شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 13)
المحتوى
الرني العام في وسائل الاعلام؛ هذا التأثير الذي لمسنه
الغرب في حرب فيتنام قديماًء وفي
الانتفاضة الفلسطينية حالياً. فوضعت خطة اعلامية
مشتركة قبل اندلاع الحرب هدفها الحؤول بين صدام
حسين وتوظيف التعاطف الشعبي العربي لمصلحته»
وذلك بفرضهم حصاراً على مجريات الحرب؛ ويث
بلاغات كاذبة ومتناقضة, والتقليل» الى أقصى حدّ
ممكن؛ من الاعلان عن خسائر الحلفاء وتضخيم
الخسائر التي تصيب العراق.
(4) كان هذا من اسباب ضعق الموقف العراقي»
ليس فقط على المستوى العسكريء اي وقوفه وحيدأ في
مواجهة دولة» بل على المستوئ المعنوي السياسي؛ حيث
شكّك البعض في مصداقية الخطاب القومي لصصدام
حسين, بالقول: «انه لا يمكن ان يكون العراق وحده
محقّأ وكل الأنظمة العربية على خطأ»؛ كما ان غزى
العراق الكويت زاد في تفسّخ الموقف العربي الرسمي
وليس في ابقائه على الحد الادنى من التضامن؛ وهو
التضامن المطلوب في اي عمل يراد له ان يكون قومياًء
وعلى مستوى مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة
الاميركية.
(8) مثسال على ذلك ان الرئيس الجزائري
الاسبق؛ احمد بن بيّلا. كشفء في حديث له, عن ان
العراق طلب خلال الازسة؛ مئة مليون دولار من
الجزائر؛ وان حكومة الجزائر رفضت تقديم المبلغ؛ كما
زعمت المعارضة ان الدماء التي جمعها الهلال الاحمر
الجزائري لمصلحة الشعب الغراقي خلال الحرب؛ قد
() وهذه من أوجه الاختلاف بين جمال
عبد الناصر وصدام حسين. فمع ان كليهما كان يرفع
خطاباً قومياًء ومع ان مصى الناصرية كانت أقل قوة
عسكرية من قوة العراق قبيل الحربء الا ان عبد النامر
كان يحظى ليس فقط بالتأييد الشعبي العارم؛ بل
وبتاييد بعض الانظمة العربية ودول العالم الثالث
ودول المنظومة الاشتراكية. وهذ! التأييد كان مصدر
قوة كبيرة لعبد الناصرء غكس ما هو الامر مع العراق
اليوم. وربما مرجع ذلك الاختلاف, بالاضافة الى
التحوّلات في النظام الدولي وضعف الحركة التحررية
العربية والعالمية, وحالة القهن والتيئيس الثي تعيشها
الجماهير العربية؛ هو ان المواجهة. التي دخل فيها
صدام حسين كانت؛ في البداية؛ ضد دولة عربية,
وليس ضند اسرائيل والمصالح الغربية.
د. ابراهيم ابراش سب
(8) لهذا الامر معان عدة؛ فهى, من جهة؛ يظهر
ان الجماهير العربية؛ بمن فيها المثقفون وحتى الانظمة
المتعاطفة مع العراق» فوجئت بالازمة, وبالثالي لم تتوفر
لها الفرصة لدرس ابعادها ومراميها؛ ومن جهة ثانية,
انه يظهر غياب الجماهير عن صناعة القرار السياسي»
فهي لم تساهم في اتخاذ قرار الحربء وبالتالي كيف لها
ان تعرف اهدافها الحقيقية؛ ومن جهة ثالثة. يعكس
هذا الغسوض في الموقف العربي شيئا من العقلية
العربية الاتكالية والقدرية والارتكاسية؛ عقلية تغلغلت
فيها الهزيمة؛ وفقدت ارادة الفعل؛ واقتصر دورها على
رنّ الفعل على فعل يقوم به الآخر. وحيث انها تعودت
على الهزائم؛ فقد أصبح همّها هى التخطيط لما بعد
الهزيمة وكيفية مواجهة أخطارها. فهي لم تثعب على
النصى لتبحث في آفاق هذا النصير. فالتاريخ العربي
المعاصر تاريخ هزائم؛ أما الخصير, فهو زائر عابر يأتي أي
لايأتي. ومن جهة آخيرة؛ فان جزءأ من تعساطف
الجماهير العربية مع العراق ينطلق من المثل القائل:
«ليس حب بعلي» ولكن كرهاً بمعاوية».
(1) ومن هنا يكمن فهم الاهتمام. الذي تحظى به
الحركات المتطرفة اسلامية وغيرهاء من قبل الشاررع
العربي. فمرجع هذا الاهتمام؛ كما نعتقد, ليس الفكر
الذي تتبنّاه هذه الحركات, لأنه غالب لا يخرج عن اطان
الايديولوجيات السائدة» ولكن سببه تجاون هذه
الحركات, بالنقد النظري والممارسة العملية؛ للواقع
العربي؛ انظمة وأحزاباً ومؤسسات: ولجوثها الى العئف
كمظهر من مظاهر رفض الشرعية السائدة للأنظمة
وللمعارضة أيضياً. هذا العنف. وان كان ذا تأثير مادي
محدوب؛ فان تأثيره المعنوي علي الجماهير كبير جدأًء
لأنه يجسّد حالة الرفض في أقصى معانيها. وعليه؛ فان
الجماهير تعمل مقارنة بين واقع رديء واي قرة صاعدة
ترفض الواقع وتتجاوزه الممارسة؛ فتسير وراء هذه
الاخيرة. ومن هنا كان شقًا المقارنة التي عملتها
الجماهير العربية المسحوقة والرافضة للواقع بكل
معطياته؛ بين الانظمة العربية» وبين صدام حسين؛
الايل يجسّد الواقع المرفوضء والثاني يجِسّد, بالنسبة
اليهاء النقيض لهذا الواقعء لأنه تمرْد عليه ويسعى,
بالمماريسة؛ الى تغييره. انها مع العراق» لأن العراق مع
التغيير, ولكن التغيير الى آين؟ هذا ما لا اجابة عنه.
‎)٠١(‏ هذا الشك كانت تحسٌ به حتى القيادة
الفلسطينية. فما هى معروف ان مبادرة صدام حسين
الداعية الى الربط بين مختلف مشاكل المنطقة,
1 شين فلسطزية العدد ‎/"٠١ - 7١5‏ حزيران ( يونيى) ‏ تموز ( يوليي) 1141
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22419 (3 views)