شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 104)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218 (ص 104)
- المحتوى
-
تاريخ العلاقات الاردنية الفلسطينية...
هذه الرؤية الميثولوجية التي طرحها ايلات هي الرؤية الاستراتيجية التي حملتها «وثيقة بن - غوريون». فمن
الهام التميينء وفق برتامج الصهيونية الكبيرى الذي طرحه دافيد بن غوريون» بين «دولة يهودية كوسيلة:» ودولة
م كهدف نهائي, خصوصاً فيما يتعلق بقضية الحدود ٠ واذا كانت صيغة أرض - اسرائيل بحدودها
يخية تشكّل ضمانة من الناحية العاطفية؛ فاننا لا نستطيع تبنّيها للمقتضيات الآنية. ولا يتوقف الأمر عند
اصطلا الحدوب التاريخية؛ فالاصطلاح غامض جداً: وغير محدّدء لآن حدوب أرض - اسرائيل كانت معرّرضة
للتغيّرات الدائمة؛ أكثر من حدود أي بلاد أخرى؛ الا اذا نسبنا الى ذلك الاصطلاح معنى أرض - اسرائيل بما
في ذلك شرق الاردن». وأضاف: «علينا ان نتذكر انه من اجل قدرة الدولة اليهودية على البقاء. لا بدّ ان تكون,
من جهة» جيراناً للبنان المسيحيء ومن جهة أخرى يجب أن تكون اراضي النقب القاحلة؛ وكذلك مياه الاردن
والليطاني, مشمولة داخل حدودنا» (معاريف. 19177/4/14).
وبوسعنا ترجمة هذه الرؤية على نحو آخر. فلخلل تكتيكيء ابتدأ الاستيطان اليهودي من الغرب الى الشرق.
ولظروف آنية» كان شرق الاردن خارج الفأس والمقص اليهوديين. ولأسباب محض استراتيجية لعب شرق الاردن
دور الحاضنة للقضية الفلسطينية طيلة اربعين عاماً. كان خلالها يسعى الى تأكيد «الخيار الاردني» على حساب
النهوض الوطني الفلسطينيء والاردني. ويعيننا بعض عناوين محادين على استيضاح دور النظام الاردني في
علاقته بالاستراتيجية الصهيونية. ففي أعقاب «مؤتمر اريحا»: الذي عقد مطلع كانون الاول ( ديسمبير)
, برئاسة الشيخ محمد علي الجعبريء رئيس بلدية الخليلء ويقايا «حزب الدفاع» الوثيق الصلة
بالبريطانيين» كانت الخطوة الاولى باتجاه محاولة طمس الشخصية الفلسطينية؛ وتذويبها في سياسة «الاردنة»»
حيث تمٌّ, في هذا المؤتمرء تجنيس الفلسطينيين بالجنسية الاردنية وألحقت الضفة الفلسطينية, الحاقاً قسرياً,
بالمملكة الاردنية. وكانت هذه الخطوة التي ارتدت المعطف الوحدويء لا تتجاون, بواقع حالهاء السياسة
الالحاقية؛ التي لاقت معارضة شديدة من قبل القوى؛ والاحزابء والجماهير, الفلسطينية؛ التي أعلنت عن
تصميمها على مواصلة النضال لتحرير وطنهاء واقامة دولتها الديمقراطية المستقلة. وقد «لجات سلطات الاحتلال
الاردنية الى قمع مقاومة الجماهير الشعبية بوحشية وفظاعة متناهيتين . فقد اعتقلت مئات الشبان, وتكّلت بهم»
الكيلاني». وكان من تتائج هذه الخطوة الالحاقية مقتل الملك عبد الله. ما الدوافع الجوهرية لسياسة الاق
فيمكن الوقوف عند أبرز أهدافها. فمنذ نشأة النظام الاردني العام ١1917ء كان له دوره الخاص تجاه المسألة
الفلسطينية. وضمن استراتيجية الأمن البريطانية في المنطقة. ويمكن تحديد ثلاث علامات مميزة لهذا الدور:
فشرق الاردن كان يجب ان يكون الارض التي سيجرى عليها اعادة اسكان العرب الفلسطينيين» وكان على
هذه الامارة» وفق الرؤية البريطانية لوعد بلقو ان تشكّل الحاجز الامني ضد أي امتدادات للحركة الوطنية
خارج فلسطين. وكان على امارة شرق الاردن ان تشكّل الدولة التي سينضمٌ اليها الجزء المتبقي من فلسطين بعد
ان يجرى تنفيذ الجزء الاول من المشروع الصهيوني باقامة دولة صهيونية على أرض فلسطينء حتى بعد قيام
«الوطن القومي اليهودي». هذ! في ما يتعلّق بتلبية دور امارة شرق الاردن لاستراتيجية الامن البريطانية» التي
أكدتها توصيات «لجنة بيل» بضمٌّ القسم العربي من فلسطين الى إمارة شرق الاردن, كما اقترحتها «لجنة
وودهيد» البريطانية العام 4؟15: «مملكة موحدة من فلسطين وشرق الاردن تحت يد ملكية عريية قادرة على
القيام بمهماتها وتعهد اتها».
واذا كان التاريخ يكتظ بالدلائل؛ فمن الحكمة ان نعثر على استرسالاته في راهن الحال. وكما قلناء فكتاب
محادين: الذي نحن بصدد مراجعته؛ وان كان كتاباً موجزاً فقد ساعد على الشروع في فتح أسئلة مسهبة؛ هي:
اذا كانت وظيفة شرق الاردن ارتداء الخوذة نيابة عن ونستون تشرشلء واذ! كان الوقت اليهودي (آنذاك) هى
الفأس والمقص والخوف (الذي يشكّل اللاهوتية اليهودية المقدسة), قد أعطيا المشروعية لأصابع الرسمية
الاردنية في ابتلاع القرار الوطني الفلسطينيء فما هى حالها في راهن حالء زماننا؟
العدد /110؟ 2,5١8 نيسان ( ابريل ) أيار ( مايى) 1191١ لتُوُون فلسطيزية 1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 217-218
- تاريخ
- أبريل ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)