شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 14)
- المحتوى
-
د. أديب الخطيب لا
وحسب مؤّشرات العمالة وفحص فرص العمل المتاحة, يتّضح ان نسبة العاملين في الصناعة؛ من
سكان المدن عموماً. تفوق غيرها من المهن؛ تليها الخدمات العامة؛ ثم التجارة؛ فالبناء والمواصلات.
وهذه كلها مهن مدينية؛ كما هو معروف في دول العالم الثالث. ولا يعكس ذلك المستوى التكنولوجي
المعقّد المستخدم في الصناعة: بل على العكس. فان التكنولوجيا والآلية هي الأكثر شيوعاً؛ ولا يوجد
هناك مجمّعات صناعية: بل قليل من المؤسسات الصناعية المتوسطة, والغالبية هي صناعات بسيطة
جداً.
مورفولوجية (تشكل) نابلس واستخد امات الأرض فيها
نمت المدينة من حول الجامع الكبير الذي يتوسط المنطقة المركزية, والتي هي عبارة عن ركام من
المباني القديمة المتآكلة. وتمتد المباني على طول الممرات الداخلية الرئيسة؛ التي تسير باتجاه الشرق
والغربء وتترك فيما بينها أزقة قة ضيّقة, هي عبارة عن بوٌابات تسمح للمشاة والعربات بالمرور؛ ولا تسمح
بمرور السيارات. بعض أقسامها مسقوفء والبعض الآخر مكشوف. نتيجة لموضعها بين جبلين» فقد
نمت بشكل طولي على امتداد شوارع «فيصل» و«فلسطين» و«عبد الرحيم محموب» و«رآس العين» . ولكن
هذا النموكان مؤقتاً؛ ان ما لبثت المدينة ان انّسعت على طول الشوارع الرئيسة التي توصلها بالمدن
الفلسطينية الأخرى: شارع عمان:. وشارع القدس, وشارع رفيدياء وشارع فيصل, وشاع عصيرة
الشمالية: وشارع طولكرم, وشارع التل؛ وثمّة فيما بينها مجموعة شوارع فرعية» غالباً ما تأ
الاتجاه الشماليء والجنوبيء أو تسير موازية للشوارع الرئيسة الشرقية الغربية؛ والشوارع,
بمجموعهاء يمكن اعتبارها من النوع الثانوي.
تفتقر منطقة وسط المدينة الى الظروف الصحية؛ من تهوية وأشعة شمسء وتعوزها المصارف
وقنوات المجاري المناسبة. وتفتقر مبانيها الى النوافذ؛ وتكثر فيها الدهاليز والأروقة التي لا تصلها
أشعة الشمس وبعضها يقع تحت مستوى الشارع. ومن الواضح أن قوانين البناء لم تراع؛ بل تركت
لذوق الباني ولقدرته المالية ولنوع الاستخدام الذي يريده المالك. وقد جاء استخدام تكنولوجيا البناء
متأخراً. فأبقى على شوارع المنطقة المركزية والمناطق | اللحيطة بها ضيّقة لا تناسب الزيادة المطردة في
كثافة الحركة, وأبقى» كذلك؛ على المباني التي يقل عدد طوابقها عن ثلاثة.
وقد قَسّمت المنطقة المركزية الى ثماني حارات» لكل منها طبيعتها البشرية المميّزة. وتشهد المنطقة
المركزية عملية نزوح بطيئكة, فتظهر فيها قلّة من المساكن الخالية» التي أفسحت في المجال
لاستخدامات تجارية» وما زالت مركزاً لاستخدامات عديدة. وأهمٌ المظاهر في المنطقة المركزية السوق,
بحوانيته صغيرة المساحة ١18 - ١7( متراً مريعاً)» والحوش الذي يتوسّط المساكن. وأسعار الأراضي
في المنطقة المركزية منخفض بالمقارنة مع بقية أحياء المدينة. وهي تعمل بذلك على الابقاء على السكان
غير المقتدرين مادياً؛ وتشكّلء بذلكء: ما يمكن ان يطلق عليه منطقة الحزام الانتقالي» حسب تعبير
روبرت بارك وارنست برجس. وهي» بذلك؛ تختلف عن بقية أحياء المدينة. وتختلف حالة المباني ونظام
الشوارع من حي الى آخر؛ وكذلك تختلف الأحياء فيما بينها من ناحية توفر الخدمات.
وفي خارج المنطقة المركزية تمّسع الشوارع ويبتعد البنيان ليترك بين البنايات مناطق لزراعة
النباتات المنزلية. أمّا عن البناء ذاته, فتختلف مواده ومظهره وخطته الداخلية ؛ وتختلف استخد امات
الأرض فيما بين مناطق المدينة, وتتداخل الاستخد امات في داخل المنطقة الواحدة: كما أسلفنا. ويب
١15١ تشرين الثاني ( نوفمبر) ) يون فلشطيزية العدد 55 - 555 تشرين الأول ( اكتوبر ١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22416 (3 views)