شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 69)
المحتوى
د. تيسير الناشف سسحت
بيد ان هذه السياسة:؛ القائمة على غموض المركز النوويء قد تؤدي الى نثيجة عكسية. فهذه
السياسة قد لا تؤدي الى اليأس والاستسلام والقبول بشروط الخصم. بل قد تؤدي الى الثقة بتحقيق
الاهداف الوطنية والقومية العربية» والى الاصرار على هذا التحقيق؛ والى رفض الشروط المهينة.
ان الشكٌ الذي قد تولّده هذه السياسة ليس من شأنه ان يؤدي» بالضرورة: الى اليأس
والاستسلام والخوف والقبول. فردّاً على هذا الشكء من المحثمل ان ينشأ لدى الطرف الآخر, الطرف
العربي» ذي الدول والاتجاهات والمنظمات والمد ارس الفكرية السياسية المختلفة: الميل الى التعامل مع
ذلك الشكٌ بمنطقه. وان يتجلّى هذا التعامل في القرار العربي المحلي» أ العام, بأن ينهجوا النهع
ذلك يبن انه بدلا من ان تكون سياسة غموض المركز النووي عامل تخويف للعرب؛ كما تتوخاه
اسرائيل» قد تصبح عامل تحفيز للعرب على السير على الطريق النووي.
سياسة الغموض والحافز النووي العربي
وثمّة هدف آخر لهذه السياسة وهو تخفيف حافز الدول العربية على حيازة الاسلحة النووية. ان '
الحافز موجود ؛ وقد أوجدته المعرفة اليقينية تقريباًء بأن اسرائيل تحوز على أسلحة نووية؛ وقد أوجده,
أيضاًء العداء بين العالم العربي واسرائيل والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني؛ وشعوب
عربية أخرى.
وسيكون ذلك الحافن, أى المحرّك؛ أكبر اذا أعلنت اسرائيل عن انها تمتلك أسلحة نووية؛ وإذا
عرضتها متباهية ومتحدّية للاحساس العربي, ويمكن للمره ان يتوّع ان يعقب اعلان اسرائيل عن
حيازة اسلحة نووية زيادة النشاطات العربية في المجال النووي. وممًا يؤكد وجوب هذه العلاقة ما ورد
في مقابلة أجريت مع الرئيس السوريء حافظ الاسدء في كانون الثاني ( يناير ) ‎١141‏ في تلك المقابلة,
بعد ان اعترف الرئيس السوري بأن مصادر مرتفعة المكانة تؤكد ان لدى اسرائيل القدرة على صناعة
قنبلة نووية؛ قال ان ذلك «يحفزناء طبعاً؛ على التفكير بلغة فنيّة في مواجهة هذا التهديد»!"".
وممًا له صلة هامّة بهذا الموضوع ما كتبه وليام بوثر: «غالبية عقبات الانتشار [النووي] في الحالة
الاسرائيلية تنطبق على الامتلاك المكشوف للاسلحة النووية؛ وليس على خيار ذووي غامضء والرئيسة
منها أخطار تحفيز خصوم اقليميين على تطوير قواتهم النووية الخاصة بهم»("0).
ورأى البعض ان ثمّة علاقة بين سياسة الغموض النووي التي تتبعها اسرائيل وهجومها على
المفاعل النووي العراقي في العام ‎.11/١‏ فقد أعرب غاري ميلهولين عن هذا الرأي بأن الحفاظ على
الفمويض النووي لعله كان السبب الحقيقي لهجوم اسرائيل على هذا المفاعلء وفي ان العراق لم يكن
يهدّد وضع اسرائيل العسكري كما كان يهدّد قدرة اسرائيل على ان تبقى «غامضة». ورأى ميلهولين
ان تحقيق العراق للغموض الذووي كان من شأنه ان يتطلّب ان تجرب اسرائيل الاسلحة النووية» من
أجل الابقاء على ميزثها في ان تبقى الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط(؟").
الردع بواسطة الشك
ومن طريق اتباع سياسة الغموض النووي المحسوب, والمتعمّد» ترمي اسرائيل الى تحقيق يدع
للعرب من خلال زرع الشك. وتقوم هذه السياسة على الافتراض أن درجة من الشك؛ في ما
31 نشؤون فلسطزية العدد ‎5١5‏ - ١17؟,؛‏ حزيران ( يوثيى ‎ )‏ تموز ( يوليي) 1151
تاريخ
يوليو ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)