شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 18)
المحتوى
د الحاج امين الحسيني ودوره القومي في العراق...
واخواني, اعتذرنا عن عدم تلبية الدعوات الكريمة التي وٌجّهت الينا من الهيئات والجمعيات وعليّة
القوم في البصرة, والموصل» وغيرهما من كبريات المدن العراقية,09).
لم تكن الساحة السياسية في العراق خالية من الاختلافات في وجهات النظر يوم وصل المفتي
بغداد. لكن الاختلافات في وجهات النظر, تلك, لم تتعدّ المواقف المتعارضة تجاه القضايا الحيوية
المستجدة» كقطع العلاقات السياسية مع المانياء وتسليح الجيش العراقي. ولم يكن غريباً ان يتعاون
نوري السعيد مع كتلة'العسكريين, مثلاًء حول أمر معين, على الرغم من اختلافه معهم حول مر آخر.
ولم تكن الحالة قد وصلت الى حدّ الاصطدام. وكان موضوع المفتي نفسه احدى نقاط الخلاف بين
الكتلة والتيارات. «ففي الوقت الذي رحب القوميون من مدنيين ومسكريين» كل الترحيب؛ بقدوم
الحاج أمين؛ نظر نوري السعيد نظرة شك الى الرجل الذي كان يعتقد بأنه ما جاء الا ليخلق المشاكل
في تربة خصبة ومتعطشة»(١1).‏ وقد وصف مُجايلي تلك الفترة قائلاً: «ان نوري السعيد كان يكفينٌ
كلما طرق سمعه اسم المفتي؛ أو شدُنا بذكره ونحن مجتمعون في داره. ثم تأكّد لناء فيما بعد, ان ما
بين نوري والمفتي من خلاف ليس له حلء وان لا ائتلاف [فيما] بينهماء(7).
وبمحاولة لتلائي الاخطار المرتقبة من وجوب المفتي في بغداد» اقترح نوري السعيد على المفتي ان
يعطي تصريحا لمحرري الصحف ينص على انه في العراق في ضيافة الحكومة العراقية؛ ولا رغبة له, أو
اهتمام؛ بالنشاطات السياسية؛ وانه يأمل من الفلسطينيين في ان يحافظوا على الهدوء وان يتبعوا
أكثرية العرب في الاقطار العربية الاخرى في اعطاء تأييدهم لدول الحلقاء في الحرب.
والواقع» ان المفتي قد أقنء في بداية الامر, بفكرة عدم التدخل في سياسة العراق الداخلية؛ مراعاة
لظروف سياسية تتعّق بعلاقة الحكومة العراقية مع بريطانيا. الا انه كان من الصعوبة بمكان ان
يستمر المفتي بنهجه هذا لفترة طويلة؛ لاعتبارات عديدة؛ أهمها شدة توه التيار التحرري والوطني
نحوه؛ «ذلك التيار الذي كان يفتقر الى القيادة والتوجيه, فوجد في المفتي, الحسيني, الموججه
والقائد»7"). وفي الحقيقة؛ لم يجد المفتي أيّة صعوبة في كسب مؤيدين حقيقيين لسياسته. فلقد
تجاوبت الكثلة العسكرية القومية معه؛ اضافة الى أوساط شعبية واسعة؛ دون ان يدعوهم الى ذلك.
ووجد هؤلاء ان قضيتهم واحدة وهدفهم واحد. . ‎١‏
عمل المفتي» مبدثياً» بتنظيم اجتماعات منتظمة تضم العقيد صلاح الدين الصباغ وزملاءه,
ورشيد عالي الكيلاني؛ «بعد ان أقنع الضباط بأن الكيلاني هى الشخصية المناسبة, التي من الممكن
أن تحقق طموحاتهم القومية من خلالها؛ ومن المحتمل انه شكك في نوايا نوري السعيد؛ وهى الاعرف
باتجاهاته ونواياه بشأن الثورة الفلسطينية وحرصه على عدم اغضاب بريطانيا»). وبذلك؛ حقق
المفتي انضواء الساسة والعسكريين في اطار قومي وأحد.
ووجد هذا التيار في شخصية المفتي ما يحقق قبادته وتوجيه نشاطه. «ولم يكن خافياً عن المفتي
مدى تغلغل الروح القومية لدى الكتلة العسكرية» واهتمامها الشديد بقضايا الامة العربية؛ وعلى
رأسها القضيتان, الفلسطينية والسورية»(01.
ومن مظاهس الروح القومية لدى الجيش العراقي هى انه كان الجيش العربي الوحيد, آنذاك,
الذي قبل بأن ينخرط في صفرفه ابناء الاقطار العربية الاخرى منذ تأسيسه أواخر العشرينات. ومنذ
السئوات الاولى لتأسيسه؛ وتحديداً سنة 1؟141, شكّل بعض الضباط هيئة داخل الجيش» أطلقوا
عليها اسم «كتلة الضبساط القوميين», ووضعوا لها منهجاً ونظاماً؛ وكان من أبرن أعضائها
العدد 215 ١57؛‏ حزيران ( يوتيى ‎ )‏ تمون ( يوليى) 1541 لثؤون فا رذ 5
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11143 (4 views)