شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 8)
- المحتوى
-
ل أديب الخطيب عط
عشرة آلاف سنة57١). ويمكن اجمال هذه العوامل على النحو التالي:
العوامل الطبيعية: ان مناخ فلسطين معتدل. فالصيف حارٌ جافٌ والشتاء معتدل ماطر؛ ويظهر
فصلا الخريف والربيع كفصلين انتقاليين. في فصل الشتاء تسقط الأمطار ينسب متفاوتة على اقاليم
فلسطين؛ أما بقية الفصول فتخلو من المطر. وقد أدت وفرة مياه الأمطار الى توفر المياه الجوفية التى
تظهر نتيجة الانكسارات على شكل عيون وينابيع؛ منها الدائم» ومنها الذي يجف في فصل الصيف.
وقد أدّى تنوؤع تربة فلسطينء والاختلاف في درجات الحرارة وفي كمية الآمطار بين أقاليم فلسطين
الأربعة الرئيسة (السهول الساحلية والمرتفعات والأغوار واقليم النقب الصحراوي) وأقاليمها الفرعية
وتآثير البحر المتوسط والمحيط الأطلسي واختلاف التضاريس واستمرار جريان بعض الأنهار وتنوع
الصخور وتوفر مادة اللبن والحجارة والأخشاب المحلية المستخدمة في البناء. علاوة على موقعها
الاستراتيجي والمتوسط بين قارّات العالم القديم وطرق النقل والتجارة القديمة» الى نشأة مراكز
استقرار بشري في فلسطينء وتوفير ظروف ملائمة لنمو تلك المراكز. واستمرارها في خدمة سكانهاء
وسكان ظهيرها وظاهرها.
العوامل البشرية: لقد استفاد الفلسطينيون من خصوية أراضيهم, فبرعوا في الزراعة؛ وكذلك
استفادوا من موقعهم على البحر المتوسط في العمل بالملاحة البحرية والتجارة» فتنوعت مهنهم.
وفلسطين مهد الديانة المسيحية وموطن مقدّس للديانة اليهودية والاسلام. وقد دفع ذلك الى تجميع
السكان في أماكن يعتيرونها مقدسة:؛ كالقدس وبيت لحم والناصرة. وقد دقع ذلك باعداد من المهاجرين
الى فلسطين الى احداث اضطرابات سياسية حيثما حلّواء أو حيثما حصّنواء ليسهل دفاعهم عنها.
ولقد ساعد اعتدال المناخ» أيضاًء وتنوّعه, والمخلفات الحضارية والمادية للشعوب والجماعات التي
عاشت في فلسطينء على ازدهار السياحة والخدمات المرافقة. وقد لعبت الاختراعات والتطوّر في ووسائل
النقل والمواصلات على جمع السكان لتبادل المنافع ودرء المخاطر. والموقع المتوسط لفلسطين جعلها
بوتقة انصهار حضاري للشعوب التي مرّت بهاء او للمجموعات المتاجرة التي عيرتها بأي اتجاه.
لقد سنحت الظروف البشرية والطبيعية آنفة الذكر لاقامة مدن ومراكز استقرارء بعضها نما وكبر,
كالقدسء وبعضها تلاشثى كلياًء او جزئياً. وقسم منها شهد فترات من النمو والازدهار, ثم عاد
وانكمش, كسبسطية وغيرها.
لقد عملت مجموعة العوامل الطبيعية والبشرية للابقاء على غالبية مراكز الاستقرار البشري في
فلسطين بشكل يطلق عليه «القرية». والقرية لا تصغر عن المدينة في الحيّز المكاني فحسب, بل تتعدّاه
الى عشوائية العلاقة المكانية. فحيث تشهد المدينة الفلسطينية تخطيطاً لاستخدامات الأرض المختلفة
فيهاء ينعدم هذا التخطيط في القرية, فتتلاصق مبانيهاء وتفتقر الى الخدمات والمراقق العامة المتوفرة
في المدن؛ وَانْ شهدت الفترة الاخيرة التوفر الكليء اى الجزئي» للمرافق والخدمات في بعض القرى. ويقل
عدد سكان القرية عن المدينة وتربط فيما بين اهلها أواصر القرابة والدمء وتتحكم العادات والتقاليد
في مجتمعها الى حدّ يرسم الخطوط العامة للحياة الاجتماعية فيها. أمّا المهنة الرئيسة لسكان القرى»
فهي الزراعة؛ بخلاف سكان المدن. وتشهد القرية الفلسطينية حركة نزوح الى المدينة» وإلى خارج
حدود فلسطين. وذلك لاتساع الفجوة بين عوامل الطرب من داخل القرية وعوامل الجذب القويّة الى
المدن الفلسطينية ويقية مدن العالم, تساعدها الظروف الاقتصادية والسياسية السائدة.
4 قُوُون فلسطيزية العدد 777 78", تشرين الأول ( اكتوير ) - تشرين الثاني ( نوفمير) ١919١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)