شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222 (ص 101)
- المحتوى
-
من فلسطين, وانه كان لخارج نظام الانتداب.
1 ان رغبة بريطائيا في ايجاد مخرج, وطريقة ملائمة, لفرض هيمنتها على شرق الأردن هي التي
أدّت بها الى صوغ المادة 5" من صك الانتداب بهذا الشكل. فشرق الأردن كان يجب أن يكون جزءاً
.من الدولة العربية المستقلة, التي لم تخضع: أصلاء لنظام الانتداب. ولكن انهيار الحكومة العربية
اثر الاحتلال الفرنسي» وأصرار فرنسا على فرض انتدابها على سوريا بكاملهاء وليس على ساحلها فقط,
شجعٌ بريطانيا على اخضاع شرق الأردن لانتدابها. وما المادة المذكورة الا غطاء قانونياً لهذه الرغبة.
أن فحوى هذه المادة» وهم بريطانيا لهاء ووضعها موضمع التطبيقء تشير الى اعتبار شرق الأردن امارة
شبه مستقلة منفصلة تمام الانة ال عن فلسطين وغيرها من الدول المجاورة وجعل المندوب السامي
البريطاني في فلسطين حلقة الوصل بينها وبين لندن. والسبب في عدم افراد انتداب خاص بهاء أ وعدم
انشاء ادارة بريطانية مركزية فيها تتعامل مع لندن بشكل مباشي. كان عدم أهمية هذه الامارة آنذاك,
وذلك لصغر حجمها النسبيء وطبيعتها الصحراوية؛ وقلّة عدد سكانهاء والرغبة البريطانية الشديدة
في توفير الأموال. وكان من الطبيعي:ربطها بالادارة البريطانية في فلسطين وليس بالادارة البريطانية في
العراق» أو بأي بلد آخر, وذلك لاسباب عديدة, منها الأسباب الجغرافية والتاريخية. باختصار ان
المادة 5 من صك الانتداب لم تفصل قش شرق الأردن عن فلسطين » كما يدّعي الصهيونيون: لأن
المنطقتين كانتا منفصلتين أصلاً, وانما كان الهدف منها اخضاع شرق الأردن للسيطرة البريطانية,
وادارتها بواسطة الممثل البريطاني في القدس.
الخاتمة
تثبت الحقائق التاريخية؛ ولاتد ع مجالاً للشك فيء أن شرق الأردن وفلسطين لم يكوناء بين العامين
17 15753١,ء موخدين قطء لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الادارية. ولم يكن ل نية
بريطانياء أى فرنساء أو عصبة الأممء توحيدهما في اطار «الوطن القومي اليهودي». لقد كان
الأردن» عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى: تابعاً لولاية دمشق؛ بينما كانت فلسطين تابعة لكيه
بيروت ومتصيقية القدس,ء المستقلة عن هاتين الولايتين» والتي كانت تابعة للحكومة العثمانية في
اسطتبولء بصورة مباشرة. وفي فترة الحرب» قام الأمير فيصل باحتلال شرق الأردن وطرب العثمانيين
منهاء بينما تمّ احتلال فلسطين بواسطة القوات البريطانية وعند تقسيم بلاد الشام الى مناطق احتلال
ادارية؛ جاء شرق الأردن تابعاً المملكة العربية التي اتخذت من دمشق عاصمة لهاء في حين وضعت
فلسطين تحت ادارة بريطانية مباشرة. وان بريطانيا لم تفرض سيطرتهاء وسيادتهاء على شرق الأردن:
حتى ب بعد ان أصبحت هذه المنطقة خالية من أي سلطة؛ أو سيادة, في أعقاب الاحتلال الفرنسي
لدمشق. وفي النهاية: تم انشاء امارة عربية شبه مستقلة في هذه المنطقة, بقيادة الأمير عبدالله, في
حين فُرض الانتداب البريطاني والمخطط الصهيوني على فلسطين.
هذا من الناحية العملية. أمّا من ناحية الرغبة والارادة» فقد طالب العرب بتوحيد فلسطين وشرق
الأردن في نطاق الدولة العربية الشاملة» وطالب الصهيونيون بتوحيد جزء من شرق الأردن مع فلسطين
في اطار «الوطن القومي اليهودي». ولكن رغبة الجهات التي فرضت سلطتها وسيادتها على منطقة بلاد
الشامء والمتمثلة ببريطانيا وفرنسا وعصبة الأمم, كانت مخالفة لهذه الرغبات. فمراسلات حسين -
مكماهون تثيت ان بريطاتيا اعتبرت شرق الأردن جزءاً من الدولة العربية» ومعاهدة سايكس - بيكو
تثبت أن بريطانيا وفرنسا اعتبرتا فلسطين وشرق الأردن منطقتين منفصلتينء وان النقب وساحل
1 شُؤُون فلسطيزية العدد 55١ -5717, آب ( أغسطس ) أيلول ( سيتمير) 1951١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 221-222
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)