شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 80)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 80)
المحتوى
ل التيّارات الدينية في اسرائيل
بركة وسلاماً لجميع الأمم»(57).
ان فلسفة ناطوري كارتا تقوم على اسس محض دينية. وفي هذا الاطارء فانها تنظر الى الأمور.
بمنظار توراتي محدّد المقاييس والمعايير. وهكذاء فان الحاخام موشي هيرش حدّدء بشكل دقيق, تفسيره
لقيام الدولة اليهودية الخاطىء وعلاقتها مع الآخرين: أذ كتب: «من ناحية ايديولوجية؛ فان الدولة
التي تسيطر بالقوة على ارادة المواطنين العرب في ' أرض - اسرائيل ' تعارض مبادىء الدين, وتحنث
بقسم الله وقد تسبب انزال كارثة» لا سمح الله, بالشعب اليهودي. ان كبار قادة اغودات يسرائيل
أقاموا الحركة في العام ‎١9١7‏ من أجل محارية فكرة ' الشرقيين” باقامة دولة يهودية وفقاً للتوراة,
لأنهم وجدوا ان هذه الفكرة تناقض مبادىء الدين اليهودي. الذي ينصٌ على ان المسيح هو الذي
سينهي الشتات ويجمع شعب اسرائيلء ولا يجوز السيطرة على ' أرض - اسرائيل ' على غير رغبة أولتك
الذين يقطنونهاء»7*).
وفي هذا الاطار, رفضت الحركة الاعتراف بدولة اسرائيل منذ قيامها في سنة 54 5١؛‏ ولم تشارك
في تحمّل مهام مؤسساتها؛ كما احتج اتباعها بقوة على اطلاق اسم «اسرائيل المقدس» على تلك الدولة
الصهيونية. وخلال عدوان حزيران ( يونيو) 1571: اعلنت ناطوري كارتا الحداد الفعليء وتجنب
اتباعها السكن في جميع المناطق العربية المحتلة سنة 1971. وعندما تحتفل اسرائيل بذكرى
تأسيسها يرفع اتباع ناطوري كارتا الرايات السوداء على منازلهم دلالة على الحزن وعدم الرضى؛
ويرفض هؤّلاء التعامل بالعملة الاسرائيلية التي تحمل صور الزعماء الصهيونيين؛ كما يرفضون دفع
الضرائب؛ والخدمة العسكرية. والمشاركة في الانتخابات, والهويّة الاسرائيلية؛ كذلك يرفضون
الخدمات الصحية: والتعليمية: والاجتماعية؛ التي تقدمها الدولة اليهم7؟؟).
وانطلاقاً من هذا الموقف المعارض لقيام الدولة الصهيونية, فقد اتح بَعض زعماء هذه الحركة
مواقف شديدة التصلّب؛ ان طالب الحاخام عميراه بلولي, ف قرار اصدره. بوجوب الرحيل من على
«اراضى هذه الدولة», قال: : «بموجب تعاليم التوراة المقدسة, ينيغى الخروج من دولة اسرائيل لأن ما
ينتظرنا هو الابادة الروحية والجسدية على يد الصهيونيين الذين يسيطرون على جميع موارد الرزق,
وعلى معظم اجهزة الدعاية والتأثير؛ فهم يريدون دفع شعب اسرائيل الى اقتراف خطيئة روحية بعد ان
دفعوا به الى خضمٌ سفك الدماء والحروب التي لا تنتهي»(*).
ويتتضح من خلال غربلة هذه المواقف ان ناطوري كارتا تعارضء معارضة شديدة» قيام اسرائيل؛
كما تقف في وجه النتائج التي أفرزتها هذه الدولة. وبذلك, فهي تعبّر عن عدم رضاهاء بل عن سخطهاء
لاحتلال الاراضي الفلسطينية. ومع ذلكء فهي لا تعارض اقامة اليهود في فلسطين, لأن هؤلاء ينجذبون
الى العيش كأفراد على الاراضي المقدسة بسبب مكانتها الدينية» وهم سيبقون «في حالة انتظار لعودة
المسيح الذي سيأتي لبناء معبده» حيث تخرج منه الحكمة والتحقيق الروحاني النهائي للجنس
الانساني بأسره»» تسب المفهوم التوراتي لدى هذه الطائفة.
لا شك في ان حركة ناطوري كارتا تشكل علامة بارزة في تركيبة المجتمع الاسرائيلي؛ كما تحتل
مساحة لا بأس بها في التيارات السائدة في ذلك المجتمع؛ ان تذهب في الشوط بعيداً. بحيث لم تستطع
بقية التيارات الأخرى مجاراتها في هذا المضمار. فهي تنسف, من الاساسء مسألة وجود الدولة
الاسرائيلية. بعكس بقية التيارات الأخرى التي تحاول جاهدة المحافظة على هذا الوجود؛ وتسعى,
بكل الطرق والوسائلء الى تثبيته في المنطقة. ‏ "
العدد /511 ‎.2١18-‏ نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايى) ‎1541١‏ ليون فلسطؤية 7
تاريخ
أبريل ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)