شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 45)
المحتوى
بدس عبدالملك ست
المقاتل الفلسطيني هناك. وان تشابهت الظروف والملامح؛ فان البعد الزمني في الذكرى يتجاون,
احياناً. في النصء الزمن القريب؛ وكأن الاشجار ورمز الجد ضاربة في جذور التاريخ؛ نشعر بها في
انفتاحات ذاكرة النصء بقولهاء على لسان الراوية في قصة «كيف صار الاخضر حجرأ»: «أذكر ذاك
الضياء المنبعث من نافذة بيتناء مطلاً على روابي خضراء وسهول فسيحة كامتداد السماء. امي
تشذّب لحاء الشجرة الكبيرة؛ وتقول ان جدّنا الاكبر حرث الارض الصغيرة تلك ونثر فيها البذور حتى
ترعرعت وأصبحت شجرة تين ضخمة: ثم نما الزيتون والبرتقال وتشرّبت التربة بنكهة الشوك
والصبّار. يومها كنت صغيراً وكنت ألهو واقتطع الثمار قبل نضجهاء فما كان من أمي الا ان وبختني
بعنقن1(2),
وواضلت القاصة؛ على لسان الأم؛ وصيّتها العظيمة كترميز دلالي واضح للقضية: «كن محبّأ
لأرضبك ولكل الاشجار». لغة آمرة ومستبدة وقاسية من اجل التشيّت. هنا التضاريس ليست خليجية,
وهي بسيطة للغاية في استبطان الحقيقة المصوّرة كقصة رجل من المقاومة يسقط في يد الاعداء بعد
استشهاد مجموعة من رفاق الدرب وهى يستدعي ذكرياته في الزئزانة بين حالة الحلم والغيبوبة.
اختتمت فوزية رشيد القصة بنبرة انفعالية وخطابية مركّبة باقتحام البناء الفني تعسّفاً» بقولها: «لم
يبق بعد الآن غير الججر والكراهية لأوائك السفلة تملأ عروقي حتى النهاية» (ص ‎.)4٠‏
وعند خلف احمد خلف تاخن القضية بعداً اعمق وتاثراً شخصياً. فقد عاشها الكاتب؛ وتفاعل
معها وجداتياًء من خلال قراءته الأولى للقصص الفلسطينية, أي عبر الانتماء القومي الذي رافقه في
الصحو والحلم, فكتب قصة قصيرة بعنوان «وجهان وفار مذعون (؟") وظف فيها تقنية الرمن من خلال
انشطار الشخصية الى وجهين في ثنائية متناقضة؛ صراعية؛ تعتمد على حافز الاثارة. وحول هذه
القصة؛ أشار الناقد د. ابراهيم غلوم الى أهمية «ادراك قيمة مثل هذه العلاقة في ترسيخ النماذج بين
الواقع والرمزء أولا. وفي ابعاد'المقاربة المباشرة عن المضمون القومي, ثانيأ»(”').
وبعد انقطاع عقد كامل ما بين مجموعته الاولى, أطلّ علينا خلف بقصة «خوارج الزمن الآتي»
يي مجموعته الثانية «فيزنار»» جِسّد فيهاء من خلال دلالية الرموز في الاسماء والاضاءات: جبروت
القضية واستمرارها بتكثيف لغوي» وبنفس أكثر تفاؤلا؛ وبوضوح رؤيا ونسيج سهل التوفل فيه
وادراك كنهه. فهناك الخيمة والأب «ماضي» والابن «مقبل» اشارة الى استمرارية الزمن والقضية؛ من
الماضي الى المستقبل, والظروف القاهرة التي ولد فيها الابن واغتصاب الارض. شخصية الأم ذلك
الترمين الدائم للاخصاب والعطاء والقوة والارضء والتي حاول الاعداء حقنها لتصبح عاقراً» «لواد
النسبة المثوية», الالغام المحاطة من «الجوانب الثلاثة»؛ بحيث يبقى الخيار الاخير والأوحد الاكثر
خطورة في. الواقع العربي. واستخدم خلف الامتداد البصري / المجال للايحاء بالمكان والمدى بعبارة
«هناك عبر كثبان الرمل كنا نعيش», وعبارة «كانت لنا بيوت؛ لا أدري ان كنت تعرف معنى البيت. لم
يكن خيمة. اغتصبوا أقدس عواصمنا. تسألني ان بقي ثمّة احد منا في المدن المسبية» (اشارة لسقوط
بيروت). وما بين لعنة وحسرة الأب وتشرده في الصحراء وقبوله بالخطأ في الرحيل والهجرة؛ ينتزع «مقبل
الابن فتيل التمرّد ويحوّله الى حالة فعل أكثر ثورية ومنهجية في معرفة طريقة الجديد. يلتقي بحامد
الفلسطيني [بطل ' ما تبقى لكم' ؛ لغسان كنفاني] في خروجه الثاني. يتصافحان ويتعاهدان» يبدآن
سويّاً من الآن. لن يكون لواحد منهما خيمة الصحراء؛ وللآخر نعيم السراب. من الآن يبدآن» سوياًء
مع الفجر الآتيء في اقتحام ممالك الطوائف وشيوخ القبائل» قبل قلاع الاعداء»(7).
هنا نلمس, بوضوح. تأشيرات قصص غسان كنفانيء مثل رواية «ها تبقّى لكم» و«ارض
م شزون فلسطرزية العدد ‎2١ 5١5‏ ؟؛ حزيران ( يونيى ‎ )‏ تموز ( يوليي) ‎1١191‏
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)