شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220 (ص 71)
- المحتوى
-
د. تيسير الناشف لح
تجد في اعلان اسرائيل عن حيازتها للاسلحة النووية حافزاً على ممارسة الضغط على الكونغرس
الامبركي ليخفض» أو يوقف, المعونة المالية الاقتصادية التي تقدّم الى اسرائيل؛ والتي تبلغ بلايين
الدولارات سنوياً.
ان اسرائيلء باتّباع سياسة الغموض النووي المتعمّد, تعزن أيضاًء موقفها في المساومة مع
واشنطنء وتقوم بابتزازها وتددّق النفون في الولايات المتحدة الاميركية, ومن الممكن في دول عربية
أخرى. فمن طريق هذه السيياسة:؛ تدفع اسرائيل الولايات المتحدة الاميركية الى تلبية الطلبات
الاسرائيلية للاسلحة التقليدية الحديثة والمتطوّرة والمعونات المالية والاقتصادية الضخمة:؛ والى اقامة
الروابط الاستراتيجية والتعاون التكنولوجي العسكري والدعم الدبلوماسي . لقد ذكرت اسرائيل» دائماًء
ان حالتها الامنية معقّدة؛ وزعمت ان الاخطار العسكرية تتهدّد أمنهاء وان سباق التسلح بالاسلحة
التقليدية ليس في صالحهاء وان الاسلحة التقليدية لدى العرب تهدّد تفوقها العسكري. ومن طريق
ذكي واستعمال؛ هذه الحجج الزائفة والكاذبة في معظمهاء حولت اسرائيل موضوع الحيازة النووية
الى ورقة مساومة ضخمة وصريحة؛ خلال الاتصالات الاميركية الاسرائيلية بشأن تلبية المطالب
الاسرائيلية.
ان الولايات المتحدة الاميركية تلبّي طلبات اسرائيل المفرطة في كثير من الاحيان» وذلك حتثى لا
تزعم اسرائيل انها تفتقر الى الامن؛ فتهدد بأنها ستتجة الى حيازة الاسلحة النووية؛ أوبأنها ستعلن
عن حيازة هذه الاسلحة اذا رفضت الولايات المتحدة الاميركية طلباتها(!١). فاسرائيل تستعمل حجة
عدم حيازتها للاسلدة النووية لمواصلة الحصول على ما تطلبه من اسلحة وتكنولوجيا ومساعدة مالية
واقتصادية ودعم دبلوماسي وتعاون استراتيجي. والولايات المتحدة الاميركية, خوفاً من اعلان اسرائيل
عن طبيعة أنشطتها النووية وعن حيازة الاسلحة النووية؛ تلبّي طلباتها.
ثم ان سياسة الغموض الاسرائيلية, في المجال العسكري النووي, تشكّل ورقة ابتزاز اسرائيلية
في سياق امكانية تغيّر الموقف الامسيركي المؤيد لاسرائيل. لقد ذكر عدد من متّخذي القرارات
الاسراثيليين ان اسرائيل قادرة على التصرّف بصورة غير مسؤولة وبصورة جنونية مُضرّة بالمصالح
الامبركية في الشرق الاوسط. والاعلان عن تحقيق الخبار النووي؛ أي الاعلان عن تحويل الخيار
النووي الى حيازة فعلية للاسلحة النووية؛ يمكن ان يُعتبر مظهراً من مظاهر هذا التصرّف المجنون.
وبعبارة أخرىء ان الاعلان عن تحقيق الخيار النووي؛ أي نبذ سياسة الفغموض النووئ» هي احدى
أدوات الابتزاز التي يمكن ان تستعملها اسرائيل» اذا غييت الولايات المتحدة الاميركية موقفها الحالي
المؤيّد لاسرائيل. ووفقاً لهذا المنطق؛ فان اسرائيل, بعدم اعلانها عن حيازتها للاسلحة النووية, تشججع
الولايات المتحدة الاميركية على عدم تغيير سياستها اذا أرادت تغييرهاء وان الولايات المتحدة الاميركية
يتعين عليها ان تحسب حسابات كثيرة قبل ان تغيّر سياستهاء خشية اعلان اسرائيل عن حيازتها
للاسلحة النووية.
ومن شان اعلان اسرائيل عن حيازة الاسلحة النووية ان يضايق الحكومة الاميركية من ناحية
أخرى. ان مساعدة دولة حائزة لأسلحة نووية من شانها ان تثير اسئلة متعلّقة بالشرعية والاخلاق»
مما يسهم في توسيع نطاق المناقشة العامّة لهذا الموضوع7١). ولتجثب الاسئلة المتعلّقة بالشرعية
والاخلاق, ولتقادني اجراء مناقشة عامّة حول هذا الموضصوع؛ تلبّي الولايات المتحدة الاميركية طلبات
اسرائيلء حتى لا تعلن هذه عن حيازة للاسلحة النووية. ومن شان اجراء مناقشة عامّة حول
8 هون فلنمسيزية العدد 714 ١؟١؛ هزيران ( يونيى ) - تموز ( بوليي) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 219-220
- تاريخ
- يوليو ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22740 (3 views)