شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 42)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 42)
المحتوى
سسحت فلسطين في ثقافة وتاريخ البحرين
فاذا اكتفى البعض بالاشارية؛ كجزء من الاسقاط اللاشعوري في تداعيات الشخصية؛ أو ذاكرة
المؤلف, أى ضمن اطارات الوصف المشهديء أى عبر الحوارات المقتضبة؛ فان القضية الفلسطينية,
لدى البعض الآخر من كتّاب القصة البحرانية؛ هي أكثر من جرح وهم عربي غائر في الضمير. لقد
برزت القضية الفلسطينية في خاق وبناء الشخصيات؛ هاجسا, وحالة؛ وموقفاً نقدياً للموقف العربي
العام بسبب الاحباط والشعور بالتراجع» جرّاء الهزيمة تلى الهزيمة.
لقد حاول بعض الكتاب أن يسجلوا ادانتهم لذواتهم اولا, وللذات العربية المستكفية بمراقبة هذه
القضية باستكانة وسلبية؛ ثانياً. فالقاص امين صالح؛ رسم.لناء في روايته «اغنية أ. ص. الاولى»,
مشهد المقهىء وهى المكان المفضل لديه؛ لبناء نسيج حواري؛ ووصفيء فكتب: «ثمّة مقاعد شاغرة
تتراهن في حلبة الشطرنج؛ وصبي المقهى يرهن ما اذخره في سنواته العشرين؛ ولكن لا احد يربع؛ ان
سرعان ما يتشاجر اللاعبان وتنقلب المقاعد؛ صبي المقهى يفرش الاباريق والاكواب ويعيد المقاعد الى
مكانها؛ رجل وحدهء لاصقاً وجهه بالحائط لساعات طويلة؛ مجموهة من الطلبة الجامغيين يناقشون,
بعصبية وانفعال؛ لمدة خمس دقائق, الثورة الجنسية؛ انحسار نشاط التوباماروس» الاوضاع
الاقتصادية في الهند, جولات فالدهايم السياحية اسعار تذ اكر السفر المرتفعة؛ واقع القضية والثورة
الفلسطينية»(؟"). الامر الهام» هناء هى الشريحة الاجتماعية, وطبيعتها في التعاطي مع القضية؛ فكأننا
نستمع الى نشرة أخبار صباحية سريعة الايجاز وموحية بما فيه الكفاية للايغال في ما وراء النص.
فأمين صالح لا يقوم بتحليل شخصياته ولا أفكارهم, وانما يكثّف لنا الحالة والمناخ العام؛ موحياً
وخالقاً الانفمال والحركة والتأمّل للقارىء؛ لمعايشة المقهى من داخله. وفي الصفحة 55 من الرواية
ذاتها حدّثنا أ.ص. بالرموز الاشارية التي نستدل عليها كدلالات مرتبطة بمفاهيم هامة تم التعارف
عليهاء بل وأصيحت: أحيانًء مفردات خاصة للدلالة على حياة الفلسطيني والثورة. كتب: «عروقي
نافرة اقحمها في الملاجىء والمخابى»؛ في الاحياء والمخيمات: شاهرا أوردثتي المضخمة بالحلم بايقاعات
الثورة». كذلك؛ كشف صالع, بلغته السريالية والشاعرية؛ عن عالم مؤلم؛ نستشفٌ من مفاتيحه انه
عالم فلسطيئي اعتدنا على أدراك جوهر مفرداثه اللغوية. ففي نصّه «الخسوف», الوارد في كتاب
«ندماء المرفا ندماء الريح», كتب: «قرأنا كتاب الاحتلال وايام المجاعة والجواسيس. قالوا: كفى,
ويكوا. ساروا جماعات في رواق الغبار حتى طمرهم الماء» (ص ١؟).‏ اما في «مرضعات المأساة»؛ فقد
ابتدع صالح نصّأ بلغة شعرية, أشبه بوثيقة ادانة منها كنص قصصي. فهو نحى منحى كتابة مشاعره
وانفعالاته ازاء الوضع العربي المحزن, الذي يحاصر «المأساة»: «من لنا في هذا العراء الابكم غير
طعم بكائكم يا رضع المنافي. بين أسناننا الشائخة؛ نحن اللاثي نطلق النشيد بعد النشيد؛ نحترف
الانتظار والغياب من حافة الكهف؛ الكهف الأبعد غوراً والاكثر ظلمة ؛ رمينا باقات المأساة من ارخبيل
الافواه أفواهنا الملذى غباراً, سكبنا حكايات الانين عن النزوح المقدس لحشود يضيء دربها الليل؛
عن المدّ البازغ من حلمة صبية تسوق الحجارة جنوباً؛ عن المعارك النبيلة ودئاءة الولاة؛ عن مقبض
اللهب» فحولة اللغة, صولجان التعب» (ص 45).
ومع هذه اللغة ذات المخيلة اليقظة, والاسترسال المطرد, بين حبكة جاءت عفوية وأخرى مفتعلة .
مصنوعة بحرفية قاموسية أكش منها انفعالا وتدفقا تلقائياً وداخلياً؛ يرمي هذا النص بظلاله المترامية
على جغرافية المقاتل اللبناني والفلسطيني في الجنوب أو في مناطق شتات المأساة؛ فيعود أمين صالح
يحفرها في أرادة الطبيعة القاسية التي تميزت بعشق خاص: «حتى شجرة الزيتون التي كنت تسندين
ظهرك اليهاء اثناء ساعات انتظارك؛ يئست ونكست اصابعها جزعأ» (ص 15). هذا الانتظار
العدد 115 ‎52١‏ , حزيران ( يوثيى ) - تموز ( يوليي) ‎149١‏ لون فلسطزية ‎١‏
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11178 (4 views)