شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 99)
- المحتوى
-
مهابسطامي لل
ومتساوية. وعلى الاثره وضعت وزارة الاديان عدداً من المعاييره يتم بموجبها توزيع المخصصات للمؤسسات
الدينية اليهودية؛ ولكن ذلك؛ كله؛ بقي حبراً على ورق. فقد عمدت حكومة الوحدة الوطنية, التي تشكلت في العام
65 الى مواصلة توزيع الاموال الخاصة بواسطة قوائم عرضت على اللجنة ال مالية التابعة للكنيست: حيث أن
كلا من طرفي الحكومة: الليكود و«العمل» على حد سواءء كان يحرص على الاحتفاظ بتأييد الاحزاب الدينية. وفي
بداية العام 1544: كررت محكمة العدل العليا حكمها بضرورة استخدام معايير ثابتةء وواضحة: لتوزيع
المخصصات للاحزاب الدينية» وذلك اثر اعتراض قدّمه عضى الكنيست يكير تسيفن (مبام) ضد وزراء المالية
والاديان والتربية والتعليم في هذا الخصوص. ولكن سرعان ما تبين ان قرارات محكمة العدل العليا لن تجدي
شيتاً في كبح شهيّة المتدينين للفوز بالاموال الخاصة: بعد ان تمكنواء بدهاء شديدء من الحاق قوائم تفصيلية,
تتضمّن أسماء المؤسسات والهيئات الدينية» بقانون الميزانية. هذه الخطوة قطعت الطريق على محكمة العدل
العليا التي لا يحق لها التدخل في قوانين الكنيست, ولكنها كشفت, في الوقت عينه, أسماء المؤسسات الدينية
التي تحصل على الاموال الخاصة من الحكومة:» ومقدار هذه الاموال ٠ وعلى الرغم من أن الكثير من هذه
المؤسسات لم يكن اكثر من هيئات وهمية, أى معاهد دينية ضئيلة الإهمية, إلا ان حاجة الليكود الحاكم الى
اصوات المتدينين: من أجل ابقائه في رئاسة الحكومةء أطلقت العنان لجشع هذه الاحزاب: وأتاحت لها فقرصة
الفوز بحصّة الاسد من أموال الخزينة العامة.
وهكذا أصبح «عيد المخصصات للمتدينين» ظاهرة تتكرر سنوياً مع اقتراب موعد اقرار الكنيست, في
القراءتين الثانية والثالثة. مشروع الميزانية الجديدة. وشهدت السنوات الاخيرة زيادة هائلة في حجم هذه
المخصصات. ففي العام 1544. بلغت قيمة هذه المخصصات 15 مليون شيكل (بأسعار ميزانية ١199)؛ ثم
جاءت القفزة الكبيرة في العام التاليء عندما التزم نائب وزير الماليةء آنذاك, يوسي بايلين (معراخ)» بتقديم مبلغ
مئة مليون شيكل الى الاحزاب الدينية. وفي حين لم يتمكّن بايلين من تنفيذ التزامه؛ بسبب سقوط حكومة الوحدة
الوطنية في 17/؟/ .154١ إلا ان الحكومة الانتقالية رفعت هذه المخصصات الى ١١8 مليون شيكل. ولكن
الاحزاب الدينية لم تكتف بذلك. فبنتيجة الضغوط, والمساومات, التي شهدتها اللجنة المالية في الكنيستء ارتفع
الرقم الى ""؟ مليون شيكل (١51؟ مليوزاً بأسعار 6) (المصدر نفسه) .
ولم يكن الحال مختلفاًء هذا العامء عمّا سبقه؛ على الرغم من تأكيد وزير المالية؛ مود اعي؛ انه لن تكون هناك
أموال خاصة للحريديم. قالى جانب تجاح الاحزاب الدينية في الحاق قوائم مؤسساتها ومعاهدها ضمن بنود
الميزانية الاصلية؛ بحيث لم تعد تحتسب كأموال خاصة خارج الميزانية» فانها احتفظت, في الوقت عينه, بحق
الحصول على المخصصات للمتدينين بقيمة ٠١” ملايين شيكلء بالاضافة الى بنود متفرقة أخرى ضمن ال ميزانية»
بحيث قارب. حجم الاموال التي سيحصل عليها الحريديمء هذا العام, مبلغ ٠٠١ مليون شيكل (يديعوت
احرونوت. ؟1؟/؟/اذدا).
فيما عدا هذه الزويعة المتكررة بشأن مخصصات الاحزاب الدينية (وشي , بالتحديد. «شاس» و«ديكل
هاتوراه» و«أغودات يسرائيل»), بقيت بنود الميزانية المعتمدة كما وردت في البنود التفصيلية التي تضمنها
مشروع الميزانية المقدم الى الكنيست في أواخر العام .*114١ تبقى الاشارة الى ان أسلوب توزيع المخصصات
المالية على الاحزاب الدينية يعودء في جذوره التاريخية؛ الى بدايات النشاط السياسي الصهيوني, الذي عارضته
الجماعات اليهودية الارتوذكسية' آنذاك, باعتياره خروجاً على تعاليم التوراة ونصوصها - حسب مفهوم تلك
الجماعات التي تعتبر العمل السياسي من أجل «العودة الى صهيون» تدخلا في الارادة الالهية» واستباقاً لمجيء
المسيح المنتظر الذي «سيقود» اليهود الى «صهيون». إِلَا ان هذه المعتقدات الاصولية المتشددة من جانب اليهود
الارشوذكسء ومعارضتهم العنيدة للنشاط السياسي الصهيونيء لم تمنعاهم من الاصرار, في الوقت عينه,
* انظر هذه البنود في م.ب. «مشروع الميزانية الاسرائيلية الجديدة». ندُوُونُ فلسطيزية , العدد ,5١14 - 7١ كانون الاول
534 اشْهُونُ فلسطيزية العدد 5١8-5١17 نيسان ( ابريل ) أيار ( مايى) 195١1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)