي حدّدهاء من قبل,
الحاخام كوك. فقد جاء في البرنامج السياسي: «ان الهدف هو التسبّب في حركة انتفاضة كبيرة في
أوسا الشعب الاسرائيلي من أجل الحكم الصهيوني بكامله؛ مع الادراك ان مصدر الالهام يكمن في
ث اسرائيل وجذور الدين اليهودي والخلاص التامٌ للشباب الاسرائيلي والعالم بأسره». وانطلاقاً من
هذه المرتكزات: فقد اعلن البرنامج عن انه «يجب البدءء.فوراً. بفرض السيادة اليهودية التامّة على
جميع ارجاء أرض - اسرائيل التي بحوزتناء بما فيها الضفة الغربية والجولان بحدوده الراهنة وقطاع
غزة واجزاء واسعة من سينا( ).
ولكن هذه المبادىء والاهداف قد تم اختراقها من قبل أحد مؤسسي هذه الحركة؛ وهى الحاخام
فيلدمان. حيث اعلن عن أن اسرائيل بصيغتها الحالية» على الرقم من انجازاتهاء لم تنجح في ايجاد
. شعور من الشراكة يوحد الشعبين اللذين يعيشان فيهاء كما لم تنجح في خلق جومن السلام والسكينة
والآمن بين مواطنيها ومواطني الدول العريية المجاورة. وبذلك لم تنفذ الهدف الاساسي للصهيونية
وهى «منح الشعب اليهودي في بلاده الاحساس بأنه في بيته»(١).
وقد رأى الحاخام فيلدمان ان ابقاء الوضع الراهن؛ أو ضمٌ المناطق المحتلة:ومنح السكان كافة
حقوق المواطنة الكاملة على اساس شخصي.ء لن يزيل مشاعر عدم المساواة بين الشعبين؛ اذ يواصل
كل شعب محاولة التحؤل الى اغلبية على طريق السيطرة على الشعب الآخر. وفي الوقت عينهء فان
التسوية الاقليمية لن تكون الحل الملائم, بسبب تداخل حياة العرب واليهود والارتباط بين اقتصاديهما
دون امكانية لفك الارتباط؛ كما ان الدولتين اللتين ستقومان بعد التقسيم لن تتمتعا بقاعدة اقليمية
تكفي لاستمران تواجدهما؛ بالاضافة الى ان التقسيم سيعتير تنازلاً عن الطموحات القومية للشعبين,
وهى أمر لن يتحمّلاه.ء مما سيؤدي الى نزاعات وحروب مستمرة.
وفي ضوء ذلك اقترح الحاخام فيلدمان انشاء اطار سياسي جديد يجمع الشعبين وتكون له
حقوق متساوية: بحيث يتم انتخاب رئيسين لهذه الدولة يمثل كل واحد منهما شعبه ويتمتعان
العدد ,5١8-5117/ نيسان ( ابريل ) أيار ( مايو ) 5 ليون فلسازية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5121 (6 views)