شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 19)
- المحتوى
-
سميح شبيب سح
صلاح الدين الصباغ وقهمي سعيد(”"). الا ان التيار العسكري القومي كان بحاجة الى قيادة
سياسية توبّهه؛ وكان الانسب لتبرّو هذه القيادة, من وجهة نظر المفتي, هو رشيد عالي الكيلاني دون
سواه؛ وذلك يعوب لاعتبارات عذّة» ف المقدم مثها دور الكيلاني القومي » وقوة ووضوح العلاقة بينه
وبين المفتي. وتعود جذور تلك العلاقة الى سئة 1917/110, عندما قررت الحكومة العراقية مناصرة
الثورة الفلسطينية, وخصّصت لهذا الغرض عشرة آلاف دينار شهرياً؛ كما فتحت المجال للعراقيين من
أجل التلوّع للقتال في صفوف الثورة الفلسطينية. وكان لرشيد عالي الكيلاني دور بارز في هذا المجال؛
اذ تعرّف على المفتي وود العلاقات معه.
وزارة الكيلاني الثالثة
بتكليف رشيد عالي الكيلاني بتشكيل الوزارة العراقية »)194٠//51( وصل التيار القومي
العراقي؛ وحلفاؤه العرب» الى نقطة هامّة ومفصلية. وكان الكيلاني حدّد نقاط الخطة التي ينوي السير
عليها بما يلي:
١ المحافظة على الصلات التقليدية مع البريطانيين» على أساس المعاهدة العراقية البريطانية
سنة +191,
" - عدم التساهل تجاه المطالب البريطانية التي تخرج على نصوص المعاهدة: الا بما يضمن
مصلحة للعراقيين؛ بالنظر الى ما تتطوّر اليه حالة الحربء أو ما كان فيه ضمان لاستقلال العراق
ووحدة العرب واستقلالهم, خاصة فلسطين وسورياء على ان تعطىء في هذا الخصوصء عهود ومواثيق
رصديةي.
"' - تزويد الجيش العراقي بالسلاح من أي مصدر كانء وعدم التردّد في هذا الامر, ما.دام
البريطائيون لا يتمكنون من تجهيز الجيش العراقي بالسلاح.
؛ النظر في أمر اعادة الانتخابات العامة على أساس يوؤمّن للمجلس النيابي أعضاء أحراراً
يمثلون الأمّة, ويعبّرون عن رأيهاء لا عن رأي الحكومة(١").
وأكد الكيلاني» في مداولاته مع القادة العسكريين قبل طرح خطته» تلك» على الملأ, أنه يجزم في
السير على تلك الخطة؛ وانه لن يحيد عنها قيد شعرة؛ وخاطب القادة» قائلا: «اذا اتفقتم معي» فهذه
يدي أمدّها اليكم, وسماحة المفتي كفيلي؛ واني أقسم على ذلك مقابل عهدكم لي بأن تلزموا جانب
الحق»("),
نالت خطة الكيلاني رضاء قادة الجيشء وكان واضحاً في أذهانهم ان هذه الخطة لن تؤثر في
التوجهات القومية الحكومة؛ ولن تعيق تطرّرء ونمو, التيار القومي داخل الجيش؛ وتوطيد أواصس
العلاقات بينهم وبين الحركة الوطنية الفلسطينية.
في هذا السياق» لا بدٌ من التاكيد ان ثمّة عوامل متعدّدة حملت وزارة الكيلاني على اتخاذ طابع
قومي واضم؛ لعل أولها هى تزتم الكثلة القومية للجيش العراقي» التي كان على رأسها العقداء
الاربعة, أوما اصطلح على تسميتهم آنذاك؛ ب «المربّع الذهبي»» وهم العقداء كامل شبيب وصلاح
الدين الصباغ ومحمود سلمان وفهمي سعيد. ولم يكن تزتم تلك الكتلة للجيش وليد صدفة؛ واثما
يرجم في الاساس, الى ان بناء الجيش العراقي» ذاته؛ كان؛ منذ البداية, بناء قومياً واضحاً؛ اذ
148 نين فلسطفية العدد 9١15 ١7"؛ حزيران ( بونيى ) - تموز ( يولي ) 1541١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11144 (4 views)