شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 10)
- المحتوى
-
د. أديب الخطيب سح
بيزا. وقد ادخل الرومان واليونانيون بعض مخططات مدنهم الى فلسطين. ففي المدن الفلسطينية التي
بناها الرومانء أو أعادوا بناءهاء كانت الشوارع ضيقة مرصوفة بالحجرء وفيها ميادين سياق
الخيل!' '). أمّا اليونانيون: فقد تركز اهتمامهم على الوظيفة التجارية» فبنوا المدن لتكون مراكز تجارية,
للاستفادة من مناطق الانتاج الزراعي للمدينة وظهيرها(").
لقد كانت دواعي الأمن والحماية هي التي دفعت الشعوب التي تعاقبت على حكم فلسطين الى
اقامة مدن خاصة بهم. ومنذ ذلك الحين ودواعي الأمن والحماية تلعب الدور الأكبر في نمىء أو تقهقر,
المدن الفلسطينية. فالمدن الحدودبية» مثلاً. شهدت تقهقراً منذ العام 54 ١5 وحتى العام 157137 . ولكن
بعد العام /1571» بعدما احتلت اسرائيل الضفة الفلسطينية» أزيل بعض القرىء ونمت مدن اخرى,
كالقدسء وانكمشت مدن مثل قلقيلية. وقد حافظ بعض المدن الفلسطينية على تركته من التراث
والتاريخ والحضارات التي عاشت في فلسطينء والتي أدّت الى زيادة ليس فقط في حجم المدن أوعددهاء
أو تغيير في الآسس التى تنمو عليهاء بل تعدّاها ذلك الى تعدد في استخد امات الأرض فيهاء وذلك تلبية
للاحتياجسات المتعددة والمتزايدة للسكان؛ على اختلاف أعمارهم وأجناسهم. ولكل استخدام من
استخد امات الأرض د اخل المدن دورة حياة: تبدأ نواة صغيرة ثم لا تلبث» ان توفرت الظروف الطبيعية
والاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ ان تتسع وتمتد بلا نظام؛ حتى يلتفت القائمون على المدينة الى
حالة التمو تلك, فيصار إمّا الى تنظيمها وتحديد خطوط نموّها وانتشارها زمانياً ومكانياً بدافع التغيين
وإِمًا الى تبديل استعمالها.
فقي المدن الفلسطينية القديمة, لم يكن هناك مناطق مخصصة للصناعة. ولكن عند انتشار
الصناعة في الوقت الحاضر. خصّصت مناطق اطلق عليها المناطق الصناعية:» بينما تمثّل أقدم
الاستخدامات للأرض في المدن في السكن والتجارة والمؤسسات العامة. وتختلف المدن فيما بينها.
فعندما تنشا المدن» فالذي يقرر الشكل الذي ستنمو عليه المدينة, والنسبة التي ستخصص لكل
استخدام للأرض فيهاء هي مجموع العوامل الاجتماعية والاقتصادية السائدة2'). اضافة الى ذلك:
فان لحضارة الشعوب تأثيراً في استخدامات الأرض المختلفة؛ وعلاقتها بالانسان المديني. ان
التغييرات في هذه العوامل تحدث تغييرات في استخد امات الأرض د اخل المدينة؛ وتحدّد , كذلك, طبيعة
واتجاه العلاقة بين الاستخدامات المختلفة.
لقد تشابهت نشاأة المدن الفلسطينية الى حدّ بعيد» واشتركت في تاريخ متشابه منذ فجر التاريخ.
ان الظروف الجغرافية التى أقيمت فيها المدن كانت متشابهة. أمّا ظروف الموضعء فهى تختلف من
مدينة الى أخرى. فمدينة نابلس تقع بين جبلين» ومدينة أريحا في وادي الأردن» ويافا على تلة على
شاطىء المتوسطء والقدس على سرج جبلين وهكذا. وكان لتشابه النشاط الاقتصادي وعدم كفاءة
المواصلات قديماً دور في تحجيم نمو المدن الفلسطينية: وفي تحديد مسار نموها . وقد تركز السكان في
مركز المدينة» الذي تحوّلء في معظم المدنء ليكون الجامع؛ منذ ان أصبحت فلسطين ضمن الخلافة
الاسلامية. حيث أقيمت المتاجر والمساكن للأغنياء. وتركزت, كذلك, الخدمات والمؤّسسات العامة في
هذه المنطقة وتوطنت فيها. أمّا المساكن, فأخذت تنتقل من مركز المدينة الى أطرافهاء مستفيدة من
التطوّر في استخد امات وسائل المواصلات.
مع بداية حكم الاتراك لفلسطين. شهدت الاوضاع العمرانية في فلسطين تراجعاً وانحساراً.
ويرجع السبب الى ضعف سلطة الدولة» وعدم قدرتها على ردّ هجمات البدى على المناطق المأهولة
1991١ ) تشرين الثاني ( نوفمبر ) تشرين الأول ( اكتوبر .555 - ١١1 شْوُون فلسطيزية العدد ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)