شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 7)
- المحتوى
-
د. ابراهيم ابراش بم
هذه الجماهير بالسؤال هل ان العراق قادر على هزيمة دول التحالف؟ وما هي صورة العالم العربي
الذي سيؤسسه الانتصار العراقي؟ عندئذ» لانجد الاجابة المحددة بتاتاً؛ بل نجد اجابة مستمدة من
تشوقات وتطلعات مختزنة في الوجدان الشعبي العربي» لا تعبّر عن حقيقة الواقع الراهن!'١). وهنا
تكمن المفارقة. فالجماهير قومية في مواقفها ورافضة للواقع الاقليمي؛ ولكنها محكومة بأنظمة اقليمية,
ممارسة وفكراً, اى اقليمية ممارسة وقومية على مستوى الشعارات. والأمر سيّان. فالجماهير ترفض
الواقع الذي فرض عليها ولم تشارك في صنعه وفي الوقت عينه عاجزة عن تغييره, منتظرة الفارس اى
الزعيم الملهم الذي ينوب عنها في تغيير هذا الواقع(')؛ ترفض الحرب ضد العراق لأنها تحسٌ بالابعاد
الحقيقية لهاء ولكنها عاجزة عن فعل شيء في مواجهة هذه الحرب؛ تريد ان تشارك وتساهم في حل
الازمة بكل ابعادها ولكنها تفتقد الاطر الموجُمهة والتنظيمات القائدة والمثقف الملتزم؛ لكي تأخذ بيدها
وتحوبّها الى قوة فاعلة في مجريات الاحداث, وتنقلها من موقع المتفرج الى موقع الفاعل والمائع للحدث.
لقد عاشت الجماهير الحربية؛ خلال الازمة: حالة من الاضطراب والضياع والحيرة؛ لا تعرف
كيف تتصرف؛ ولم يسعفها في ذلك لا انظمتها ولا احزابها وقواها السياسية ولا مثقفوها. في مقابل ذلك,
كانت الانظمة الصربية المشاركة في الحرب وحتى بعض المدعية بالحياد تسير ضمن مخطط
واستراتيجية محددة متفق عليها مسبقاً؛ ولكنها لم تكن استراتيجية قومية عربية؛ بل استراتيجية
غربية تسعى الى اقامة نظام عربي متجاوب مع متطلبات نظام كوني جديدء تلعب فيه الدول الغربية,
وعلى راسها الولايات المتحدة الاميركية, دور القيادة؛ والانظمة العربية؛ والثالثية عمومأء دون
الكومبارس )١١( والتابع .
بعد توقف الحرب - ونعتقد بأن ذلك هدنة مؤقتة؛ لأن المنطقة العربية مقبلة على مرحلة ستشهد
فيها حروباً وقلاقل خطيرة بدأت حسابات الربح والخسارة تفرض نفسها؛ منْ انتصر على مَنْ؟
لقد كان قائد القوات البريطانية في الخليج محقّاً عندما طلب من البريطانيين ان يقرعوا الاجراس»
احتفال بالنصر في الخليج» ؛ لأن بريطانياء بالفعل؛ انتصرت هي ومصالحها في المنطقة,
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش محقاً, أيضاً؛ عندما هنا الاميركيين بانتهاء الازمة,
وبالانتصار الساجق لقوات الحلفاء على العراق؛ وكان محمّاً كذلك عندما عبّر عن فرحته بأنه لأول مرة
تتعاون اسرائيل وأنظمة عريية ضد «عدي مشترك» (يقصد العراق). وإفرحة الرئيس الاميركي ما
يبرّرها اميركياًء لأنها قرحة بانتصار المصالع الاميركية والاستراتيجية الاميركية المقبلة على تأسيس
نظام عالمي يخضع لسيادتها.
ولكن» عن أي انتصار ستتحدث الانظمة العربية التي شاركت في الحرب ضد العراق؟ وهل تجرق
هذه الانظمة على التحدث عن النصر وفرحة النصر؟ وان فعلت ذلك فما هي الانجازات التي حققتها؟
هل ستتحدث عن الانتصار في عملية تجويع الشعب العراقي؟ ام تراها ستتحدّث عن الانتصار بتدمير
المدن والقرى والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية في العراق؟ ام تراها تتحدث عن الانتصار في تدمير
الجيشش العراقي وابادة عشرات الآلاف من جنوده؟ وهل يكون تدمير ملجأ العامرية على من فيه من
اطفال ونساء وشيوخ, انتصاراً للجيوش العربية المشاركة في الحرب؟ وهل يعد انتصاراً في نظرها
احتلال جزء من اراضي العراق واثارة حرب اهلية بين مواطنيه, ومحاولة تجزثته الى دويلات طائفية
واثنية؟ وهل سيكون انتصاراً في نظرها الاخلال بموازين القوى لمصلحة العدي الصهيوني» » من خلال
مساهمتها في تذميز قوة العراق التي كانت ثرهب العديء وتشكّل ورقة ضاغطة في اية تسوية
1 شيُون فلسطزية العدد "١ 7١4 حزيران ( يونيي) - تموز ( يوليى) ١931١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22742 (3 views)