شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 26)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري اح
ضبط الخلافات
ليس تصعيد حدّة التوتر و«استخدام» الحظر النفطي سوى مثالين على سعي الاتحاد السوفياتي
الى تحقيق هدفه الاوحد : ان يكون الحل في الشرق الاوسط نتيجة عمل مشترك للقوتين العظميين؛ وان
يتدخّلء بصورة فاعلة, في تشكيل ناتج الصراع نفسه. ويما ان القضية الفلسطينية هي جوهر ذلك
الصراع, فقد أتاح التوازن الاقليمي الجديدء الذي نتج عن حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1937/7ء
للطرفين المعنيّينء منظمة التحرير الفلسطيذية والاتحاد .السوفياتي ان يندفعا الى واجهة الساحة
الاقليمية. من هذا المنظور. تابعت موسكو سياسة تقوم على الشعار التالي: الاستفادة من أي فرصة,
من اجل تحقيق مكسب سياسي تضعف فيه أهمية الاعتبارات الايديولوجية.
هكذا » اذأء وبينما كانت واشنطن تعمل على تحسين مواقعها في مصر والسودان وفي بلد ان عربية
أخرى, كانت موسكو منذ نهاية تشرين الاول ( اكتوبر )/ تعمل, بشكل واضحء على التقرّب من منظمة
التحرير الفلسطينية» نتيجة غياب الشريك الاقليمى الثابت والنافذء بقصد ادخال عناصر اخلال الى
المعادلة السياسية التي كانت سائدة في المنطقة(""). في هذا السياق» يشان يصفة خاصة: الى تصريح
بريجينيفء في خطابه في المؤتمر العالمي لقوى السلام, في 7١ تشرين الاول ( اكتوبر) 219177 بأن
قرار مجلس الامن الدولي الرقم 547 «يشير. أيضاًء الى ضرورة تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين:
أي تأمين الحقوق المشروعة لشعب فلسطين العربي». وفي البيان الصادر عن هذا المؤتمر وردت
الاشارة» بوحي سوفياتي طبعاً. الى حقوق شعب فلسطين العربي بالعودة الى وطنه, وبتقرير المصير,
وفقاً لقرارات الامم المتحدة». بيد ان التغيير الملمهس في الصيغة السوفياتية الرسمية بشان حل
المشكلة الفلسطينية برز. وبحقء في البيان السوفياتي - اليوغسلافي المشترك. الذي أصدر في ٠١
تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1417, اذ جاء فيه: «يجبء أيضاًء احقاق الحقوق القومية المشروعة لشعب
قلسطين العربي» )9
كانت النتائج المباشرة للتقارب السوفياتي الفلسطيني أكثر من ان تحصى. لعل أهمّها ما ذُكر
في نهاية تشرين الاول ( اكتوبر )» من ان رئيس اللجنة التنفيذية» ياسر عرفات؛ تلقّى رسالة «هامّة
جداً» من القادة السوفيات» قيل انها احتوت على توضيح عزم موسكو على السعي الى توجيه دعوة الى
منظمة التحرير الفلسطينية لتشارك في مؤتمر السلام في جنيفء الذي كان يجرى التحضير لعقده,
بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني(). الآ ان السفير السوفياتي في بيروت؛ سرفار عظيموف
- حسب رواية أمين سر منظمة «الصاعقة» زهير محسن - لم يسلّم رسالة مكتوية أو ذات نصوص
لعرفاتء وانما أبلغ اليه ما ورد في برقية من القادة السوفيات: وملخّص مضمونها ان الاتحاد
السوفياتي حريص على مصالح الشعوب العربية. والشعب الفلسطيني بصفة خاصة؛ وان على
المقاومة ان تشارك في مؤتمر السلام المزمع عقده, والذي ستشترك فيه مصر وسوريا وباقي الدول
العربية الصديقة؛ على حدّ تعبير السفير السوفياتي, وسيكون المؤتمر تحت اشراف الاتحاد السوفياتي
والولايات المتحدة الاميركية. حيث ستتمٌ تسوية على أساس قرار مجلس الامن الدولي الرقم ؟54,
الذي يشير الى اقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط. وأشار عظيموف, كذلكك, الى ان الاتحاد
السوفياتي يفهم؛ ويصرٌ على انه لا بد من اقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيء وفق المبادىء
الأولية التي اتّفق بشأنها في «قمة واشنطن» بين بريجينيف ونيكسون . ودعا الفلسطينيين الى الاعتماد
على التاييد الكامل للاتحاد السوفياتي بشأن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني» وطلب من
75 شْيُونَ فلسطيزية العدد 5١ - 8”؟: تشرين الأول ( اكتوبر ) تشرين الثاني ( نوفمير) ١9901 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)