شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 44)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 44)
المحتوى
سي فلسطين في ثقافة وتاريخ البحرين
اليه مستهجناً: «انت تحرّر فلسطين؟!» وكاد سعد يقتله من شدة الفيظ والغضب. اما في قصة «الوجه
الآخر, من المجموعة ذاتهاء التي صيغت على شكل مجموعة لوحات فنية متناثرة, فقد رسم فيها
القاصء بالكلمات» تداعيات مختلفة كجزء من ذكرياته الشخصية. وكعادته, اهتمٌ عقيل برصد
الظواهر الاجتماعية والسياسية؛ والتقط منها الجوانب المبكية والمضسحكة؛ فسخر منها بالفكاهة,
عندما قال المدير: «لن تستلموا شهاداتكم قبل ان تدفعوا للمجهود الحربي... ستدفعون ما لم
نسترجع فلسطين» (ص 18). اما هذه الصورة التراجيدية للصخب الاعلامي حول المجهود الحربي,
والذي استنزف ميزانية الطلاب واستنزف فيه شعور الفرد القومي؛ وتم تزييفه الى درجة ارتد عكسياً
الى موقف مضاد وارتيابي على مدار سنوات طويلة حتى فقد مصداقيته؛ لأن الفرد العربي واصل
الدفع للقضية بدون ان يسأل» وقد ظلت مصادر التمويل مجهولة احياناً بسبب طبيعة العلاقة ما بين
الجماهير والانظمة القائمة على القرارات الفوقية والتعسّفية وانتشار ظاهرة السرقة والفساد والرشوة.
وما دائرة العلاقة بين المدير والطلاب الا غلافاً تمويهياً لوجود داثرة أوسع في المجتمع؛ تمارس ذات
الفعل ونفس السلوك وترتدي ذات الملابس وتنطق بلسان وألفاظ مماثلة.
وف «ثلاث أغنيات على فم التاريخ»: للقاص محمد الماجد؛ نلمس بكائية وجودية» ويائسة؛ تفيض
فيها آلامة ولغته الرومانسية المشحونة بالتصدّع والحسرة على ماضي المجد العربي, وضياع الارض»
وتسدنيس الشرف والكرامة؛ في قوله: «وأخيراً أخذتني جيوش الطفاة أسيراً؛ وراحت تجرح وج
بحوافر خيؤلها. وحين ضماع فردوسي الذي اقتطعته من قلب التاريخ؛ وحين رأيت مد ائني رمادا تذروهاً
الرياح» وأطفالي كتلا من اللحم مهروسة على الرماح؛ ونسائي عاريات في أحضان. الطغاة, بكيت»
واحترق قلبي من البكاء»7"). هذا هى الخيار الصادق مع النفس, الانهزامي بدون ادعاء البطولة
المزيّفة. انه بكاء على واقع الاغتصاب والاحتلال.
وتتكرر مأساة المثقف العربي عند الماجد بعذ هزيمة حزيران: مما دفع البطل الى التواري خلف
الهزيمة؛ كسيراً ومحطما ومنغمساً في الادمان الكحولي, كنموذج للشخصية السلبية, بدلا من مواجهة
حقيقة الهزيمة؛ والخروج من مأزقهاء فنسمع «بطل محمد الماجد» صوتا واتجاهاً يتردّد في فضاء
الواقع العربي بقوله: «لم يبق أمامنا سوى الصمت والموت البطيء: في حوارية الادانة والتشاؤم:
«- انكم تحاولون خلع اعينكم, لكي لا تمرّقكم رؤية الحقيقة.
«- أي حقيقة؟
« - سيحدّثكم عن 0 حزيران والانسان العربي الجديد:
«دكفى» انتم تعرفونها.
« - نحن نعرفهاء وانت تعرفهاء حتى الكلاب تعرفهاء ولكن من الذي يقولها؟ هذا هو السؤال. من
الذي يقولها؟ انغرزت في الصمت مسحوقا بخيبة مرة. اذني مثل الجميع؛ لي ضلع في الجريمة» (ص
5). فال ماجد لا يبرر لنفسه؛ كما يفعل الآخرون؛ بقدر اعترافه وتعرية النفس من الداخلء كواحد من
مثات المثقفين الذين وقفوا خلف «منصّة المشاهدة» يراقبون صور القتل والذبح والهزيمة دون ان
يحرّكوا ساكناً؛ هذا اذا لم نقل انهم؛ كأشخاص وكشريحة اجتماعية؛ شركاء في جريمة الصمت
والتبريس, ‎١‏
وعند القاصّة فوزية رشيدء نتعرّف على المناخ المشابه في أوصافه لمناخات وظلال خلف احمد خلف
وأمسين صالح, حتى وإنّْ لم نجد اشارة مباشرة واضحة ذات بعد دلالي لحياة الجنوب اللبناني اى
العدد ‎57١ - 3١15‏ حزيران ( يونيى ) - تموز ( يوليى) 1151 اشَؤون فلسطيؤية 1
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)