شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 98)
- المحتوى
-
ل ققرار الميزانية الاسرائيلية...
هذا الهجوم العنيف على «المفدال» لم يخقّفء في الوقت عينه, من حدّة الهجوم على وزير المالية الذي اختار
التغيّب عن جلسة ال ميزانية لقضاء اجازة خاصة في بريطانياء وعلى أعضاء الكنيست من الحريديم» وخاصة رئيس
لجنة المالية, الحاخام موشي زئيف فيلدمان (اغودات يسرائيل): الذين استخدموا مختلف وسائل الضغط
والابتزاز والغش, للحصول على أكبر قدر ممكن من المخصصات المالية» وعلى اعضاء الكنيست من الليكود الذين
وصفهم رئيس كتلة المعراخء عضى الكنيست حاييم رامون» بالجحر الذي يزد اد اتساعاً ليفسح في المجال للفئران
(الحريديم) بالتضخم والانتفاخ (دافان ؟1591/19/55).
ما شهدته أروقة الكنيست الاسرائيلي, خلال جلسة أقرار الميزانية, من «عربدة» للحصول على الاموال
الخاصة للمؤسسات الدينية ليس حدثاً طارئاً على المسرح السياسي في الدولة العبرية» على الرغم من الحجم
الملحوظ الذي بلغته هذه الاموال في السنوات الاخيرة. فقد استطاعت الاحزاب الدينية» منذ اقامة الدولة,
استغلال موقعها الترجيحي بين موازين القوى الانتخابية في اسرائيل؛ من أجل الفوز بنصيب وافر من خزينة
الدولة. وان كان الاسلوب مختلقاً. . ففي الخمسينات والستيناتء عندما كان «مباي» بحاجة الى كسب ود
المتدينين» اتبع اسلوب الموازاة (8سقطع22 )» حيث كانت التنظيمات والمؤسسات الدينية تحصل بموجبه. من
خزينة الدولة» على أموال تعادل ما تجمعه هذه التنظيمات من تبرعات ومساعدات في أوساط الطوائف اليهودية في
العالم. ولكن سرعان ما تبين ان الحكومة عاجزة عن مواصلة هذا الاسلوب» نظراً الى تدهور قيمة الليرة الاسرائيلية
آنذاكء مقابل الدولار الاميركيء وبالتالي» تحولت الاحزاب الدينيةء بطلباتها الخاصة: مباشرة الى وزير المالية
آنذاك: بنحاس سابير الذي كان يسجل في مفكرته السوداء, المعروفة» المبالغ المطلوبة, ومن ثم يتوجه الى الوزراء
المعنيّين لكي يقتطع من ميزانية وزاراتهم هذه المبالغ. وتطور هذا الاسلوب شبه الرسميء بحيث أصبح بامكان
أعضاء الكنيست:ء مع اقتراب نهاية السنة المالية: تزكية المؤسسات الدينية المقرّية اليهم. من أجل رصد أموال
خاصة لها من الميزانية المقبلة. وذلك مقابل تأييد هؤلاء الاعضاء قانون الميزانية الجديدة.
الانقلاب السياسي الذي شهدته اسرائيل في العام 1437/7 بخروج المعراخ للمرة الاولىء من الحكم؛ وتشكيل
حكومة الليكود اليمينية؛ برئاسة مناحيم بيغن؛ أحدث تغييرات: أيضاًء في اسلوب توزيع المخصصات للمتدينين»
الذين ازداد نفوذهم مع سيطرة اليمين على دفّة الحكم. فقد عارض الحاخام شاخ, في ذلك الحين» اعتماد
المتدينين على موافقة وزير المالية» من أجل الصو على مخصصاتهم المالية. وتقرر, بدلا من ذلك؛ تقديم قائمة
بأسماء المؤسسات الدينية» لكي تورّْع عليها المخصصات بموجب اتفاق خاص بين الاحزاب.
ويعد عام واحد من تطبيق هذا الاسلوب؛ توصّل اعضاء الكنيست من الحريديم الى أسلوب التوزيع
(حالوكاه) التالي: بعد اتفاق بين وزير المالية ( سيمحا ارليخ - أحرار ) ورئيس اللجنة المالية في الكنيست (شلومو
لورنتس - اغودات يسرائيل) يتسلم وزير الاديان آنذاك؛ اهرون ابى حصيرة قائمة بالمؤسسات الدينية التي
أقرتها اللجنة المالية» لكي يصرف لهذه المؤسسات مبلغ ١١ مليون ليرة. وفي النهاية, تمكّنت الاحزاب والمؤسسات
. الدينية من مضاعفة هذا المبلغ؛ وتحويل المجموع (14 مليون ليرة) مباشرة من وزارة المالية الى هيئة عليا خاصة
بالمدارس الدينية» دون الرجوع الى وزارة الاديان.
من الواضع. ان هذا الاسلوب يفسح في المجال لكثير من التجاوزات والضغوط. وبالتالي حاول مراقب
حسابات الدولة, في العام 1145١ء فرض نوع من الرقابة وتحديد قواعد عامة, يتم بموجبها صرف المخصّصات
للمتدينين من الوزارات المعنيّة؛ ذلك ان «الهيئات التي تقدمت بطلبات دعم حكومي لم تكن مطالبة بتعزيز هذه
الطلبات بمعطيات ووثائق؛ ولم يكن هناك تنسيق كاف بين الوزارات الحكومية التي تدعم تلك الهيئات...» (تسفي
زايحياء هارتس, ا دد) ٠ ولكن ذلك لم يضع حدّاً للمماحكات الموسمية على توزيع المخصصات
للمتدينين: الأمر الذي دفع محكمة العدل العليا الى اصدار قرار بتاريخ 9؟/ 5/ :١545 يمنع بموجبه توزيع
أموال خاصة للمتدينين بموجب اتفاق ائتلافي حكوميء واستبدال ذلك بمعايير واضحةء وموضوعية,
العدد /7117 1١8 نيسان ( ابريل ) - آيار ( مايى) 14537 لون فلسطيزية ابه - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)