شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 86)
- المحتوى
-
ب قلق في أدب الاستيطان
هذه لن تتزايد كثيراًء لسبب بسيط يدركه كاتب مثل اويراين وهو ان مصائر الكيان الصهيوني مرتبطة
تماماً بوظيفة وُجد ليقوم بها؛ وظيفة تتجاوز تقديم وجبات الاحسان الى ثلاثة ملايين يهودي من مختلف
الجنسيات؛ وهي مهمة كان يمكن ان تقوم بها الامم المتحدة بشكل اكثر جدوىء بدل ان يُخِترع لها
جيش وتقام لها دولة. ان المهمة الاصلية للاستيطان السياسي والعسكريء والزراعي» والادبي ايضاً
هي توسيع رقعة الهيمنة على الوطن العربي تحديداً. واذا ما حاول الاديب والشاعر الاستيطانيان
الافتمام بحديقتيهما الخاصتين فقطء فسياتي اليوم الذي يقال لهما فيه باللغة العبرية: ما الذي
تفعلانه هنا؟ ان هذا الكيان لا يتسع لهذا الترفء ترف الاحسان.
يدق لبعضهم الشكوى من تكبيله بكل أدوات الحرب:والقمع؛ واعداده, بشكل متواصلء لملاحقة
مطلق الصهيونية حتى حرب النجوم, ولكن لا يحق له ادعاء البراءة. هل هي بريئة داليا رابيكوفتش؟
هل هى بريء يهود! عميحاي؟ هل هو بريء عاموس وهذه الجملة العريضة من أدباء وكتّاب
الاستيطان؟ كيف لا يكون القلق ادعاءً بالبراءة وهذه المدينة التي يتحرك فيها عميحاي ليست الا
مدينة فلسطينية؟ وهذه الكروم التي يستثمرها جنرالات الحرب هي كروم الفلسطينيين؟ وهذا الساحل
الذي تذهب اليه داليا مع اطفالها هو ساحل الفلسطينيين؟
ان الادعاء بالبراءة يكشف عن نفسه في هذه المنظومة اللغوية التي يبدو بعضهم واثقاً من
جدواها: منظومة «الاراضى المحتلة» و«السكان الفلسطينيين»؛ حتى ان تعبير «الاحتلال منذ عشرين
عامأ» صار رائجاً في الصحافة الصهيونية. مثل هذه المنظومة يختصرها البعض في تعبير «مقايضة
الأرض بالسلام»: بينما هي في الحقيقة مقايضة «الارض بالارض»: «اعترفوا لنا بما احتللناه.. نتنازل
لكم عمًا احتللناه»! سيشعر المستوطن سواء أصهيونياً كان ام غير ذلك باليأس وليس بالقيمة
الانسانية لمعنى الوطن والشعب. وهذا هو تعبير اليأس من الاسطورة الصهيونية ومحاولة اقامتها على
أرضية علمانية. كما يقال. انهم يتحدثون» منذ زمن: عن «هوية اسرائيلية» يستطيع ان ينضوي تحتها
اي انسان من اي جنسء ويفرّقون بهذا بين الهوية «الدينية» التي منحها المستوطنون الاوائل لهذا
الكيان, وبين الهوية العلمانية الاكثر انسجاماً مع مقتضيات أواخر القرن العشرين. أليس هذا تعبيراً
عن اليأس أيضاً؟
ان 7٠١ الف فلسطيني في الناصرة والمثلث والساحل والنقب سيكونون؛ بمنطق هذا اليأس,
«اسرائيليين», او هكذا يفترض؛ اما البقية: وهي ١, مليون في فلسطين الشرقية؛ وغزة, فليكونوا أي .
شيء, ما عدا ان يكونوا فلسطينيين! ان الخيال الادبي والقصيدة الصهيونية» يودان ان يشقًا طريقهما
بأي ثمن ولو بالتنازل عن جزء من الاسطورة؛ ولو بالمقايضة.
انه المأزق الذي لا يعترف به الكاتب والمثقف الاستيطانيء بل يترجمه الى تبسيط يدرك اليمين
الضهيوني سوءه تماماً. انه يجعل المأزق الجوهري؛ اي مأزق استيطان أرض فلسطينء ثانوياً حين
يحوّله الى مأزق احتلال فلسطين الشرقية. واخيراً تطلب داليا رابيكوفتش تأييداً من الاوساط
السياسية الفلسطينية: تطلب الثقة. فاذ! كان وجود الشعب الفلسطيني وفلسطين يعني نهاية الحلم
الشاعري والخيال الأدبي» فلماذ! لا يتغدّى البولندي. على أحلام بولندية؟ ما ذنبنا نحن اذا كان
وجودنا يعني نهاية أحلامه وخياله؟ وما الذي يمكن ان نقدّمه غير كشف زيف براءة من هذا النوع
وكشف ابعاد المأزق التي تحيط بدولة وفكر وأدب الاستيطان؟
العدد 7 8١5ء نيسان ( ابريل ) أيار ( مايى ) 3 تشؤون ذأ ية هم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)