شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 11)
- المحتوى
-
د. ابراهيم ابراش سح
سادساً: لقد كشفت ازمة الخليج هشاشة الحركة القومية العربية. فما كان يسمّى بالحركة
القومية العربية؛ كانت؛ في الحقيقة, فلسفة قومية يقودها فلاسفة يتحدّث ثون عن القومية العربية
والوحدة العربية باعتبارها افكاراً طوباوية تبشيرية مجردة من حقائق ق الواقع؛ ع! فلاسفة متطقلون على
الحركة النضالية الشعبية: متطرّفون شعاراتياً» قوميون بالكلمة واقليميون بالمماريسة. والأمة العربية
التي نظروا اليها ٠» والوحدة العربية التي رسموا معالمهاء لم تخرجا من صفحات الكتب والمجلات ؛ وعليه
لم يكن حالهما بأفضل من حال جمهورية افلاطون الفقاضلة؛ وهكذا تحول مناضلوناء اومن كنا نعتقد
بأنهم مناضلون, الى فلاسفة قابلين للتعامل مع كل الانظمة ومع كل من يدفع اكثر.
كما تجسّدت الازمة الحقيقية للحركة القومية السياسية العربية؛ ابّان ازمة الخليج» من خلال
الموافقة السلبية لحركات ومثقفين كانوا يصنّفون بأنهم قوميون وحدويّون ثوريون؛ واذ بهم يهللون
للحشوب الغربية ولحرب التدمير ضد العراق؛ وبعضهم رفع شعار حق تقرير المصير للشعب الكويتي»
الامر الذي يتناف مع المفهوم العلمي ومع السياق التاريخي الذي ظهر به مبدأ حق تقرير المصير,
ويتناف مع الفكر القومي العربي, ذلك ان حق تقرير المصير كما وضعت خطوطه الاولى في النقاط
الاربع عغشرة للرئيس الاميركي ويلسون في العام 1114 مرتبط بفكرة القومية. فهو يُعطى للامم وليس
لجزه من امّة؛ لأنه لى أعمل داخل الأمة الواحدة لأصبح من حق كل جماعة ذات مصلحة؛ اوذاث
ارتباطات خارجية, ان تطالب بتطبيق مبدأ حق تقرير المصي ؛ الأمر الذي يتناف مع حقيقة ومرامي
الفكر القومي» وفكرة الدولة القومية المتحدة.
ان الحقيقة التي اكدتها ازمة الخليج هي غياب حركة قومية عربية جماهيرية ملتحمة بالجماهير
ومعبّرة عن تطلعاتها واهدافها؛ وان الحركات بالتنظيمات والمثثفين والأنشة القومية كانوا' في الواقع»
يوظفون شعارات قومية وحدوية لخدمة مصالح نخبوية واقليمية, » الامر الذي يحدّم دراسة علمية -
اجتماعية سياسية لبُنية الحركة القومية العربية حالياًء بل ولظروف نشاتها والجذور الاجتماعية
والطائفية والسياسية لمؤسسيهاء ولقادتهاء خلال العقود الماضية؛ وعلاقة هذه الظروف والاصول
باسلوب عمل الحركة.القومية وبمواقفها في لل التغيّرات العربية الدولية().
سابعاً: ان التحالفات ونقاط الالتقاء, اى التقاطع؛ بين اطراف النظام الاقليمي الجديدء من عرب
وعجم» تشكل 3 تحوّلاً خطراً على المسيرة القومية العربية وعامل قلق على مصصير الامة العربية المتطلعة
الى الوحدة والاستقلال. ومن اهم هذه التحؤلات والتحالفات الداخلية زوال الفواصل الايديولوجية
بين الانظمة العربية. فلم يعد» هناك؛ ولى على مستوى الشعارات» مجال للتحدث عن انظمة ثورية
وانظمة محافظة, اى عن انظمة قومية وانظمة اقليمية» وهى الامر الذي كان يتيع هامشاً للجماهير
العربية للمناورة, والاستفادة من هذا التناقضء لتعطي لتطلعاتها ونضالاتها المصداقية والامل؛ ما
دام هناك انظمة تبني شعاراتها ونضالاتها وتقف معها في جبهة واحدة؛ ولى على مستوى الشعارات.
لقد وضعت الانظمة. الثورية والقومية نفسها في خدمة الانظمة المحافذلة والاقليمية؛ اى قبلت
قواعد اللعبة التي تحدّدها هذه الاخيرة. فالتحوّل لم يكن لمصلحة «القومية» و«الثورية»؛ بل لمصلحة
«المحافظة» و«الاقليمية».
أمّا على مستوى التحالفات الخارجية؛ فقد منح الغرب» وفي مقدّمه الولايات المتحدة الاميركية,
«شهادة حسن سير وسلوك» رسمية من الانظمة العربية امّلئه للانتقال من معسكر «العدو» لفظاً
و«الصديق» ممارسة؛ الى معسكر «الصديق والحليف» لفظأ وممارسة. بل أصبحت الولايات
1551١ ش هون فلسطايزية العدد 715 - ١52؛ حزيران ( يونين ) - تموز ( يوليى) ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22391 (3 views)