شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 9)
- المحتوى
-
د. ابزاهيم ابراش حب
المنطقة؛ عندما بدأ العراق يسعى الى الاخلال بالوضع القائم باحتلاله الكويت. وما يميز المحاولة
الاخيرة للغرب في مسعاه للحفاظ على الوضع الراهنء انه فاز بدعم الانظمة العربية؛ واكتسابه لشرعية
رسمية عربية من خلال جامعة الدول الحربية وشرعية «قومية وثورية» من خلال مشاركة انظمة عربية
تدّعي بأنها ناطقة باسم القومية والثورية؛ و«شرعية اسلامية»؛ من خلال انظلمة وعلماء دين منهوا
«الشرعية الدينية» للقتال ضد الرئيس صدام حسين. 1
ان سعي الدول الغربية؛ وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية؛ الى الحفاظ على الوضع الراهن
ليس دافعه الحرص على السلام والاستقرار في المنطقة؛ ولبس الالتزام بقواعد الشرعية الدولية» ولكن
دافعهم الى ذلك هى الحفاظ على وضع اقليمي تحكمه انظمة غير فعالة, مقيّدة بالديون الخارجية
وبوضع اقتصادي متدهور, ولا تحظى بالشرعية الشعبية؛ وتفتقر الى مؤسسات وانظمة دستورية؛
وهيء في غالبيتهاء تعترف باسرائيل» صراحة او ضمناء أي تسير نحو الاعتراف بها. وهي انظمة؛ في
غالبيتهاء تتعامل بحذر مع اي تحولات ثورية اى طروحات تدعو الى العمل العسكري ضبد العدى
الصهيوني؛ او تدعى"الى الوددة العربية على اساس شعبي؛ وبالتالي» فان الوضع الذي تكرسه هذه
الانظمة غير مؤهل آنيأًء أو مستقبلً, لا لتحرير فلسطينء ولا لاقامة وحدة عربية ولا لخلق مجتمع
عربي متحرّر من الهيمنة الاجنبية.
ثانياً: ان قراءة استراتيجية قومية ل «حرب الخليج», من جانبها المتعلق بالصراع العربي -
الصهيوني, ستكشف عن ان من اهداف هذه الحرب ضرب البعد القومي للقضية الفلسطينية؛ من
خلال رفض الربط بينها وبين قضايا المنطقة الاخرى؛ وعدم السماح لأي نظام عربي بأن يتصرف -
اي ينتقل من الشعار الى الفعل باسم المصلحة القومية, او باسم مسائدة الشعب الفلسطيني,
اعتمادا على مقولة قومية القضية الفلسطينية وقومية المسؤولية العربية عن تحرير فلسطين.
لقد كانت الولايات المتحدة الاميركية ودول التحالفء في رفضها الربط بين قضايا المنطقة؛ ترمي
الى جعل المواجهة العربية - الاسرائيلية تأخذ طابع مواجهة؛ او خلاف: بين اسرائيل» من جهة؛ وكل
دولة عربية منفردة. من جهة اخرى, بما في ذلك الشعب الفلسطيني؛ الامر الذي يجعل اسرائيل
الطرف الاقوى في هذه المواجهات: سواء حول طاولة المفاوضات او في ساحات ال معارك. فقوة العرب هي
في وحدتهم على قاعدة الالتزام القومي الوحدوي('')؛ والخشية تكمن في ان تكون اطراف عربية قد
وقعت في احابيل هذا المخطط؛ وقبلت قواعد اللعبة, ويدات تسعى الى تسويات منفردة مع العدى,
ثالثاً: ان توائر الحديث عن نظام امني اقليمي في المنطقة العربية, يخصوصاً في المشرق العربي»
اطرافه الدول العربية التي شاركت في الحرب ضد العراق ودول اخرى محتملة, كاسرائيل وايران
وتركياء وتحت المظلّة الاميركية, ما هى في الحقيقة الا محاولة لتثبيت الامر الواقع المترتب عن الحرب
وموازين القوىء واضفاء «شرعية» على هذا الواقع وهذه الموازين. انه محاولة تتستر بأمن المنطقة
واستقرارها؛ الا انهاء في الواقع؛ تهدف الى أمرين: ١ اضفاء «الشرعية» الدولية على تحالف الانظمة
التي شاركت في الحرب وحمايتها من اي خطر يتهددها؛ ؟ محاولة تعميم؛ وتعريب» كامب ديفيد » من
خلال اشراك اسرائيل في هذا النظام الامني ودفع انظمة عربية الى الاعتراف باسرائيل» وبشرعية
وجودهاء تحت شعار «الامن والاستقرار في المنطقة». ان الأمن الذي تسعى الولاياث المتحدة الاميركية
الى تحقيقه من وراء بلورة هذا النظام هو أمن اسرائيل في الاساس؛ وهى الامن الذي هدّدته القوة
العراقية والصواريخ العراقية. وقد يكون هذا الاعتراف الرسمي العربي من الدول العربية
4 وول فلسطزية العدد 1714 ١7"7؛ حزيران ( يونيو ) تموز ( يوليي) 11151١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)