شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 46)
- المحتوى
-
سح فلسطين في ثقافة وتاريخ البحرين
البرتقال الحزين» و«رجال تحت الشمس». فهي البدايات الاولى التي تفتقت فيها تجربة الكاتب على
رؤية الواقع الحقيقي لحياة الفلسطينيين» وأذرت في جيل الرؤاد للقصة الواقعية القصيرة في البحرين
في فترة الستينات» حيث اعتبرت كتب كنفاني القصصية؛ في تلك المرحلة؛ جزءأ من التثقيف الادبي
للفكر القومي » وتعرّف عليها الادباء الشباب يومذاك, مثلما كان الشيوعيون يبد أون بقصص جورج
حذا ومكسيم غوركي, كقصص ثورية تلهب حماس الشبيبة؛ وتعيد صياغة فكرهم؛ عبر منظور ا لادب.
أمّا في قصة «منصون, للقاص محمد عبدالملك؛ فقد جعلنا نتألّم مع هذه الشخصية ونحبها في
الوقت ذاته. فهي توقظ فينا جرحاً دفيناً. انها نموذج لمئات الشخصيات العربية الشعبية لفترة
الاربعينات والخمسينات: التي حملت؛ بشعورها وضميها القومي؛ ذكريات عزيزة في مقارعة
الاستعمار, هذه الشخصية تعيش بداخلها صور مأساوية. فعلى الرغم من التصوير الخارجي
للقاصء الذي كان مركراً على مظاهر الاضحاك والكاريكاتيرية؛ فالناس لا تعرف دخيلة منصور وماضصية
الوطني. فقد أصبح حكاية منسيّة وتحوّل الى شيخ عجوز «يعمل فرّاشاً في الوزارة, يحمل الورق بين
المكاتب»؛ ولكنه مسكون بماضيه وضميره الحي المتوقد؛ لذا «جاء الى الوزارة في ١ [حزيران] يونيى
وهو يرتدي قبعة عسكرية وقدماه حافيتان؛ فأثار عواصف من الضحك والسخرية»(""). وقد استلهم
عبدالملك قصته من ذلك اليوم الذي «أعلنت فيه ساعة توقف عن العمل تضامناً مع فلسطين», فخرى
عبر تلك الشخصية كيف يقف الراوية / المؤلف موجهاً نقده الى الموقف العربي العام من القضية,
مستخدما «حكمة وجنون» منصون, الذي فقد الوظيفة, بسبب الاصرار على موقفه الشجاع
والصدامي مع مدير الوزارة. وقد اختار الكاتب نبرة السخرية في رصد الظاهرة وسرده للاحداث:
فبمجرد ما نتمقن قليلاً في نسيج القصة وحواراتها نرثي لحالنا بدلا من الضمحك على منصور. «كنا
قبل سنوات نضحك من منصور؛ ثم علمنا ان نفكرء فصرنا نضحك ونفكر؛ ثم علّمنا أن نحزن, فجمعنا
ثلاثة أشياء في حياتنا؛ ثم أضاف؛ ذات يوم؛ كلمته الشهيرة: ' الحركة بركة' » (ص 15). وبهذا يؤكد
الكائب ان قوة الكوميديا تنبثق «من الاختيار التهكمي للكلمات؛ من عرض سخافة الانسان في دناءته
وازذاء الصعويات التي يواجهها» 259
وقد شاطر القاص عبد القادر عقيل زميله محمد عبدالملك هذا النمط في المزج بين اللغة ونبرتها
والشكل الدلالي للمحتوى بين «القسوة والفكاهة». كذلك نجدها في القصص آنفة الذكر, أو في غيرها
من النتاجات القصصية الإخرى التي وردت في المجموعات الصادرة: سابقاً أو لاحقاً.
استنتاجات
في ما اقتطفنا من نصوص للكتاب البحرانيين» نجد ان القضية الفلسطينية احتلت حيّاً متفاوتاً
في ذأكرة ووعي الكاتب. وقد تشُسعء أى تضيق, دائرة الاهتمام والطرح بين كاتب وآخره الَأ انها تظلل,
لدى الجميع؛ مسألة جوهرية تعذب ضمائرهم وتهن كياناتهم بين فترة وأخرى؛ حسب مجريات
الاحداث التي تحرّكها من القاع الى السطح الحياتي الواقعي؛ بعد ان تمكث كامنة في اللاشعور,
تبحث عن ينبوع الانفجار والمولد الموضوعي والخارجي للحظة الابداع. وهذاء في الواقع, يحتاج الى
ما يتجاون الوعاء القصصي الى الوعاء الروائي. بهذا الحجم يكون قالبها وسحورها بطل قومي من
النموذج المرغوب في الادب البحراني.
نخلص الى القول ان هناك تفاعلا تاريخياً حميقاً بين الحركة الشعبية وثقافتها وفنونها وآدابها
وتياراتها الدينية والقومية والوطنية في البحرين وبين القضية الفلسطينية والفلسطينيين قبل
العدد ١ - 5١15 12؟/ حزيران ( يوني ) - تمول ( يوليى) 1141 فين فلسطيزية م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11178 (4 views)