شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 11)
- المحتوى
-
أعداد: سميح شديي سس
مخاوف وزرائع لا تستند الم أساس واقعي» لأن العوامل ألتي تحرك السياسة الاميركية ذات طابع
استراتيجي وجوهري انطلاقاً من مصالحها الاقليمية في منطقتنا وأهدافها الكونية.
ومن هنا يبرز الاستنتاج التالي: ليست المسألة في ان هناك تحركاً جاداً نحو «التسوية» أم لا؟
فهذا أمر تتضح الآن جدّيته واستمراريته: بل ما هو موقفنا حيال هذه «التسوية» الاميركية المطروحة؟
وهل يمكنها ان تلتقيء من حيث أهدافهاء مع الحدود الدنيا من حقوق شعبنا الوطنية: وفي مقدّمها
الانسحاب التام من على أرضه المحتلة وضمان حقه في تقرير المصير.
ان بعض القوى الفلسطينية يتصوّر وكأن الاختلال الراهن في ميزان القوى, اقليمياً ودولياًء
سوف يلغي أي مفعول لاستمرار ومواصلة نضال شعب بأكمله من اجل حقه في تقرير المصير. والواقع,
أن هناك مصاعب هائلة تعترض مسار نضالنا الوطنيء ولكن مهما بلفت هذه المصاعبء وحتى لى
اضطرت الحركة الوطنية تتيجتها الى التراجع المقتء أى تغيير بعض أساليب كفاحهاء فان ذلك لن
يسد الطريق تماماً أمام مواصلة النضال على طريق انتزاع الحرية والاستقلال. وبالنسبة الى قضية
معقّدة وشائكة مثل قضيتنا الوطنية والصراع في الشرق الاوسطء يصعب رؤية حل ثابت ومتوازن لا
يحصل قيه الطرف الرئيس في الصراع, وهى الشعب الفلسطيني, على حقوقه الاولية : حق تقرير المصير.
وحتى لا نقع في فح رسم التقديرات بعيدة الأمد لمستقيل المنطقة ولما سيؤول اليه مصيرنا الوطني؛ فان
العنصر الذي سيقرر ذلك المصير هو الخيار الذي سوف تعتمده الحركة الوطنية في اللحظة الراهنة,
وهي اللحظة التي صار فيها الوضع برمّته عند منعطف تاريخي ؛ وهو كذلك رهن بمقدار ما يبديه شعبنا
وقواه الوطنية من صلابة وتصميم على مقاومة المشاريع التي تنتقص من حقوقه الوطنية؛ وخاصة حقه
في الاستقلال؛ ومن وحدته الوطنية ووحدة تمثيله.
ان قوة اندفاع المشروع الاميركي للتسوية: وتجاوب الغالبية العظمى من اليلدان العربية مع هذا
المشروع» ونكوصها عن دعم المطالب الوطنية الفلسطينية التي رفعتها منظمة التحرير الفلسطينية في
مواجهته؛ ان ذلك لا ينبغي ان يلغي جانب الصورة الآخر. فمن الصعب أن تمضى الدول العربية في
انسياقها مع المشروع الاميركي بدون مشاركة فلسطينية تلعب بالنسبة الى بعضها على الاقلء سواء
دول المواجهة أوبعض الدول المغربية: دور الغطاء الذي يبرّرلها أمام الرأي العام الداخلي؛ والعربيء
دخولها في هذه العملية. وبالنسبة الى بلدان محدّدة: مثل الاردن» يصعب أكثر رؤية موقف أردني
يتخلّى عن المشاركة الفلسطينية في عملية التسوية؛ أى يستدرج الى فح الصراع مع منظمة التحرير
الفلسطينية بشأنهاء لاعتبارات عدة, داخلية وخارجية» خاصة وان التسوية الاميركية تستبعد مصير
القدسء وقضية الانسحاب التامّ من على الاراضي المحتلة؛ وتقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ان بعض التقديرات يزعم ان بمقدور الدول العربية» وتحت الحاح الضغط الاميركي عليهاء ان
تسير منفردة لعقد صلحها المنفرد مع اسرائيل ولاتمام خطوات التطبيع حتى لو لم تشارك منظمة
التحرير الفلسطينية في هذه العملية السياسية. وهذه التقديرات تخلوى في الواقع, من رؤية ما يمكن
أن يقوه اليه ذلك من تفاعلات خطرة على صعيد الرأي العام والوضع الجماهيري داخل بلدان عربية
5 بعضها في المواجهة وأخرى بعيدة منها. وحتى لى سلّمناء في أسوأ الاحوال؛ بامكانية وقوع مثل
هذا الاحتمالء فان المشروع الاميركي سيظل يعاني من فجوة هائلة؛ حيث ستبقى القضية
الفاسطينية: التي تشكّل حجر الزاوية في الصراع؛ بدون حلء» وسيبقى الصراع الفلسطيني -
الاسرائيني محتدماًء وسيصعب على بلدان عريية عديدة ليست بينها وبين اسرائيل أية قضية
1 شْيِين فلسطنية العدد 57١ -555, آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمير) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22396 (3 views)