شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 25)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 25)
المحتوى
للك الاتحاد السوفياتي ومءت .اف...
كان التحرّك السوفياتيء إذاًء اشارة جادّة ومستعجلة: ولكن مدروسة: لوضع الولايات المتحدة
الاميركية أمام الامتحان. وقد فهمت هذه الاخيرة الاشارة بضغطها على اسرائيل؛ ولكنها أظهرت, من
جهة أخرىء انها لا ترضخ للتهديد العسكري؛ اذ قرّرت» بردّ مبالغ فيه, الاستنفار النووي. وبداء في
المحصلة؛ ان موسكو سجّلت كسباً مؤقتاً على الصعيد الاقليمي في الشرق الاوسطء وأثبتت دورها على
الصعيد الدولي؛ ولو كلّفها ذلك التفرّج, لبعض الوقت, على تظاهرة القوة الاميركية(١').‏
وهكذاء في ظل أوضاع محدودة الخيارات» اعتمدت موسكو سياسة حصر التودّر ضمن الحد
الادنى: وحيث يودي التحرّك الى مكاسب فعلية» وانْ كانت ضئيلة. اما العنصر الأساسء في هذه
السياسة, فهو اندراجها في اطار الانفراج» مما يضمن حدود التصعيد . ويعبارة أخرىء لعب الاتفراج
دوراً مزدوجاً: منح موسكو حرية أكبر في الحركة, وأتاح لها دعم حلفائها العرب؛ في آن.
وان بدت هذه المعادلة صحيحة الى حدّ ماء فان أزمة النقط التي اندلعتء خصوصاً مع اقامة
الجسر الجوي الاميركي الضخم الى اسرائيل. جذبت اهتمام الكرملين: في أكثر من مظهرء بالدول
النفطية. ولا شك في ان تصميم الدول العربية المنتجة للنفط على فرض حظر انتقائي: ومن دون تخطيط
مسبقء على النفط(""), قد أثار اعجاب موسكو التي لم تلبث ان منحت دعمها الكامل لهذا
الاجراء('). وممًا لا شك فيه أيضاًء ان موسكو كانت تعرف جيداً مدى أهمية موقف الدول العربية
المنتجة للنفط على هذا الصعيدء وتعلمء بالتالي ان لا مصلحة لها بمواجهتها في مضمار لا تكون
مصالح الطرفين فيه متعارضة في الغالب: حتى ولو كان من الصعب استخلاص الاستنتاجات
السياسية لمثل هذه الالتقاءات. ومهما كان الامرء لم يكن في استطاعة موسكو الا ان تصفق لقرار
الحظر الذي فرضته «الاوابك» ضد بعض الدول المستهلكة للنفط و«المعادية للقضية العربية»؛ وللدة
شهور قليلة. كما لم يكن في استطاعة موسكو الآ ان تلاحظ دور «الانظمة الرجعية في المعركة, انْ في
القتال المباشي, أى في المبالغ السخيّة التي منحت للاطراف العربية المقاتلة منذ العام ‎»١971/‏ اضافة
الى تنفيذها قرار حظر النفطع!*'). وكانت الاذاعة .السوفياتية أشارت» منذ ‎١4‏ تشرين الاول
( اكتوبر) 15175. الى ان «الظروف المؤاتية قد وجدثء الآن, لاستخدام النقط كسلاح ح اقتصادي
وسياسي ضد الدول الرأسمالية التي تساند العدوان الاسرائيلي». والمحت الاذاعة الى «ان الدول
العربية مضطرة:؛ في ردّها على المساعدة الاميركية للمعتدين: الى استعمال جميع الوسائل المتوفّرة في
نضالها العادل... ان الارباح التي تجنيها الاحتكارات البترولية الاميركية العاملة في الدول العربية
تذهب الى المعتدين الاسرائيليين في شكل مساعدات عسكرية: وغيرها»(*").
ويبدى ان مووسكو كانت ترى في المواجهة بين منتجي النفط الغرب والمستهلكين الغربيين مواجهة
حقيقية(""). وانطلاقاً من هذه النظرةء كانت تتوقع تحرّكاً اميركياًء أو على الاقل تهديداً اميركياً. من
أجل حسم هذا التناقض لصالح واشنطن (عمل عسكريء حظر على المواد الغذائية والاستهلاكية,
الخ): ممًا يتيح لموسكى أن تظهرء من جديدء كعاصمة حليف للعرب الذين يتعرّضون لعدوان
«الامبريالية الاميركية». ومن هنا الجهود التي بذلتها موسكومن أجل تأزيم حدّة المواجهة حول الحظر,
من ناحية: واضفاء الابعاد المتضخمة للقضية:؛ بهدف «حشىي الدول العربية المنتجة للنفط؛ في اتخاذ
موقف قومي متطرّفء من ناحية أخرى. هذاء على الاقل ما يمكن استشفافه مما قاله فلاديمير بوزر,
حين أكدء في برنامج اذاعيء ان العلاقات التي يجب اقامتها بين المنتجين والمستهلكين «تتطلّب مناخاً
دولياً ملائماً. وتبادلاً ذا محاسن للجانبين, على أساس احترام السيادة»7").
العدد 7" 284؟, تشرين الأول ( اكتوبر ) - تشرين الثاني ( نوفمبر ) 0 ليون فآ لإزية م
تاريخ
أكتوبر ١٩٩١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)