شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 85)
- المحتوى
-
محمد الأسعد سسسب
ان معناه يتمحور في نقطة واحدة: الى اي مدى وصل الانتفاض الفلسطينيء وما هي آفاقه؟ ان هذا
القلق يشكل استدراكاً ضرورياً. او تصحيحاً على النص الذي يرتجله اليمين الاسرائيلي؛ على الرغم
من ان التسميتين»“«اليسار» و«اليمين», لا تقعان في سياقهما الطبيعي هنا. فما يعنيه اليسار واليمين
في حالة هذا التجمّع الاستيطاني حالات خاصة به. وقد تكررت كثيراً أطروحة المستوطن الذي يبحث
عن الحل في مواصلة ما بدأهء والمستوطن الذي يودٌ ان يقف عند حدّ معين. وأشار أكثر من خبير الى
خصوصية المصطلح الصهيوني ؛ تلك التي تنبع من مقتضيات. اغتصاب أرض الآخرين ومحو كل أثر
ووجود لهؤّلاء. وكآن التاريخ لم يبدأ الا من لحظة احتلال المستوطن للأرض.
لنتصفّح اكثر الخلفيات الادبية دلالة. «طوال أكثر من ثلاثة آلاف عام توقف التاريخ - تاريخ
فلسطين عن ان يكون شيئاً مذكوراً لآن ' الشعب' غادر الأرض او نفي منهاء وما عاد هناك غير
التاريخ الطبيعي طوال هذه العصور...»
هذه الاسطورة هي الاسطورة الأدبية التي عاشهاء ويعيشهاء الأديب الصهيوني» وهي مرتكزه
الأساس. وانطلاقاً من هذا المرتكزء بدأ التاريخ مع الاستيطان الذي نشط طوال قرن كامل. وتّوّج
باقامة «دولة» اختلف على تسميتها حتى استقر الاسم المعروف «اسرائيل». لقد ادخل المستوطن الى
التاريخ مجهولً اسمه «الارض», واطلق عليه التسمية؛ فكأن النقيض يبدو ملغى: الفلسطيني غير
موجود !
وفي ايام الصراع الداميء ابتكر الصهيوني تسمية «العربي في اسرائيل», ذلك الذي تعتقد اوساط
واسعة من المستوطنين بأنه طارىء: جاء الى فلسطين بفضل بريطانيا؛ بل أن اسم فلسطينء كما
يزعمون .» » تسمية د بريطانية !
ما الذي يبقى امام هكذا عقلية ليمنعها من ان تقتل بكل برودء وتعتقد بأنها بذلك لا ترتكب
جريمة؟ لا شيء بالطبع . فهم يقتلون اذ يقتلون أوهاماً لا حقائق ق. وهم» بعد كل شثيء» يريدون الأرض
والقصيدة والخيال . ولم يصب بالطعنة الاولى قدر ما أصيب هذا الخيال» واصييت القصيدة . وكان
لايد من أن تسيب هذه الطعنة ارتباكاً ف الشارع » والمؤسسة, ومرتكزات التجرية . فقد امتاأت الحياة
الاستيطانية 5 بالجثث طوال اكثر من اريعين عاماً ؛ وما ذال المطلوب اكثر: «لقد كذبوا علينا» . كانت هذه
العبارة تنتشر في المسرحية والمقالة والتقرير الصحفي والأحاديث الليلية بين المجنّدين وأسرهم. والمعني
بذلك ان الاسطورة الصهيونية قد انكشفت عن اكاذيب لم يفدها انها استعارت تعبير ثلاثة آلاف عام؛
والمعني بذلك ان الاستيطان لم يعد نزهة, كما هو في الرواية الصهيونية, وف القصيدة؛ وفي الخطاب
السبا
'سي *١
قد يكون حسناً ان يمتلىء المستوطن بالاسطورة حتى يكون انفجارها مدوياً؛ وقد يكون من
الأفضل أن 'يتوقم أنه يرافق يوشعء او داودء في غزواتهما حتى تكون رؤية اريئيل شارون ودان
شومرون كافية لاحداث شرخ لا علاج له. ولكن لنتذكر دائماً ان سبب الارتباك وتعبير «لقد كذبوا
علينا» هو الحقيقة الفلسطينية. فحين قال زئيف شيف «علينا ان نتفاوض مع الفلسطينيين», وحين
رأى سميلانسكي في الانتفاضة ثورة شعبء نستطيع اثارة هذا السؤال: هل كانا سيقولان هذا لولا
الحقيقة الصلبة؟ حقيقة شعب قائم يقاتل المستوطنين؟
يقالء الآن» ان نسبة المحتجين على المعالجات الصهيونية. سياسياً وعسكرياًء للقضية
الفلسطينية هي نسبة ضئيلة؛ وان الاتجاه نحوء اليمين يتزايد. وفي اعتقادناء ان نسبة المحتجين
م شْوُون فلسطيزية العدد 711 :,75١8- نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايو) 1991١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)