شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 15)
- المحتوى
-
اعدان: سميح شبيب م
ولبّ الصراع العربي - الاسرائيلي.
ان اعتراض الادارة الاميركية على مشاركة م.ت.ف. في مؤتمر السلام نابع من أساس الموقف
الاميركى, الذي لا يعترف بالشعب الفلسطيني كشعبء ولا يوحدته ووحدة قضيته؛ ولا بحقه في تقرير
مصيره. والجانب الاميركي, في موقفه هذا قريب» الى حدٌ بعيد» من الموقف الاسرائيلي من هذه المسألة.
ولذلك؛ فان مسألة المشاركة الفلسطينية في مؤتمر السلام» ويهذا المعنى, أبعد من ان تكون جزءاً من
الخطوات الاجرائية على طريق الاعداد لهذا المؤتمر. انها مسألة تمسٌّ مضمون عملية السلام ذاتها.
وإذلكء لا يكتفي الجانب الاميركي بالعمل لالحاق الطرف الفلسطيني بوقد عربي, واتما يضع شروطه
المعروفة, وهي الشروط الاسرائيلية عينهاء في استبعاد القدسء موضوعاً وتمثيلاً: وفي استبعاد أي
فلسطيني مقيم في الخارج. وموافقة الادارة الاميركية على مشاركة وفد فلسطيني مستقل يتكوّن من
شخصيات فلسطينية من الضفة والقطاع, باستثناء القدسء تحمل الدلالة عينها. فالمسألة؛ بالنسبة
الى وزير الخارجية الاميركية» جيمس بيكر. ليست في شكل التمثيل الفلسطينيء أكان مستقلاً أو طرفاً
في وفد مشتركء وانما في تفصيل شكل المشاركة الفلسطينية على قدر مضمون المفهوم الاميركي لحقوق
الشعب الفلسطيني.
ولأن موضوع المشاركة الفلسطينية في «مؤتمر السلام» هو بهذه الابعاد والتعقيدات: فان من
السذاجة التصوّر ان جيمس بيكر قادر على حلها بالبساطة والسرعة اللتين يتخيّلهما. فهى إن نجح في
ذلك يكون قد شحلب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطينيء وتخلّص من جميع قرارات الشرعية
الدولية التي تعترف لشعبنا بحقه في تقرير مصيره, وفتح الباب لمفهومه لجوهر الصراع العربي -
الاسرائيليء كصراع بين دول؛ وبالتاليء فلا وظيفة للمؤتمر سوى انجاز عملية تطبيع العلاقات بين
اسرائيل ويين جميع الدول العربية بلا استثناء.
وقد تشبّع بيكر كثيراً من موقف بعض الدول العربية التي قبلت بالمشاركة في «مؤتمر السلام»
دون التوقف عند موضوع التمثيل الفلسطيني؛ بل ان بعضها وافق على هذه المشاركة بصفة مراقب
حتى قبل ان تتضح معالم هذا المؤترء سواء من ناحية الاطراف المشاركة فيه, أى من ناحية
صلاحياته واستمراريته؛ أى من ناحية دور الامم المتحدة فيه. ومعروف ان ثمّة قبولاً يما طرحه
الاميركيون بهذا الشأن. والبعض قفز عن مشكلة المشاركة الفلسطيزية بالتحدّث؛ ببساطة؛ عن قبوله
بما يقرره الشعب الفلسطيني بهذا الخصوص.
لقد اتخذت القيادة الفلسطينية, منذ البداية: موقفاً واضحاً ينطلق من التركيز على مضمون
العملية» ومن التمسّك الحازم ببرنامج السلام الفلسطيني» ويقرارات الشرعية الدولية, وبعدم التفريط
بأي منها. وببساطة» فان م.ت.ف. لا تملك حق التنازل عن ذاتها : برنامجاً ووحدة قضية وحقوقاً ٠ وفي
مواجهة النصائح والضغوط التي مارستهاء وتمارسهاء أطراف واسعة جداًء عربية ودولية» للقبول
بشكل المشاركة التي تطرحها الادارة الاميركية والاتحاد السوفياتي» رئيسا المؤتمر, كان ردّنا بضرورة
العودة الى جوهر العملية» وإلى توفير الضمانات اللازمة لانجاز الانسحاب الاسرائيلي من على الاراضي
العربية؛ والفلسطينية» المحتلة منذ العام 197177. بما فيها القدسء وضمان حق تقرير المصير للشعب
الفلسطينيء وتطبيق قرارات الامم المتحدة الخاصة بقضية اللاجئين الفلسطينيين: وبحق المنظمة
البديهي في تشكيل وفدها من الداخل والخارجء وفي كونها مرجعيته الوحيدة؛ وفي حقها في الاعلان
عنه, وعدم القبول بأي تدخّل خارجي في عملية السلام.
1 ون فلعطنية العدد 577-55١ آب ( أغسطس ) - أيلول ( سيتمير ) 1591 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)