شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224 (ص 30)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
شعار تدمير اسرائيل هي مسألة مبدأء وان تحبيذهم لوجود دولة اسرائيل ينبع من الادراك العميق يآن
الاخيرة حقيقة قائمة» وان أي تهديد لوجودهاء سوف يستدعيء بالضرورة» تدخّلاً أميركياً: يجِّ معه
كل ما يمكن من ذيولء بما في ذلك التهديد بالمواجهة بين القوتين العظميين!'*).
أكثر من ذلكء: لم تكن موسكو حدّدت»: بعدء بدقة ة مستقيل النضالٍ الفلسطيني في اقامة دولته
المستقلة. واذا ما كان الطرفان اتفقا على ضرورة اقامة دولة فلسطينية, الا أن السؤال الذي اقتضت
الاجابة عنه هو اطار هذه الدولة. في المنظور السوفياتي» ان الدولة الفلسطينية هي تلك التي تقام على
الاراضي المحرّرة من الاحتلال الاسرائيلي» أو كما فسّرته مووسكو, لاحقاً: يدولة في الضفة الفلسطينية
وقطاع غزة. وكانت محاولة موسكو هذه استهدفت دفع الفلسطينيين نحو اعتبار حل «الدولتين» أمراً
واقعاً . لكن التباسات عدّة بقيت قائمة: منها مسألة الحدودء هل هي حدود العام /971١؟ أم حدود
العام .١151517 المبيّنة في مشروع التقسيم؟ في هذه النقطة. كان موقف موسكو غامضاً بعض الشيء.
فقد كان موقفهاء خلال السنين السابقةء الاعتراف بحدود التقسيم العام :١551/ وتشير الخرائط
الرسمية السوفياتية»ء بالفعلء الى هذه الحدود . وأحياناً كانت تضيف اليها خطوط الهدنة للفترة
الواقعة ما بين عامي 8 537,, ثم تضيف اليها خطوط وقف اطلاق النار يعد حرب العام
17. كما ان الاحصاءات الرسمية السوفياتية» المعتمدة كمرجع: قد جعلت هذه الفروق» في
الاجمال» واضحة. وكان كل نقاش يدور حول حدود اسرائيل: خلال الفترة الماضية؛ يشار اليها بأنها
حدود العام /اغ5, وان اسرائيل توشعت عندما احتلت منطقة مساحتها 1٠7١١ كيلومتر مريع,
واحيانا ٠ ٠ كيلومتر مربع, أضيفت اليها في الحرب العربية الاسرائيلية الاولى. كما انها احتلت
كيلومتر مريع في العام .١55717/ زب على ذلك» ان بعض الصحافيين السوفيات المناوئين
لاسرائيل كان يعتبر مناطق مثل عكًا وبئر السبع والرملة» وحتى يافاء مناطق عربية سلبتها اسرائيل
عنوة في العام ,انها يجب ان تعاد الى اصحابها الحقيقيين7”؟). وهذا الاعتبار. في حدّ ذاته,
أشار الى ان الحدود الشرعية لاسرائيل هي حدود التقسيم العام .١951/
وهكذا عندما طرح موضوع الدولة الفلسطينية على بساط البحث؛ مجدّداً. بعد حرب تشرين
الاول ( اكتوير ) ”16517١ء كانت الصحافة الرسمية السوفياتية ته تشير الى حدودب التقسيم العام /51 ١9
كأساس لمطالبة الفلسطينيين بدولة مستقلة. حتى ان معلّق صحيفة «ازفستيا» ومحرّرهاء توكينوف,
أشار الى التحفظ الذي عبّر عنه وزير الخارجية السوفياتية» اندريه غروميكو, في خطابه الشهير في هيكة
الامم المتحدة,. في العام /541١:ء والذي كان طواه النسيان» ووافق فيه على التقسيم ٠ حين قال لا شك
في انه يأمل في ان يُحتفظ ببعض الخيارء في المستقبلء: للعرب» وان موسكو دا كانت تفضل وجود دولة
ذات قوميتين في فلسطين, ونا كان هذا التفضيل تعارضه اسرائيل ويعارضه الذين يفضّلون قيام دولة
يهودية» فان الاتحاد السوفياتي يرى «أنه اذا كان ايجاد دولة مشتركة واحدة مستحيلاً » فانه يؤيد
التقسيم». ان هذه الحقيقة علاها غبار كثيف, فيما بعد, ونادراً ما كانت تذكر ٠ وبقيت في «اليراد»
ردحاً من الزمن. وقد كان توكينوف الوحيد الذي أشار الى هذا الموضوعء ولكنه أحجم عن اضافة
تعليقات تختص بالارض ؛ تلك التعليقات التي يمكن ان تربط مثل هذه الدولة بمكان محدّد: أي
بمشروع التقسيم للعام ١1517 مثلاًء » أ ربطها بحقيقة ضمٌ اسرائيل ٠٠٠ كيلومتر مربع في حرب
العام .١5545 اضافة الى ذلك كلهء فان تعليقات توكينوف كافة لم تحدّد فقط حدود العام لا 2,55
كمبدأ للشرعية الفلسطينية؛ وانما استمرت في تحديد الانسحاب من على الاراضي التي احثّلت في العام
1١/ أيضاً. وفي هذا تحديد قاطع يغني عن الكلام الغامض الذي كان يطالب بالانسحاب
00 شْيُون فلسطزية العدد 77 - 54؟5: تشرين الأول ( اكتوبر ) - تشرين الثاني ( نوفمير) ١9191١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 223-224
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)